ما حدث مساء السبت الماضي بملعب أول نوفمبر 54 بتيزي وزو بعد مقتل اللاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي غدرا، كان بإمكانه أن يحدث منذ عدة سنوات في أي ملعب آخر بالجزائر، لكن القدر اختار هذا الملعب بالذات ليفضح حقيقة ما يحدث في الملاعب الجزائرية من عنف وتجاوزات خطيرة منذ عشرية كاملة، بوقوع جريمة القتل التي راح ضحيتها أحد ضيوف الجزائر، تكون آخر الأقنعة قد سقطت وكل الحقائق قد كشف والأكاذيب قد انتهت بالنسبة للسلطات الجزائرية التي لازالت تمارس كل أنواع التمييع على الجمهور الجزائري منذ سنوات، لأنه وبكل صراحة 99 بالمائة من ملاعب الجزائر ليست صالحة لممارسة كرة القدم، بعدما تحولت هذه إلى بؤر للاقتتال والتطاحن والتراشق بين أبناء البلاد الواحد تحت راية كرة القدم وتحت أنظار الفاف والوزارة عندما تذهب لأي ملعب جزائري، فعليك أن تكون مستعدا للموت أو التعرض للشلل أو ارتجاج في المخ أو فقدان إحدى عينيك أو التعرض لطعنة خنجر كل هذا يحدث منذ أكثر من عشرين سنة كاملة على مرآى المسؤولين على الرياضة في الجزائر، ولكن للأسف الشديد لا حلول تذكر. إن السياسة التي اعتمدتها الجزائر في مكافحة العنف في الملاعب منذ سنوات تبقى مجرد حبر على ورق والمسؤولون يتغنون بالإنجازات فقط ويتسترون وراء تأهل المنتخب الى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي وهذا بتورط الصحافة الرياضية المرتشية وبعض أشباه الصحفيين الذين يبيعون ذمتهم بساندويش أو بسفرية الى جنوب افريقيا أو البرازيل. أين هي جمعيات مكافحة العنف في الملاعب، وأين هي لجان الأنصار من كل ما يحدث في ملاعب الجزائر، فالأمور تجاوزت كل الخطوط الحمراء إلى درجة أن مدرجات ملاعبنا تحولت إلى أسواق لبيع المخدرات والكحول والأسلحة البيضاء والألعاب النارية على مرآى الشرطة والمنظمين. معظم ملاعب الجزائر تجاوزها الزمن، فهي ملاعب موروثة من الحقبة الإستعمارية، وتصلح لكل شيء إلا لممارسة كرة القدم المحترفة، فأين هي الملاعب التي وعدت بها وزارة الرياضة، وأبسط مثال على ذلك الملعب الجديد بمدينة تيزي وزو الذي لازال يراوح مكانه منذ حوالي 10 أعوام كاملة، في حين أن الملعب الوحيد وهو 5 جويلية تم اغلاقه بعدما تحول إلى حقل تجارب منذ تسبب مدرجاته في مقتل مناصرين من اتحاد العاصمة في بداية الموسم الماضي. رحل إيبوسى، وانتهت كل الأكاذيب وكشفت كل الحقائق عن واقع الكرة الجزائرية المريضة بكل الأمراض والفيروسات القاتلة، والأغرب من ذلك أن الجزائر قدمت ترشحها لخلافة ليبيا في استضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، والحقيقة أن الجزائر جاهزة فعلا لهذا الحدث لكن على الورق فقط. على خلفية مقتل إيبوسي إيقاف أنشطة كرة القدم وقرارات صارمة في الأفق أوقف الاتحاد الجزائري لكرة القدم كافة أنشطة اللعبة لأجل غير مسمى بعد وفاة اللاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي لاعب فريق ”شبيبة القبايل”، بسبب إصابته بمقذوفة من المدرجات بعد نهاية مباراة فريقه ضد ”اتحاد العاصمة”. كما قررت الرابطة المحترفة لكرة القدم غلق ملعب تيزي وزو إلى أجل غير مسمى. وبحسب الموقع الرسمي للاتحاد الجزائري لكرة القدم فإن القرارات التي تم اتخاذها تتجلى في: أولا: تم تعليق وإرجاء كل مباريات بطولات الرابطات المحترفة والهاوية في جميع الأصناف، المبرمجة في القطر الجزائري عطلة نهاية هذا الأسبوع، يومي 29 و30 أوت الجاري، إلى تاريخ لاحق، في مسعى نعي للاعب ألبيرت إيبوسي الذي وافته المنية بطريقة مفجعة، واحتجاج ضد ممارسات غير مسؤولة لبعض الدخلاء والمشاغبين الذين يغذون العنف وينشرونه في الملاعب، حيث بلغ مستويات غير مقبولة. هذا وسيدرس الاتحاد الجزائري لكرة القدم و المكتب الفدرالي وأعضاء الجمعية العامة في قادم الأيام الإجراءات الرادعة التي يمكن أن تبعد النادي المتسبب في العنف من كل منافسة. ثانيا: قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم والرابطة المحترفة لكرة القدم وشبيبة القبائل منح تعويض مالي قدره 10 ملايين دج (100 ألف دولار) لعائلة الفقيد، من جهة أخرى، تقرر بموافقة شبيبة القبائل، منح جميع أجور اللاعب المتوفى بالكامل لعائلته إلى غاية انتهاء عقده مع النادي”. محمد تهمي يستنكر مقتل إيبوسي استنكر وزير الرياضة، محمد تهمي جريمة قتل إيبوسي وقال ”هذا العمل الإجرامي يستوجب عقابا صارما والذي أحزن العائلة الرياضية الجزائرية التي تنحني أمام روح اللاعب الذي كان ينتظره مستقبل واعد، والذي وضع نفسه في خدمة ناد جزائري”. وأمام هذا المصاب الجلل تقدمت وزارة الرياضة بتعازيها للعائلة الكبيرة لشبيبة القبائل، وعائلة الفقيد متعهدة بأنها ستتصدى مستقبلا وبكل صرامة للانزلاقات التي تصدر خلال المنافسات الرياضية والتي تضر خاصة بسمعة كرة القدم الوطنية. وكان السيد تهمي قد بعث برسالة تعزية لنظيره الكامروني أدوم قاروة، مناشدا كل العاملين في الحركة الرياضية الوطنية بالحفاظ على القيم النبيلة للرياضة. بيان الحكومة الكاميرونية بعد وفاة إيبوسي أوردت الصحافة المحلية، أمس، بيانا للوزير والناطق الرسمي بإسم الحكومة الكاميرونية، على إثر وفاة مهاجم فريق شبيبة القبائل ألبيرت إيبوسي. وجاء في البيان على لسان الوزير الكاميروني عيسى تشيروما قوله ”أشعر بالحزن والأسى. كان يمكن لكرة القدم أن تكون في منأى عن فعل لا يتقبله العقل. نتأسف لوفاة أحد مواطنينا متأثرا بإصابة لمناصر تابع لفريقه الكروي. أنا متعاطف مع أسرة ألبيرت إيبوسي وأشجب بقوة هذا النوع من السلوكات”. اتحاد الكرة المصري يعزي الاتحادين الجزائري والكاميروني في وفاة ”إيبوسي” أرسل اتحاد الكرة المصري برقية عزاء للاتحادين الجزائري والكاميروني لتقديم واجب العزاء في وفاة اللاعب الكاميروني إيبوسي مهاجم شبيبة القبائل الذي راح ضحية أحداث الشغب الأخيرة التي وقعت على ملعب أول نوفمبر مساء السبت خلال لقاء شبيبة القبائل واتحاد العاصمة. وأكد عزمي مجاهد مدير المركز الإعلامي لاتحاد الكرة، أن اتحاد الكرة يتمني أن تسود الروح الرياضية داخل الملاعب مؤكدا على ضرورة التدخل فورا لإنهاء أحداث الشغب التي تجتاح ملاعب الكرة وتؤدي إلى وفاة الرياضيين. رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) محمد راوراوة وفاة إيبوسي ... فاجعة للأسرة الرياضية استنكر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) محمد راوراوة بشدة رمي الأحجار التي تسببت في وفاة المهاجم الكامروني واصفا إياه بالعمل ”البشع”. وطالب السيد راوراوة ”بتسليط عقوبات صارمة على المتسببين في هذا التصرف المشين،” متوجها بالنداء إلى مختلف الرابطات ”بالتصدي لكل التجاوزات طبقا للقوانين السارية المفعول”. وحث الرجل الأول في الفاف أيضا مختلف الرابطات ”البقاء مجندة للتصدي إلى مختلف أشكال العنف بالملاعب”. من جهة أخرى، شجع محمد راوراوة على ”عدم تضخيم مباريات كرة القدم مهما كانت أهميتها، هذه المهمة ليست فقط من اختصاص مسيري كرة القدم الوطنية بل أيضا الصحافة الرياضية”.