كثرت قضايا الطلاق في المجتمع الجزائري بشكل ملفت للنظر، ولم يعد المسؤول الوحيد في القضية هو الرجل بل أصبحت المرأة اليوم هي من تبادر إلى إلى طلب الطلاق لتعود لحريتها بسبب عدم تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية. وهي الظاهرة التي لم نشهدها من قبل مع أجدادنا. لم تبق نساء اليوم كسابقاتهن، فبعض الزوجات يطلبن الطلاق بكل روح عالية، ويرين في ذلك شجاعة، خاصة إن وجدت عائلتها تدعمها في ذلك كما هو حال بعض زوجات اليوم. في حديثي مع عدد من المطلقات لم تقنعني واحدة منهن ولم تعطني سببا مجديا لطلاقها، فبعضهن طلقن من أجل نقاش فارغ أو ذهاب إلى زيارة أو ما شابه ذلك. وأصبحت الزوجة لا تصبر على زوجها، إذا رفع صوته ترفعه أكثر منه، وإذا طلبت منه شيئا لم يستطع جلبه لها تنعته بالبخيل وتجرحه بكلمة ”لست كباقي الرجال”. اليوم، الطلاق أصبح موضة عصرية، وهذا راجع إلى ثقافة كل شيء ”نورمال”، يعني أصبحت الزوجة تصاحب من تشاء وتدخل البيت وقت ما تشاء دون مشاورة الزوج. حتى أن هناك بعض الزوجات خاصة من هن في عمر 18 سنة عند مشاجرتها مع الزوج تقول إنه يجب عليه مراعاة مشاعرها كونها صغيرة. بعض المطلقات ضحايا المسلسلات التركية والهندية التي أصبحت تغزو القنوات الفضائية، والبعض الآخر راجع إلى تشجيع بعض الأمهات لبناتهن والبعض الآخر لهن عذر في ذلك. حيث أصبحت المحاكم الجزائرية تشهد كمّا رهيبا من قضايا الطلاق، وأصبحت الفتاة لا تحتمل كلمة من زوجها في لحظة غضبه ولا مناقشة من حماتها، بل منهن من يدخلن إلى بيت الحماة دون نية حسنة في ذلك بالرغم من أنها لا تعرفها وتكتفي بقولها ”باش ماتطلعش فوق راسي”. إن قضية الطلاق لا تمس المرأة فقط بل الرجل أيضا مسؤول عن ذلك، لكن ما نشهده اليوم في محاكمنا يثبت بأن بعض النساء أصبحن يتزوجن لمصلحة فقط ومن ثم يطلبن الطلاق. وفي نقاشي مع فتاة مطلقة في عمر 20 سنة، تقول لي وبكل فخر واعتزاز ”لم يعجبني زوجي في تصرفاته، خاصة أنه يحب أمه كثيرا وينفذ أوامرها؛، فتبادر إلى ذهني سؤال وجهته لها وقلت: أي أوامر ينفذها زوجك؟ قالت ”يصطحبها في نزهة معنا”، فعجبت لأمرها، لها بيتها الخاص وسيارة، وزوج مطيع يلبي طلباتها غير أنها فضلت الطلاق والانفصال عنه. حقيقة، أصبح الطلاق موضة وبات يستدعي دق ناقوس الخطر، اليوم يتزوج في فترة الصيف ويطلق في الشتاء، وكأنها عقود تنتهي بانتهاء الصلاحية، وهناك كهول عكفوا على الطلاق بحكم أن الزوجة أصبحت لا تفهمهم، لكن هل يعقل لزوج عاش مع زوجته 40 سنة يفضل اليوم طلاقها لمثل هذه الحجج؟