أعلنت جماعة »جند الخلافة« التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، أمس، إعدام الرهينة الفرنسي متسلق الجبال إيرفي غورديل الذي اختطفته بمنطقة القبائل أول أمس، بقطع رأسه. وجاء إعلان الجماعة المتشددة بشريط فيديو يظهر إعدام إيرفي غورديل ويحمل عنوان »رسالة دم للحكومة الفرنسية«، على غرار فيديوهات سابقة لداعش تظهر إعدام رهائن غربيين، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها الخاطفون لباريس لوقف عملياتها ضد داعش في العراق مساء أمس الأول. وكانت قيادة الجيش الوطني الشعبي، قد جندت خمس وحدات عسكرية متخصصة في مكافحة الإرهاب قوامها بين 1200 و1500 عسكري للقيام بعملية تمشيط ومطاردة الجماعة الإرهابية التي اختطفت الرعية الفرنسي، وأطلقت قوات الجيش منذ الساعات الأولى لليوم الموالي لعملية الاختطاف، الوحدات العسكرية المختصة في مكافحة الإرهاب في الجهات الأربع المحيطة بمكان الاختطاف للبحث عن الرعية ومطاردة المجموعة الإرهابية التي نفذت العملية. وأوضح مصدر أمني أن الوحدات العسكرية الخمس متخصصة في مكافحة الإرهاب تنتشر حاليا بمنطقة آيت أوربان التابعة إقليميا لولاية تيزي وزو، حيث كانت الرعية الفرنسية رفقة شباب جزائري في جولة سياحية بالقرب من أعالي جبال جرجرة غير بعيد عن أعلى قمة جبلية بمنطقة القبائل لالة خديجة الواقعة بين ولايتي تيزي وزو والبويرة. وكان رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس، إن فرنسا ترفض التفاوض مع مختطفي الرعية الفرنسي بالجزائر، وإنها »لن تخضع أبدا للابتزاز«، في إشارة إلى الشروط التي وضعتها الجماعة المعروفة ب»جند الخلافة« لإطلاق سراح الرهينة، حين هددت بقتله في الساعات الأربع والعشرين المقبلة إذا لم توقف فرنسا ضرباتها الجوية ضد تنظيم »داعش« في العراق، ولقد اعتبر فالس في تصريح خص به أمس لإذاعة »أوروبا 1«، أن أي تنازل تقوم به السلطات الفرنسية في هذه القضية سيكون بمثابة »انتصار للإرهاب«، حين قال »في حال تنازلنا ولو قليلا فذلك يشكل انتصارا للإرهاب«. وعقب إعلان نبأ اختطاف الرعية الفرنسي، أصدرت الخارجية الفرنسية بيانا حذرت من خلاله رعاياها المقيمين في 30 دولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومنطقة الساحل الإفريقي، من تهديدات »داعش« إزاء الفرنسيين، وطالبت المواطنين الفرنسيين بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر في أماكن وجودهم، كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الفرنسيين خارج البلاد إلى المسارعة للتواصل مع بعثاتها الدبلوماسية. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد تحادث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عقد عملية اختطاف الرعية الفرنسي، حيث أكد هولاند أن الجانب الجزائري أبدى استعدادا كبيرا للتعاون مع السلطات الفرنسية، وشدد الطرفان على العمل سويا من أجل تحرير الرهينة المختطف وعدم الانصياع لضغوطات الجماعات الإرهابية. وقد أبانت حادثة اختطاف الرعية الفرنسي إيرفي غورديل بالجزائر، وجود تنسيق أمني عالي المستوى بين الجزائروفرنسا، وهو ما يبين أن التحذيرات التي ما فتئت الجزائر تطلقها على المستوى الدولي بشأن التهديد الإرهابي الذي أضحى يخترق الحدود قد لقيت التجاوب من لدن القوى العظمى على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، كما يؤكد أن مواقف الجزائر فيما يتصل بعدم التدخل بالقوة في المسائل الداخلية للدول أمر أصبح قريبا من البديهي، لأن ما يحدث في ليبيا خير دليل على فساد رؤية المجتمع الدولي للظاهرة الإرهابية.