شهدت ملاعب كرة القدم بأرض الوطن، نهاية الأسبوع المنصرم، العديد من أحداث العنف التي صاحبت لقاءات البطولة الوطنية المحترفة والهاوية على هذا سواء، أبرزها ما جرى بملعب الوحدة المغاربية بين مولودية بجاية ومولودية العاصمة، وما حدث بملعب ورڤلة بين شباب بني ثور وشباب بوقادير. ورغم التوعية الكبيرة التي قامت بها السلطات ومسؤولو كرة القدم في الوطن، من أجل التصدي إلى ظاهرة العنف، بعد حادثة مقتل اللاعب الكاميروني ألبير إيبوسي، إلا أن الشغب لا يزال مستمرا من جولة إلى أخرى، خاصة في ظل عدم اتخاذ الاتحادية الوطنية لكرة القدم ووزارة الرياضة أي تدابير رادعة ما عدا إطلاق تصريحات وتعليمات لم تطبق على أرض الواقع. ومع استمرار العنف في الملاعب الوطنية، فإن حظوظ الجزائر في احتضان كأس أمم إفريقيا لسنة 2017 تبقى على المحك، حيث أوردت قناة فرنسا الدولية، أن العنف في الملاعب أكبر من ما يهدد فرص الجزائر في الفوز بحق تنظيم نهائيات كأس افريقيا عوضا عن ليبيا. رئيس لجنة الأنصار، مصطفى دومي: “الأنصار ليسوا المسؤول الأول عن العنف ورؤساء الفرق يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية” يرى رئيس لجان الأنصار لأندية الوسط، مصطفى دومي، أن العنف في الملاعب هو ظاهرة غريبة عن الكرة الجزائرية ظهرت في السنوات الأخيرة وتنامت بصورة واضحة، معتبرا أن الأنصار لا يعتبرون المسؤول الأول عن العنف، موضحا أن رؤساء الأندية يتحملون جزءا كبيرا من الظاهرة، خاصة وأنهم المسؤول الأول عن تدهور مستوى الكرة تسييريا وفنيا. وأوضح دومي، الذي أشرف في وقت سابق على رئاسة لجنة أنصار اتحاد الحراش، أن لجان الأنصار لا تتلقى الدعم اللازم من طرف إدارات الفرق، حيث يفضل الرؤساء العمل بشكل مستقل، ويضعون المناصر في آخر اهتماماتهم، وفي النهاية يتهمون المناصر بالعنف والشغب. وطالب دومي المسؤولين بالتعامل بصرامة مع ظاهرة العنف في الملاعب، خاصة بعدما حدث منذ أكثر من شهر بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، معتبرا أنه قد حان الوقت لاتخاذ إجراءات صارمة في التعامل مع من يحدث الشغب في الملاعب. ودعا محدثنا إلى الاقتداء بالدول الأوروبية في مجال مكافحة العنف في الملاعب على غرار منع المشاغبين من حضور اللقاءات، وتسهيل عملية دخول والخروج من الملاعب، دون مضايقة المناصرين. ويرى نفس المسؤول أن محاربة العنف قضية الجميع، داعيا الاتحادية الجزائرية والرابطة الوطنية المحترفة إلى “اتخاذ الإجراءات الصارمة والحازمة لتفادي تكرر الأحداث”. ومن جملة الإجراءات المقترحة وضع بطاقية وطنية للأشخاص الممنوعين من دخول الملاعب وتنظيم استقبال وتأطير المناصرين داخل لجان المناصرين وتحميل النوادي المسؤولية في حالة وقوع حوادث خطيرة أو أخطاء في تأطير المناصرين واتخاذ عقوبات قضائية في حق الأشخاص الذين يقومون بأعمال عنف. كما شدد السيد تهمي على أهمية إشراك جميع القطاعات المعنية ومختلف الفيدراليات الرياضية واللجان الولائية بالإضافة إلى المجتمع المدني وووسائل الإعلام للوقاية من ومحاربة هذه الظاهرة. ومن جهة أخرى كشف الوزير عن “فتح تحقيق إداري بخصوص بيع المباريات” حيث سيتم تسليط الضوء على كل هذه المسائل لأنه من المستحيل أن تتطور الرياضة اذا تركنا هذه الظاهرة تتفاقم. “الفاف“ تتفرج.. ولا عقوبات تذكر! توقع المتتبعون للكرة الجزائرية أن تولد حادثة وفاة اللاعب إيبوسي، مهاجم شبيبة القبائل، تغيرات تذكر على لوائح العقوبات، غير أن ذلك لم يحدث، فلا الفاف عقدت اجتماعا لجمعيتها العمومية لدراسة القضيثةن ولا الرابطة أقرت قوانين جديدة للتصدي إلى العنف، وفضلت هيئة روراوة وقرباج المواصلة بنفس النهج، وانتظار تحسن الأمور لذاتها. ولحد الآن، لا توجد أي عقوبات تردع الاعتداء على الحكام واللاعبين والرسميين، ولا تزال مهمة الحكام جحيم كبير شبهادة هؤلاء، ونفس الأمر بالنسبة للاعبين الذين سعتبرون انفسهم في معركة في كل لقاء، وكذا رجال الاعلا الذين يعتبرون أن الملاعب اسوء مكان لممسارة مهنتهم. الوزارة تنتظر القانون الجديد فضلت وزارة الرياضة بقيادة محمد تهمي، عدم اتخاذ أي قرارات، وانتظار صدور القانون الجديد الخاص بالبانشطة البدنية، وهو القانون الذي يتسم بالصرامة في مواجهة العنف في الملاعب، ويضع اطار قانوني لمعاقبة المتسببين في العنف. واوضح الوزير تهمي أنم القانون الجديد الذي لم يبق منه سوى النصوص التطبيقية، والتي أخذت حواسل السنة، يتضمن جملة من القرارات التي تتصدى للعنف بشكل كامل، على غرار وضع بطاقية وطنية للاشخاص الممنوعين من دخول الملاعب وتنظيم استقبال وتأطير المناصرين داخل لجان المناصرين وتحميل النوادي المسؤولية في حالة وقوع حوادث خطيرة أو أخطاء في تأطير المناصرين واتخاذ عقوبات قضائية في حق الأشخاص الذين يقومون بأعمال عنف. وزارة تهمي التي تعاملت بنوع من اللامبالاة مع العديد من الأحداث السابقة، على غرار وفاة العديد من المناصرين، لا تزال تؤجل إصدار القانون الجديد، والذي صدر في الجريدة الرسمية بعد مصادقة البرلمان عليه، لكنه يبقى حبيس وزارة الرياضة، قبل الشروع في تطبيقه. اكثر من شهر على وفاة إيبوسي.. والقاتل مجهول رغم مرور أكثر من شهر على حادثة وفاة اللاعب الكاميروني ألبير إيبوسي، إلا أن التحقيقات في القضية لم تحرز أي جديد، ويبقى القاتل حرا طليقا، وهو الأمر الذي يمنع وجود رادع قوي لظاهرة العنف في الملاعب. وكانت عائلة إيبوسي قد طالبت بإيجاد القاتل ومحاسبته، من أجل تطبيق العدالة، غير أن الأمور لا تزال على حالها.