تنظم الجمعية الثقافية لبلدية أولاد ابراهم، دائرة راس الوادي، ولاية برج بوعريريج، والجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، وهو جمعية وطنية تعنى بالقضايا الفلسفية والفكرية، اليوم الدراسي الوطني الثورة والفكر التحرري عند العلامة الإبراهيمي يوم 16 ماي المقبل، وتعتبر الثورة من أفعال الطبيعة البشرية الكونية، وينبع الفكر الثوري من حاجة الإنسان إلى التغيير، لكن من الصعوبة ترجمة الفكر الثوري دون احتضانه من طرف مثقفين بإمكانهم وضع الثورة على الطريق السديد وتهيئة الظروف لنجاح هذا الفعل، ورغم أن الثورة التحريرية الجزائرية 1954/1962 شاركت فيها كل فئات المجتمع باختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية، إلا أنه لا يمكن إنكار الدفع الذي أضافه المثقفون لها. لكن الكثير من النخب الجزائرية التي شاركت في الثورة التحريرية لم تنل مساهمتها في الثورة، الاهتمام المطلوب من الدارسين، والأكثر من ذلك أن هناك من أنكر جهودها في هذا الصدد وقلل منها، والسبب غالبا ما يرجع إلى الخلفيات الإيديولوجية التي ينطلق منها بعض الباحثين والزعماء التاريخيين، وبذلك لم تدرس هذه المواضيع بطريقة أكاديمية موضوعية. ومن بين المثقفين الذين تثار حولهم النقاشات في قضية نظرتهم وموقفهم من الثورة، العلّامة محمد البشير الإبراهيمي (1889/1965م) الذي تؤكد الكثير من المصادر أنه كان مثقفا ثوريا متشبعا بالفكر التحرري، انطلاقا من هذا سوف تكون أشغال اليوم الدراسي الوطني موجهة إلى مقاربة الإشكالية التي تلخصها التساؤلات الآتية: ما هي رؤية الإبراهيمي لمفهوم الثورة؟، وما محل الظاهرة الكولونيالية والبعد التحرري في كتابات الإبراهيمي؟، ما هي مرجعيات الفكر الثوري عند الإبراهيمي؟، وهل الثورة عنده تقتصر على المفهوم الديني للجهاد؟. هل الثورة في نظر الإبراهيمي تهدف إلى تحرير الفضاء الجغرافي؟، وما هي الأبعاد الثقافية والاجتماعية التي تحملها الثورة وتسعى لتحقيقها؟، إلى أي مدى ساهم فكر العلامة محمد البشير الإبراهيمي في الثورة التحريرية الجزائرية؟، وما هي أشكال النضال التي مارسها الإبراهيمي في مواجهة الاحتلال الفرنسي؟.