5 ملايين أورو علب طماطم فاسدة وآلات تحويل قديمة تمكنت مصالح الجمارك الجزائرية في الأيام القليلة الماضية من حجز 40 حاوية ذات 20 قدما معبأة بطماطم صينية معلبة منتهية الصلاحية، أراد رجال الأعمال الذين كانوا وراء العملية تغطية صفقة الطماطم بتهريب ما قيمته 1 مليون أورو نحو دول آسيا. قال مصدر جمركي رفيع المستوى ل”الفجر” إن مصالحه تمكنت من وضع حد لشبكة مهربين تختفي تحت غطاء الاستيراد، تنشط عبر التراب الوطني، على مستوى العديد من الموانئ والمطارات بهدف تهريب العملة الصعبة من خلال تضخيم الفواتير على نحو يشكل تهديدا للاقتصاد الوطني واستيراد أشياء لا معنى لها ولا فائدة منها بالرغم من قيمتها يتم دفعها ولو رمزيا وجاءت هذه العملية إثر حجز 40 حاوية تضم طماطم معلبة منتهية الصلاحية وآلات أخرى لتحويل الطماطم مفوترة بأزيد من 3 ملايين دولار. العملية حسب ما أكدته مصادر ”الفجر” جاءت إثر تحريات معمقة، وشكوك وردت مصالح الجمارك بخصوص بضائع مودعة على مستوى ميناء العاصمة، حيث يقوم بعض المستوردين بممارسات مشبوهة في الاستيراد بغرض تهريب الأموال بالعملة الصعبة عبر البنوك. وبعد تكثيف التحقيقات، واللجوء لمعطيات أوردها المركز الوطني للإعلام الآلي بالتنسيق مع البنوك، تم تأكيد هذه المعلومات، تبعها القيام بحجز 40 حاوية بها 37 ألف علبة طماطم و12 آلة لتحويل الطماطم، تمت فوترها بما يقارب 4 مليون أورو. وبعد التحقيق تم تحرير محاضر معاينة لمخالفة نظام الصرف وتهريب الأموال من وإلى خارج الوطن طبقا للأمر 66/22 المتعلق بهذه النوع من المخالفات. وتمت معاينة تحويل ما يقارب 3 مليون أورو، وعليه ارتفعت قيمة التحويلات بالعملة الوطنية إلى أكثر من 670 مليون دينار جزائري. هذا ولا تزال الملايير من العملة الصعبة الجزائرية تهرب إلى البنوك الأجنبية وخاصة منها الأوروبية، في ظل عجز الحكومات الجزائرية المتعاقبة عن صد الضالعين في ملفات تهريب أموال الجزائريين، رغم استنفارها وتشديد الرقابة برا وبحرا، ويلاحظ أن مظاهر التصريحات الكاذبة والتدليس والغش تتعدد خلال السنوات الماضية، على خلفية الارتفاع المتواصل لقيمة الواردات الإجمالية للسلع والبضائع في الجزائر.