أعلم ”الإليزيه” جهاز المخابرات الفرنسي باستعجال تجهيز ”كومندوس” خاص لتأمين مقرات السفارات الفرنسية في المغرب العربي وتحديدا الجزائر التي صنفت في الخانة الخطرة بجانب 40 دولة بدعوى ”تزايد المخاطر الأمنية المهددة للرعايا الفرنسيين” منذ اغتيال أحد السياح في جبال تيزي وزو. أبلغ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال اجتماع له الأسبوع المنصرم بالمجلس الأعلى للدفاع والأمن في باريس بإنشاء فرق خاصة مهمتها حماية المنشآت الدبلوماسية في المغرب العربي عقب اغتيال الرهينة الفرنسي إيرفي غورديل من قبل جماعة إرهابية تطلق على نفسها اسم ”جند الخلافة” في منطقة القبائل في سياق تشديد الإجراءات الأمنية للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية. ونقلت مصادر إعلامية فرنسية متطابقة الخبر الذي قد يثير حفيظة السلطات الجزائرية التي تتعاطى بحساسية مع موضوع ”الحضور العسكري الغربي” في البلاد تحت أية ذريعة أمنية تريد تسويقها باريس للرأي العام، فهو قبل كل شيء ”مس بالسيادة الداخلية للبلدان”، فكيف يمكن للرعايا الفرنسيين أو السياح أن يتحركوا في ولايات الوطن رفقة ”كومندوس فرنسي” وليس بحماية مصالح الأمن الجزائرية. ولا يكمن فصل التحرك الفرنسي لتجهيز كومندوس خاص عن رفض السلطات عرضا فرنسيا للمساعدة على القضاء على ما يسمى تنظيم ”جند الخلافة” الذي لا يتعدى عدد عناصره 15 عنصرا حسب تقديرات الخبراء الأمنيين. ومثل هذه النقطة الحساسة تعيد استحضار قضية اصطياد الإليزيه في ”مياه تيغنتورين” قبل أزيد من عام ونصف العام عندما حاولت فرنسا ومن يدور في فلكها من دول أجنبية سواء بريطانيا أو النرويج، إرسال فرق عسكرية خاصة لحماية المنشآت الاقتصادية والطاقوية التي يعمل بها موظفوها وهو السبب الرئيسي لتأخر استئناف الإنتاج في المجمع الغازي بعين أميناس طيلة أشهر على خلفية رفض الحكومة ”تواجد عسكري أجنبي” بحجة توفير الحماية اللازمة التي هي من مهمة السلطات الجزائرية. ومباشرة عقب حادثة إعدام الرهينة غورديل، أدرجت وزارة الخارجية الفرنسية عبر موقعها خانة ”استعلام” قبل السفر لأي مكان من 40 دولة مصنفة في القائمة السوداء لأكثر المناطق خطورة على حياة مواطنيها. وفي المقابل، يؤكد خبراء تونسيون في مجال الأمن الشامل أن الانتشار الأمني الفرنسي في المغرب العربي يهدف بالأساس لجمع أكبر قدر من المعلومات والمعطيات عن التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة، وكذا تحضيرا لتدخل عسكري فرنسي في ليبيا الذي ”سيقع لا محالة” وفق تقديرهم.