لجنة دولية بتيزي وزو تضم خبراء لدراسة ظاهرة العنف في الملاعب وتحديد أسباب وفاة إيبوسي

كارثة عظمى تهز البطولة الوطنية ووزارة الداخلية تأمر بفتح تحقيق معمق

على وقع كارثة عظمى بعد وفاة لاعب شبيبة القبائل البيرت إيبوسي البالغ من العمر 24 سنة، بعد رشقه بالحجارة من طرف الأنصار عقب نهاية اللقاء الكروي الذي جمع بين الكناري وسوسطارة الذي انتهى لصالح الزوار بهدفيين مقابل هدف واحد. وكانت تيزي وزو قد بكت بحرقة كبيرة هداف البطولة الوطنية للموسم الماضي المهاجم ألبار إيبوسي الذي فارق الحياة بالمستشفى الجامعي نذير محمد، بعدما فقد كميات كبيرة من الدماء بفعل نزيف حاد تعرض له على مستوى رقبته.
كان خبر وفاة أسطورة الكناري قد نزل كالصاعقة على الجمهور بتيزي وزو وربوع الوطن، وعلامات الحزن بادية على وجوههم، وهو ما لازم رئيس النادي القبائلي شريف حناشي الذي قال في اتصال ب”الفجر” أن خبر وفاة إيبوسي كان مفاجأاة سيئة وأن مهاجمه الإفريقي توفي بعد أن تعرض للرشق من طرف الأنصار بعد نهاية المقابلة، مؤكدا أن الخبر نزل كالصاعقة وأنه لا يصدق ما حدث، طالبا أن يسكنه الله فسيح جنانه. ولم يتمالك حناشي نفسه في هذا الظرف إلى أن أغمي عليه ليحول هو الآخر إلى المستشفى متأثرا بهول الصدمة التي ألمت ببيت الكناري.
الجميع يبكي إيبوسي والسكان يستنكرون وحداد لثلاثة أيام بتيزي وزو
الزائر لولاية تيزي وزو مع وفاة هداف البطولة الوطنية وشبيبة القبائل إيبوسي يلتمس الحزن العميق الذي خيم على أرجاء المدينة، وهي تعيش صمتا رهيبا جراء ما ألم بها في هذا المصاب الجلل، الذي لاحق بالدرجة الأولى بيت النادي القبائلي الذي أوقف نشاطاته لغاية استعادة اللاعبين لقواهم البدنية والنفسية، بفعل تأثرهم الشديد لوفاة زميلهم إيبوسي، الذي تناولت شهادات محبيه أنه الإنسان المرح صاحب الحس التهديفي الذي يعشق الكرة المستديرة، كما كان صاحب المبادئ السامية ويحترم الجميع كبيرا وصغيرا، بل يعرف بقيمه الإنسانية النبيلة وتواضعه أمام الغير. وحزنا على فراق إيبوسي، قررت العديد من الجهات بتيزي وزو إعلان حداد لثلاثة أيام تضامنا وعائلة الضحية الذي كان يهم للخروج من أرضية الميدان رفقة زملائه باتجاه غرف تغيير الملابس مع بقية اللاعبيين من الشبيبة وكذا اتحاد العاصمة. ولكن الأنصار لم يقبلوا النتيجة التي خرج عليها اللقاء فراحوا يرشقون الميدان إلى أن أصابوا إيبوسي في رأسه، ليسقط أرضا بعدما تعرض لنزيف دموي حاد نقل على إثره إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وقد أجري له تشريح للجثة من طرف خبراء بغية الوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاته. وكان سكان تيزي وزو قد استنكروا بشدة ما حصل للاعب الكاميروني إيبوسي، مقدمين تعازيهم لعائلة الشبيبة كما طالبوا بمعاقبة المتسببين في هذه الحادثة الأليمة.
الداخلية تأمر بفتح تحقيق معمق ولجنة دولية تحل بتيزي وزو لوقف العنف في الملاعب
وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية من جهتها قد أمرت سلطات تيزي وزو عقب وفاة هداف البطولة الوطنية وشبيبة القبائل إيبوسي بفتح تحقيق معمق للوقوف على الأسباب الحقيقة التي كانت وراء وفاة هذا اللاعب، الذي فارق الحياة فوق أرضية الميدان، بعدما تم رشقه بالحجارة من طرف الأنصار، موجهة رسالة مشرفة إلى المدربين والمسؤولين واللاعبين والرؤساء بغية التعقل لاسيما الأنصار، لتفادي تنامي ظاهرة العنف في الملاعب. وكشفت مصادر عليمة ل”الفجر” أن لجنة دولية تضم عددا من الخبراء والمختصين يمثلون تشكيلات وهيئات رياضية عليا ستحل بتيزي وزو على شكل فرق عمل، بغية الوقوف عن قرب على ملابسات هذا الحادث الأليم الذي مس بالبطولة الوطنية، وكذا لإعداد تقرير شامل ومفصل حول ظروف وفاة إيبوسي، مع إحاطة ظاهرة العنف في الملاعب التي باتت تعرف تناميا مخيفا في السنوات الأخيرة، كما سيشمل عمل اللجنة الدولية تنظيم لقاءات مع عدد من المسؤولين على مستوى قطاع الشباب والرياضة، كل على حدة، لمعرفة مدى تجاوز القطاع وطموحات السكان، لاسيما النخبة الرياضية منها، إلى جانب ضبط برنامج عمل آخر يشمل تقارير حول ما تم إنجازه وما سيتم إنجازه لاحقا، مع التركيز على الأنصار الذين يثورون ككل مرة في مدرجات الملاعب، خصوصا بتيزي وزو التي زحفت إليها ظاهرة العنف في الملاعب مع الأعوام الأخيرة.
رابطة الكرة المحترفة تغلق ملعب تيزي وزو وتستدعي حناشي والحكام
كشفت مصادر مسؤولة من رابطة الكرة المحترفة ل”الفجر” عن اتخاذ قرار غلق ملعب ”أول نوفمبر” بتيزي وزو إلى إشعار آخر منذ ليلة أول أمس، على إثر وفاة اللاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي، مهاجم شبيبة القبائل، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى محمد النذير الجامعي، متأثرا بجراحه، كما ينتظر أن يعقد رئيس النادي شريف حناشي وحكم مباراة الكناري وسوسطارة إلى جانب محافظ اللقاء، اليوم الاثنين، دورة طارئة، للاستماع لأقوالهم في هذه القضية، وكان اللاعب إيبوسي قد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد نهاية مباراة ”الكناري” وسوسطارة، متأثرا بإصابة تعرّض لها على مستوى الرأس، بعد رشق بقذائف الألعاب النارية من طرف أنصار كانوا بمدرجات ملعب ”أول نوفمبر” بتيزي وزو، مساء أول أمس السبت.
روراوة تحت الصدمة ويدعو لمعاقبة المتورطين
لم يتمالك محمد روراوة، رئيس الفاف، نفسه بفعل هول الصدمة التي ألمت بالكرة الجزائرية إثر وفة إيبوسي هداف البطولة الوطنية وشبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. وقال روراوة، في تصريح ل”الفجر”، أنه جد متأثر بهذه الفاجعة الأليمة، مقدّما تعازيه الخالصة لأسرة الفقيد وأهل نادي شبيبة القبائل الذي يتواجد في حداد حزنا على رفيقهم، مشدّدا على وجوب ملاحقة صناع هذه الحأداث الأليمة، كما دعا روراوة السلطات الوصية إلى معاقبة المتسببين في وفاة إيبوسي 24 سنة وتسليط القانون عليهم.
جمال عميروش
حداد لثلاثة أيام بمنطقة القبائل وغلق ملعب تيزي وزو
حياتو ينعي ”ضحية” الجزائريين ويتوعد المشاغبين بالقارة السمراء
اهتز ملعب أول نوفمبر بولاية تيزي وزو، ليلة أول أمس
سيناريو ڤاسمي يعاد مع إيبوسي
شاءت الصدف أن يكون الكامروني إيبوسي ثاني لاعب يفارق الحياة في ملعب أول نوفمبر، بعد تسجيله لآخر أهدافه مع فريقه شبيبة القبائل، قبل أن توافيه المنية عن عمر 24 سنة فقط، حيث كان المهاجم حسين ڤاسمي فارق الحياة هو الآخر على ملعب أول نوفمبر حينما سجَّل هدفًا وسقط بعد احتكاك مع أحد اللاعبين فوق أرضية الميدان، ووافته المنية بسبب الأرضية وقتها، وليس بسبب الجماهير مثل حادثة إيبوسي.
إيبوسي يرحل في يوم ولادة ابنته
اللاعب الكاميروني هو نفسه مسجّل هدف فريقه الوحيد، كما أنه احتفل قبل المباراة بساعات بمولد ابنته.
وشاءت الصدف أن يفارق إيبوسي الحياة بعد رشقه بالحجارة تاركا وراءه ابنته المولودة التي تركت لاعبا بطلا على كل لسان ومحبوب الأنصار.
رواد الفيسبوك يطالبون بتوقيف البطولة
تفاعل رواد الفسبوك بمجرد سماع خبر وفاة مهاجم الشبيبة، الكاميروني ألبير إيبوسي، عقب رشقه بالحجارة بعد خسارة الكناري في عقر دارها أمام الغريم اتحاد العاصمة. الخبر نزل كالصاعقة على الجميع، ووجهت أصابع الاتهام لجميع المسؤولين عن كرة القدم الجزائرية بعد تفشي ظاهرة العنف في الملاعب.. هل تساوي خسارة مهما كانت حياة لاعب شاب؟ سؤال طرحه العديد على صفحتهم يتهمون القائمين على كرة القدم، حين تعالت أصوات المئات مطالبين بتوقيف البطولة لأجل غير مسمى، بعد أن بلغ الحد وفاة لاعب على أرضية الميدان. وعلق آخرون، كانوا أشد قسوة، معتبرين أن الأمر لا يتعلق فقط بظاهرة العنف في الملاعب بل يتعداه للمجتمع، فقال أحدهم: ”نحن شعب همجي يجب الاعتراف بذلك”.
حياتو ينعي ”ضحية” الجزائريين ويتوعد المشاغبين بالقارة السمراء
أعرب عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف، عن حزنه واستيائه لوفاة ألبير إيبوسي، لاعب شبيبة القبائل، إثر إصابته بحجر ألقي من المدرجات. وقال حياتو، في بيان رسمي له، صباح أمس، ”مشاعري مع أسرة وأصدقاء اللاعب الشاب الذي استمتع بعمله بسلام وواصل نشر شغف كرة القدم خارج بلاده”. وطالب رئيس ”الكاف” بتوقيع عقوبات صارمة للعنف المبالغ فيه في الكرة الإفريقية بشكل عام، وعلى من قاموا بقتل اللاعب، بشكل خاص، قائلا: ”الكرة الإفريقية لا يمكن أن تكون هدفا للعنف والشغب، سنوقع عقوبات صارمة ضد هذا العنف المبالغ فيه، سنبقى أقوياء في عزيمتنا للتخلص من كل أشكال العنف والسلوك غير الرياضي في ملاعب القارة”.
محمد بلقطار
تحويل جثة إيبوسي إلى المستشفى العسكري عين النعجة
كشفت مصادر عليمة ل”الفجر” أنه تقرر أمس تحويل جثة الكاميروني إيبوسي إلى المستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة، بعدما خضعت جثته لتشريح على مستوى المستشفى الجامعي محمد النذير بمدينة تيزي وزو. وكان قرار تحويل الضحية بغية التعمق أكثر في تحديد الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاته، وهو الذي تعرض، مساء السبت، للرشق بالحجارة من طرف الأنصار في لقاء الكناري واتحاد العاصمة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو.