ينظم الملتقى الدولي الأمير عبد القادر: المثقف الأديب والمتصوف، الذي تنظمه وحدة البحث حول الثقافة والتّواصل والآداب واللغات والفنون خلال الفترة الممتدة بين شهري أفريل وماي القادمين، بقاعة المحاضرات السانيا بوهران. ويأتي هذا الملتقى الذي تنظمه وحدة البحث حول الثقافة والتّواصل والأداب واللغات والفنون ucclla التابعة لمركز البحث في الأنثروبولوجية الاجتماعية والثقافية وهران - crasc - ليسلط الضوء على الجوانب المعرفية و الأدبية من حياة هذه الشخصية التاريخية، وذلك بإعادة قراءة وفحص مضامين مؤلفاته ومواقفه الفكرية وتأملاته وإبداعاته، فالهدف الأساسي من هذا اللقاء العلمي يتمثل في التعريف بفكر الأمير عبد القادر الجزائري ”مثقفا وأديبا ومتصوفا”، وإعادة تثوير معارفه، وإيجاد المضامين المشتركة بينه وبين التراث الإنساني عامة وكذلك ارتباط مواقفه بقضايا العصر. كثيرا ما يتطرق الباحثون في تاريخ الجزائر المعاصر للجوانب العسكرية والسياسية والإستراتيجية التي ميزت مسيرة الأمير عبد القادر الجزائري (1808- 1883م)، وتقِل دراساتهِم حول حياته الثقافية والمعرفية. فمواقفه الفكرية والأدبية جعلت منه إنسانا متحررا متجاوبا مع عصره، حاملا لمشروع إنساني تجاوز الحدود المحلية و القومية. فالأمير عبد القادر هو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وهو متزعم المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى كونه شاعرا متصوفا وباحثا في الفكر، وفي العديد من القضايا المعرفية. وقد ترك تراثا ثريا ومؤلفات هامة، منها على وجه الخصوص كتاب ”المواقف” في التصوف، ورسالة ”ذكرى العاقل وتنبيه الغافل” الموجهة للفرنسيين تناول في فضل العلم والعلماء. كما للأمير أقوال كثيرة في الشعر، ورسائل عديدة تناول فيها مختلف القضايا التي تبرز إبداعه ومكانته الأدبية والروحية. كما كان سعيه في العديد من المناسبات منصبا على تقريب الرؤى بين الشرق والغرب والدعوة إلى حوار الثقافات والديانات. والجدير بالتذكير أنه قد أقيمت عدة ملتقيات وطنية ودولية تناولت حياة الأمير وبطولاته ومآثره، مثل: الملتقى الدولي بمدينة تلمسان بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامي يومي 25 -28 فيفري 2012، والملتقى الدولي بجامعة أولداغ ببرصة تركيا، يومي 11 و13 ماي 2012، والملتقى الدولي الذي تم نظمته بمدينة الجزائر العاصمة أيام 28 و29و30 ماي 2013 وملتقى دولي بمدينة معسكر، أيام 11-13 مارس 2014 وغيرها، وهي تظاهرات علمية كثيرة ومتنوعة تم تنظيمها من قبل الجامعات داخل وخارج الوطن ومراكز البحث ومؤسسة الأمير عبد القادر وجمعيات وطنية أخرى، وضمن هذا السّياق العلمي يأتي الإبداعي والمعرفي الذي تركه الأمير عبد القادر، والذي يسترعي من التذكير به وتسليط الضوء على الجوانب المنسية من حياة هذه الشخصية التاريخية، وذلك بإعادة فهم ومراجعة مواقفه الفكرية وتأملاته وإبداعاته.