قصف الطيران المروحي الحكومي، ليلة الأربعاء، مناطق عدة في مدينة درعا جنوبي البلاد، حيث أكد ”اتحاد تنسيقات الثورة السورية”، أن معارك ”عنيفة” اندلعت بين مقاتلي الجيش الحر والقوات الحكومية في قريتي تل ملح والجلمة بريف حماة، مشيرا إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري. ومن جانبها، ذكرت ”شبكة سوريا مباشر” أن الجيش السوري قصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة الحي الشرقي في بلدة صيدا بريف درعا، وأحياء درعا البلد، وحي طريق السد بالمدينة، أما في حلب، شمال غربي البلاد، فقد أغار الطيران الحربي التابع للجيش السوري على مدينة الباب في ريف المدينة، وأطلق نيران رشاشاته الثقيلة على الأحياء السكنية، وفق ما ذكر ناشطون معارضون. وعلى الصعيد السياسي، أطلع مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، الرئيس السوري بشار الأسد، مساء أول أمس الثلاثاء، على جهود التصدي ل”تنظيم الدولة”، في أول اجتماع من نوعه منذ بدأت الولاياتالمتحدة ضربات جوية ضد التنظيم المتشدد في العراق، حيث قام المستشار العراقي الفياض بوضع بشار الأسد في صورة آخر تطورات الأوضاع في العراق والجهود التي تبذلها الحكومة والشعب العراقي لمواجهة الإرهابيين، ومن جهته أكد الأسد أن جهود مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ بالضغط على الدول التي تدعمه وتموله، في إشارة إلى دول خليجية عربية مثل السعودية وقطر تتهمها دمشق برعاية جماعات مسلحة متشددة. وقال مصدر مطلع على فحوى المحادثات أن العراقيين أبلغوا الأسد أن الإدارة الجديدة في بغداد بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي ستواصل التعاون الذي كان قائما حين كان نوري المالكي رئيسا للوزراء. ومن جهته، أشار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى أن بلاده قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أشار وزير الخارجية المصري إلى أن بلاده قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا أن الجيش يركز على الجبهة الداخلية، مشددا على أن مهمة الجيش المصري هي حماية الشعب المصري والحدود المصرية، وقال شكري إن ”الجيش المصري يوجه طاقاته لمقاومة الإرهاب في داخل مصر سواء في سيناء أو في مناطق أخرى، يحاول أن ينفذ إليها الإرهاب، بالإضافة إلى المخاطر الناجمة عن عدم الاستقرار في ليبيا والحدود المشتركة الطويلة. نشرت صحيفة ”الإندبندنت” البريطانية تقريرا عن الحملة العسكرية التي تعد لها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم ”داعش”، وموقف الرئيس السوري بشار الأسد منها، فأعلن روبرت فيسك في مقال له أن سوريا طلبت رسميا من الولاياتالمتحدة التعاون الاستخباراتي والعسكري لإلحاق الهزيمة بعدوهما المشترك تنظيم داعش. وأضاف أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيرفض هذا الطلب، ولكن ذلك يسبب له حرجا، خصوصا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نبه إلى أن قصف أي مواقع في سوريا مثلما تخطط له واشنطن، سيكون اعتداء على سيادتها. وذكر فيسك أن رسالة دمشق وجهها رئيس البرلمان السوري إلى نظيره الأمريكي، ويقول فيها إن المعارضة ”المعتدلة” التي وعدت واشنطن بمساعدتها وتدريبها لا تختلف عن تنظيم ”داعش”، وإنها ”باعت صحافيين أبرياء لتنظيم داعش ليقطع رؤوسهم، وتتهم رسالة النظام السوري السعودية برعاية المدارس التي تنشر أيديولوجية الكراهية والتكفير، وبأنها هي التي خرّجت بتيارها السلفي الوهابي جميع الإرهابيين الضالعين في تفجيرات 11 سبتمبر، وبوسطن، وقطع رؤوس الصحافيين الأمريكيين. هيغل:” الحدود لن تكون عائقا أمام الولاياتالمتحدة للقضاء على داعش” قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن الحدود لن تكون عائقا أمام الإجراءات التي ستقوم بها الولاياتالمتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق، وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لديه الصلاحيات الدستورية والتنفيذية لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف التنظيم، وقال هيغل في شهادة مشتركة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن دمبسي، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أن قادة الجيش يوافقون على التحرك فورا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأن التحالف ضده يجب أن يستخدم كل الأدوات المتاحة له، وأوضح أن الإجراءات التي سيستخدمها ضد التنظيم لن تحدها منها الحدود بين سورياوالعراق لأن مقاتلي التنظيم يتنقلون بحرية بين العراقوسوريا. وركز هيغل على وجود تحالف يضم أكثر من أربعين دولة عبرت كلها عن رغبتها في المشاركة بالجهد العسكري ضد التنظيم، مشيرا إلى أن الاجتماع الإقليمي بجدة اتفق على معركة شاملة على جميع المستويات، وقال أيضا إن التحالف هو الطريق المثلى بالوقت الحالي، وإن المشاركة العربية والإسلامية مهمة لنجاح المواجهة ضد تنظيم الدولة والتطرف الذي يريد السيطرة على بلدانهم.