لا دراسة ولا عمل والحياة تتوقف في الشوارع صنع إنجاز أبناء عين الفوارة الذين فجروا ملحمة تاريخية بكينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية أجواء من الفرحة عمت أزقة وشوارع عاصمة الهضاب العليا التي عاشت، أمسية أول أمس، لحظات تاريخية أعادj أفراح 1988 و2007 وغيرها إلى الأذهان، حينما قال النسر الأسود كلمته رغم كل العراقيل والعقبات التي واجهته في طريقه إلى هذا الإنجاز الكبير على أرض كينشاسا عزف النسر الأسود سمفونية كروية تمايلت على أنغامها جماهير كرة القدم في القارة السمراء، وانهمرت بسببها دموع عشاق الكحلة والبيضة الذين حولوا مدينة سطيف من منطقة أشباح غابت عنها الفرحة لقرابة عامين إلى بركان، وعاشت ليلة حمراء أطلق فيها العشاق العنان لجنونهم فصنعوا سمفونية من الأفراح سيخلدها التاريخ بأحرف من ذهب. الوفاق يخرج سكان المناطق المعزولة من دائرة الأقراح إلى دائرة الأفراح لا نتحدث عن مدينة سطيف التي تعودت على أجواء الفرحة والخروج إلى الشارع عقب كل فوز يحققه أبناء عين الفوارة، فهذا أمر مألوف، لكن الملفت للانتباه هو الحركية التي شهدتها المناطق المعزولة، حيث كسر سكان المناطق الجبلية والمعزولة صمت الجبال بأهازيج عمت هذه المناطق وصنعوا أجواء رائعة بإطلاقهم مفرقعات اعتلت قمم الجبال وأنارت دروب هذه المناطق، على غرار الجهة الغربية والشمالية التي لم يجد سكانها إلا الوفاق منفذا ليخرجوا من دائرة الأحزان والأقراح والحرمان التنموي إلى دائرة الأفراح، ذات الأمر بالنسبة لسكان الجنوب الذين أطلقوا العنان للبارود والخيالة مشكلين بذلك ملحمة أعادت إلى الأذهان زمن زرڤان وبولحجيلات وغيرهم، كما سجلت أغاني الراحل سمير سطايفي الذي غنى كثيرا للكحلة والبيضة حضروها بقوة في كل بقاع مدينة سطيف، لتتواصل الأعراس إلى ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، والكل كان ينتظر على أحر من جمر وصول رجال الملحمة إلى مدينة سطيف. وقد أكد لنا بعض الأنصار الذين تحدثنا إليهم أنهم يحضرون لهم حفلا خاصا طالما هم حقا أبطال شرفوا الكرة الجزائرية. سطيف تستيقظ من غيبوبتها وتتحول إلى عروس بعدما كانت سطيف بدءا من الثانية بعد الظهر مدينة أشباح بفعل تجمّع النّاس في المقاهي والمنازل لمتابعة اللقاء، تحوّلت مدينة عين الفوّارة ساعتين بعد ذلك إلى ساحة واسعة لاستعراض الفرحة والبهجة الكبيرة عن طريق ترديد أهازيج الوفاق المعروفة والرقص والصراخ المعبّر، وكأن سطيف استيقظت من غيبوبتها التي قاربت العامين بسبب ما عاشه الوفاق في الآونة الأخيرة من أزمات، حتى رفض البعض مشاركته في هذه المنافسة التي جاء المردود فيها عكس التوقعات، وقد أبدى شبان الهضاب العليا ترجمة عشقهم للكحلة والبيضة بتزيين المدينة وخاصة شرفات العمارات والدكاكين بالشوارع الرئيسية بكل أحياء المدينة، والتي لبست ”الأبيض والأسود” كما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبات التي يلعب فيها الفريق السطايفي مباريات إقليمية أاو قارية، كما دوت أغاني الراحل سمير سطايفي ”سيدي الخير عامر لحرار تربح الكحلة نهدي ليزار” وديناها ديناها لاكوب دافريك جبنها” وغيرها من الروائع شوارع المدينة. الحركة تتوقف بسطيف على الساعة 15.30 توقفت حركة المرور بعاصمة الهضاب العليا مساء، أول أمس، على الساعة 15.30 بالضبط، والكل يبحث عن مكان يتابع فيه أطوار المباراة التي جمعت فريق الوفاق بفيتا كلوب الكونغولي، حيث كانت كل المقاهي مكتظة عن آخرها، والأماكن المخصصة للشاشات العملاقة في ساحة هواري بومدين، وقاعة الحفلات بحديقة التسلية، وكل الأعناق مشرئبة نحو الشاشات لمتابعة أطوار هذه المقابلة التاريخية، حيث لم يتمكن مرضى الضغط الدموي من استكمال الدقائق الأخيرة بسبب الضغط الكبير الذي فرضه الخصم على رفقاء زياية الذين صمدوا صمود الجبال وأبوا إلا أن يقولوا حقا نحن حملنا رسالة وشعار ”الحفاظ على هيبة الكرة الجزارية” وهي الكلمات التي تلقوها في رسالة من والي ولاية سطيف عشية انطلاق الطائرة من مطار 8 ماي 45. لا دراسة ولا عمل.. والكل في الشارع الأمر سيان بالنسبة للمؤسسات التربوية بسطيف التي شهدت مقاطعة شبه كلية للدراسة من طرف تلاميذ المتوسط والثانوي، لأجل متابعة اللقاء في الأماكن المخصصة، او في المقاهي، وحتى الإدارات عرفت هجرة كلية للموظفين وألغيت كل الاجتماعات التي كانت مبرمجة تلك الأمسية. دوي بأبواق السيارات بعد صافرة الحكم عاش السطايفية رجالا ونساء وأطفالا 90 د قيقة على الأعصاب، وتابعوا اللقاء في كل الأماكن وكلهم تفاءل بأن فريقهم فريق المهمات الكبرى، وأن أبناء ”الفوارة” مثلما فعلوها في القاهرة في 1988 وفعلوها في 2007 إثر الإنجاز العربي، سيكررونها في الكونغو، وعادوا بتعادل ثمين على أمل الظفر بالتاج في تشاكر يوم الفاتح نوفمير، ليخرج السطايفية بسياراتهم كبارا وصغارا وهم يجوبون شوارع المدية بالأعلام الوطنية، وألوان الوفاق، وأبواق السيارات تدوي سماء سطيف، وهاهم السطايفية يفعلونها، ويشرفون الكرة الجزائرية في أحرج أوقاتها. سفيان خرفي حمّار: سنعمل على تشريف الكرة الجزائرية في عيد الثورة يشعر حسان حمار، رئيس وفاق سطيف، بتفاؤل كبير بشأن قدرة ناديه على الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم يوم السبت المقبل، الذي يتزامن مع عيد الثورة التحريرية. وأضاف: ”صحيح أن الفرحة كبيرة بعد هذه النتيجة الإيجابية التي حققناها، لكن علينا طي هذه الصفحة بسرعة والتفكير في مباراة الإياب”. وتابع: ”الكل ينتظرنا في الجزائر لتحقيق اللقب. المسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا وعلينا تشريف الجزائر وسنعمل على إدخال الفرحة في قلوب الجزائريين في عيد الثورة”. رصدها: سفيان خرفي تصريحات قدامى الوفاق بعد موقعة كينشاسا مليك زرڤان ل”الفجر”:”لم أستطع الخروج من المنزل ودموعي روت لي جوانب من أيام زمان” فضل أيقونة الكرة السطايفية وصانع أمجاد الوفاق سابقا زرڤان مليك أن يتابع أطوار المواجهة في المنزل عكس نظرائه من اللاعبين السابقين ومناصري الفريق الذين لجأوا إلى ساحة هواري بومدين بمدينة سطيف التي اكتظت بعشاق النادي، وفي اتصال هاتفي بزرڤان أكد بأنه من الصعب جدا أن تتابع مباراة ناد يذكرك بملاحم سجلت بأحرف من ذهب مع الجماهير، مفضلا المكوث في المنزل ليطلق العنان لدموعه كي تروي له جوانب من أيام زمان، أبلى فيها زرڤان ورفقاؤه أحسن بلاء. وعن مستوى التشكيلة السطايفية التي أقحمت في امتحان أول أمس، أكد زرڤان أن عامل نقص الخبرة للاعبين كونهم جددا ساهم إلى حد بعيد في حدوث بعض الاختلالات، وكان بإمكان رفقاء زياية العودة بكامل الزاد، وأهم ما في المباراة أن العزيمة المتوارثة في صفوف النادي السطايفي الذي يمتلك تقاليد راسخة لا تزول بزوال اللاعبين، حيث مكنت هؤلاء من العودة بنتيجة مرضية تسهل لهم الطريق لانتزاع التاج في مواجهة العودة بتشاكر، التي هي محسومة بنسبة 50 بالمائة نظرا للنتيجة المحققة خارج القواعد، إلا أنه يجب الحذر لأن الخصم قوي أيضا خارج القواعد، وسوف لن يأتي إلى الجزائر في ثوب الضحية. صالحي ل”الفجر”: ”رغم تضييع الكثير من الفرص إلا أن النتيجة مرضية” تأسف عبد الحميد صالحي، اللاعب السابق في وفاق سطيف والمنتخب الوطني، للفرص الكثير التي ضيعت وكان بإمكان التشكيلة العودة بفوز عريض، وخاصة في الشوط الأول الذي كان للوفاق بنسبة كبيرة، إلا أن الشيء الذي يجب أن نفتخر به يقول صالحي، هو الإرادة الفولاذية التي توسم بها أشبال المدرب خير الدين ماضوي، ورجال أول أمس يستحقون كل الاحترام والتقدير بعد المردود الطيب الذي قدموه طيلة مشوارهم في هذه المنافسة، وخلال هذه الباراة أمام فيتا كلوب، كما أضاف صالحي أنه لم يشاهد اللقاءات السابقة للوفاق، لكن هذا اللقاء عاشه على الأعصاب مثل الجميع، غير أنه تأكد من أن الوفاق يشرف اسمه وكرة القدم الجزائرية بعد الهدف الأول الذي أربك لاعبي المنافس الذي كان يبحث عن التعديل، ليفاجأوا بهدف جحنيط في بداية الشوط الثاني، وبالتالي تسجيل الوفاق في بداية المباراة خدمه خاصة من الجانب المعنوي، وأصبح الخصم يبحث فقط عن التعادل وحرر رفقاء زياية من التقوقع في الدفاع واللعب بكل طلاقة. عبد الله ماتام ل”الفجر”: ”ماضوي يستحق أن يحلق مع النسور” وجه اللاعب السابق للوفاق، عبد الله ماتام، وأحد صانعي أمجاد هذا الفريق في الستينيات، رسالة شكر وتقدير للمدرب الشاب خير الدين الذي قال عنه أنه يستحق التحليق مع النسور السوداء، بعدما أثبت كفاءته في التدريب وتفوق على مدربين عالميين، من خلال تحضير لاعبيه نفسيا وفنيا لهذا الموعد الهام والصعب. كما أثنى ماتام على الأداء البطولي للاعبين وعلى الحنكة الكبيرة التي يتمتع بها حمار الذي قاد الوفاق إلى إنجاز تاريخي، قائلا: ”رغم أنني لم أشاهد اللقاء غير أنني عشته على الأعصاب وكنت دوما على اتصال مع حمار من أجل معرفة مستجدات الفريق وأهنئه على هذا الإنجاز لأنه آمن بقدرات فريقه، واستطاع أن يصل به إلى النهائي ويؤكد من كنشاسا أن فريقه من كبار الفرق الإفريقية رغم قلة الإمكانيات، وقد حذر ماتام الطاقم الفني للنادي السطايفي من مغبة التهاون والاستهزاء بلقاء العودة الذي يراه أصعب من الذهاب من الناحية النفسية، خاصة وأن المنافس سيرمي بكل ثقله لرد الاعتبار نتيجة التعادل داخل في أرضه، وبالتالي يقول متام الامتحان سون لن يكون سهلا والوفاق لم يتوج بالكأس بعد.