قادرون على تجاوز مالاوي رغم الظروف الصعبة تأسف الدولي السابق فضيل مغارية، في حواره مع ”الفجر” لتفشي ظاهرة العنف في البطولة الوطنية من جديد، مستدلا في كلامه بحادثة لقاء بوقادير وبني ثور والاعتداء الذي راح ضحيته عناصر الدرك الوطني، مضيفا أن غياب عقلية الروح الرياضية والتوعية سبب في تدهور الكرة الجزائرية، وأن الكل يقف وراء العنف من مسؤولين ورؤساء أندية ومدربين وليس الجمهور وحده. كما تطرق المدافع السابق لجمعية الشلف إلى الحلول التي يراها مناسبة للتخفيف من هذه الظاهرة، مؤكا أنه لا يتابع البطولة الوطنية بتاتا بسبب ما يحدث من عنف. هذا وأبدى اللاعب السابق للنادي الإفريقي التونسي تفاجؤه من العقوبة التي صدرت في حق الشبيبة القبائلية، مؤكدا أنها مبالغ فيها ويأمل أن يتم تخفيضها سيما وأن الفريق عوقب قاريا دون سبب وجيه. هذا وواصل المدافع الدولي السايق حديثه وأبدى تفاؤله الشديد بقدرة الخضر على العودة بنتيجة إيجابية من تنقله إلى مالاوي رغم الهواجس التي تعيقه، مستدلا في كلامه بلقاء إثيوبيا وعزيمة براهيمي في الفوز رغم الظروف الصعبة التي وجدوها في أديس أبابا. هذا وكشف مغارية فضيل أن تألق محترفينا في أوروبا يعود بالفائدة على المنتخب ونجاح غوركوف سيكون تكملة لعمل حاليلوزيتش. كما تطرق صاحب مونديال المكسيك إلى أمور أخرى تخص قدرة الجزائر على الظفر بكان 2017 وأسباب فشلها في احتضان نسختي 2019 و2021 يكشفها في الحوار التالي. بداية ما تعليقك على ظاهرة العنف التي عادت لتطفو من جديد ؟ صراحة أنا جد متأسف للأحداث الأخيرة التي شهدها لقاء بوقادير وبني ثور. أيعقل أن يتم الاعتداء على رجال الدرك الوطني؟ ومن اللاعبين؟ أعتقد أن الكرة الجزائرية في محيط متعفن والروح الرياضية لم تعد كما كانت سابقا. ومن الصعب التحكم في هذه الظاهرة المتفشية وعيب كبير أن نتحدث عن الاحتراف. ما هي أسباب تفاقم هذه الظاهرة في رأيك؟ هناك غياب للوعي والكل أصبح لا يتقبل الخسارة.. عقلية الروح الرياضية غائبة في ملاعبنا، كما أن للمسؤولين يدا في ما يحصل وليس الجمهور فقط، لأن رئيس النادي أو المدرب أو حتى اللاعبين مطالبون بالروح الرياضية أينما كانوا سواء بتصريحاتهم في الجرائد أو على الميدان، لذا على الجميع أيا كان أن ينظر إلى الأمر الواقع. وهل من حلول تطرحها؟ من الأفضل أن يستعان بأعوان الملعب القادرين على ممارسة عملهم وليس من يأتون لمشاهدة المباريات ويتركون عملهم، أظن أن أعوان الأمن هم مسؤولون عما يحدث، كما أن منع القصر من دخول الملعب إجباري ووضع كاميرات مراقبة، كما على مسؤولي الكرة الجزائرية أن يدركوا أن الكرة في بلادنا تتجه نحو الخطر ومن الأفضل إيجاد الحلول المناسبة قبل أن يفوت الأوان. وما رأيك في مستوى بطولتنا وهل أنت من متتبعي فريق معين؟ أنا لا أتابع البطولة الوطنية ولن أتابعها، أيعقل أن أترك مباريات أوروبا وأتابع لقاءات مملوءة بالعنف وآخرها ما حدث بورڤلة، ما جعلني أتأسف كثيرا للحالة التي وصلت إليها كرة القدم الجزائرية. وماعدا المنتخب الوطني لا شيء يجلب. ما تعليقك على عقوبات الشبيبة محليا وقاريا؟ أظن أنها مبالغ فيها كثيرا، صحيح أنه كان يلزم معاقبة الفريق في ظل مقتل إيبوسي، لكن ليست بهذه الدرجة. وحرمان النادي القبائلي من جمهوره خارج الديار قاس جدا، تكفي معاقبته داخل الديار، كما أن حرمان الكناري من لعب رابطة الأبطال الإفريقية لموسمين فاجأني ولا أحد كان يعتقد أن يصدر هذا القرار مادام إيبوسي قتل في بطولتنا وليس في منافسة إفريقية. عرفت الآونة الأخيرة حدثا هاما تمثل في تصريحات بيطام واتهاماته الخطيرة لقرباج وحموم. كيف تفسر هذه الخرجة غير المنتظرة؟ مندهش كثيرا ليس للتصريحات ولكن لتوقيتها، وأتساءل عن سبب كل هذا الوقت للإدلاء بهذه الاتهامات الخطيرة؟ شخصيا لا أريد التدخل في هذه الأمور والأكيد أنها تسوية مصالح بين كل طرف. ندخل ملف المنتخب الوطني. هل بإمكان الخضر العودة بنتيجة إيجابية في تنقله إلى مالاوي رغم الهواجس؟ أكيد سنعود بنقطة إيجابية من مالاوي لأننا نملك جيلا ذهبيا رائعا وقادرا على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، محاربو الصحراء بات اسمهم يرعب المنافسين وإنجازهم التاريخي في المونديال شاهد على ذلك، فقط عليهم أن يؤمنوا بقدراتهم وإمكانياتهم ليعودوا بالزاد كاملا من مالاوي مثلما فعلوه في إثيوبيا. لكن محاربي الصحراء سيواجهون هواجس عديدة؟ أين المشكل.. الخضر فازوا على إثيوبيا بالنتيجة والأداء والكل شاهد على ذلك رغم الأرضية الكارثية التي لعبوا عليها والارتفاع والرطوبة. لقاء مالاوي سيكون عاديا لهم ماداموا قد عايشوا الوضع في إثيوبيا، ولا مشكلة لهم في أرضية الميدان الاصطناعية أو الحرارة العالية، فهم واعون بالمسؤولية وما ينتظرهم في أدغال إفريقيا. في رأيك هل بمقدور غوركوف النجاح مع الخضر؟ بالطبع سينجح في مهامه، شأنه شأن أي مدرب يشرف على المنتخب الوطني مادام أنه سيجد محاربين في انتظاره، وهو ما ساعد الناخب الوطني في مهامه وتحقيق انتصارين في أولى مباريات تصفيات كان 2015. ولعل الإرادة التي يتمتع بها رفقاء براهيمي ستجعل غوركوف في رواق أحسن لتحقيق أهدافه مع الخضر. ما تعليقك على الأداء الراقي الذي بات يقدمه محترفونا في أاوروبا؟ تألق براهيمي وسوداني وفيغولي وحتى سليماني يفيد المنتخب الوطني بالدرجة الأولى، وسيجعل الخضر في موقع قوة، خاصة أن تألق هؤلاء يعد مكسبا للجزائر. والمركز الذي يشغلونه ”يقصد الهجوم” سيجعلنا الأقوى والمناصب ستصبح غالية. لكن ما يهمنا هو مواصلة تألق هؤلاء المحترفين لأن المنتخب الوطني بحاجة إليهم في المواعيد الهامة التي تنتظر كتيبة غوركوف. كيف تفسر منح الناخب الوطني الفرصة للمحليين؟ غوركوف رجل طموح ويتطلع إلى تكوين العناصر الوطنية وإعطاء اللاعب المحلي الفرصة ليكون ضمن تعداد المنتخب الأول، كما أنه صرح بأن أبواب المنتخب مفتوحة لكل من يعطي الإضافة للمنتخب، يعني أنه لا يريد أن يتسبب في ضياع موهبة، والدليل على ذلك معاينته لمباريات البطولة المحترفة وأخذ نظرة عن إمكانيات اللاعبين. في رأيك هل هناك اختلاف بين غوركوف وحاليلوزيتش؟ أظن أن حاليلوزيتش سهل عمل غوركوف بتكوينه للاعبين وأحدثوا الفارق في المناسبات الكروية وآخرها مونديال البرازيل حيث حقق أشباله إنجازا تاريخيا غير مسبوق وتأهلوا للدور الثاني. حاليلوزيتش عمل وكون والنتيجة ظهرت ببروز منتخب متكامل يهابه المنافسون، الشيء الذي نفع التقني الفرنسي غوركوف في عمله ويساعده كثيرا في مهامه وقيادته لمحاربي الصحراء في المنافسات التي تنتظره. هل الجزائر قادرة على احتضان كان 2017؟ لم لا، فكل الظروف مهيأة لذلك، ونحن الأقرب لنيل شرف تنظيم هذه الدورة بعد انسحاب ليبيا الشقيقة منها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، ولولا وفاة إيبوسي لما حصلنا على تنظيمها منذ فترة. هناك عدة ملاعب والدولة تعمل جاهدة لتكون هذه الدورة من نصيبنا. وكما نجحنا في تنظيم دورة 1990 سننجح من دون شك بتنظيم نسخة 2017 اذا منحت لنا. وماذا عن فشلنا في تنظيم دورتي 2019 و2021؟ ليس هناك أي فشل وعدم نيلنا فرصة تنظيم إحدى دورتي كان 2019 أو 2021 جاء ربما بصدد إعطائنا شرف نيل 2017 لذا لا يجب أن نتسرع ونحكم على أنفسنا بالفشل، فالوقت أمامنا لمواصلة العمل وإتمام الهيئات الرياضية كي نحضر ملفا ثقيلا من شأنه أن يجعلنا نظفر بتنظيم نسخة 2017 والتي تلوح كثيرا أننا سنظفر بها.