"النسر الأسود" في كينشاسا لتعبيد الطريق نحو التاج

ذهاب الدور النهائي لرابطة أبطال إفريقيا فيتاكلوب الكونغولي-وفاق سطيف اليوم على الساعة 16:30

الوفاق لاستعادة أمجاده بعد غياب دام 26 سنة
حمّار: "كل الظروف مهيأة في كينشاسا ---- " العمري: "أنا محظوظ لأني ألعب أكبر منافسة قارية في هذا السن"
ستكون أنظار الجماهير القارة السمراء، مساء اليوم، مشدودة صوب ملعب تاتا رافاييل الكونغولي، حيث ستحتضن العاصمة كينشاسا لقاء الذهاب في نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم بين وفاق سطيف ومضيفه فيتا كلوب، بطل الكونغو الديمقراطية، على الساعة الرابعة والنصف.
يسعى أبناء عين الفوارة ومن خلال هذا الامتحانو إلى العودة لمنصات التتويج الإفريقية مجددا بعد غياب دام 26 عاما توج بلقبه الإفريقي الوحيد عام 1988 على حساب إيوانوانيو النيجيري، والكل حامل لشعار ”الحفاظ على هيبة الجزائر والكرة الجزائرية بصفة عامة”، وهي الرسالة التي تلقوها من والي ولاية سطيف عشية انطلاق الوفد من مطار 8 ماي 45، وكلهم عزم على العودة بنتيجة سيما في ظل نجاح المعسكر المقام قبل ايام بسطيف.
بمقدور الفريق الاعتماد على 18 لاعبا لأول مرة
وفيما يخص تشكيلة النادي السطايفي، فإن المدرب خير الدين ماضوي جد مرتاح لعودة بعض العناصر التي كانت غائبة على شاكلة كل من المدافعين فريد ملولي وعبد الغاني دمو، بالإضافة إلى جاهزية العناصر الأخرى، حيث أصبح بمقدور الفريق الاعتماد على 18 لاعبا لأول مرة منذ بداية المنافسة، وبالتالي لن يجد الطاقم الفني أي صعوبة في تحديد معالم التشكيلة التي ستقحم مباراة اليوم، وسيمثل الوفاق في هذه المواجهة كل من خضايرية، مقاتلي، بوكرية، ملولي، دمو (العائد من الإصابة)، لقرع، زي أوندو، العمري، جحنيط، يونس، زياية.
نحو تكرار سيناريو الأهلي المصري..
وإذا كان زرڤان، وعجيسة، ودودو، وبولحجيلات، المناجير العام الحالي للوفاق، وبرناوي، وسرار، الرئيس السابق للوفاق، قد تحدوا الهرم المصري الأهلي بملعب القاهرة، وعادوا بتأشيرة التأهل إلى النهائي، وتوجوا على حساب ”إيوانوانيو” النيجيري، فإن أشبال المدر الجزائري الشاب خير الدين ماضوي لن يحيدوا عن تلك التقاليد التي رسمها ”السطايفية” منذ الاستقلال، وهي التحدي وطنيا وخارجيا، وعربيا، فاليوم هم بكنشاسا لتكرار التحدي مع فريق من نفس البلد، بعد مازامبي في الدور نصف نهائي، وهذه هي الفكرة التي ترسمت في أذهان يونس، مقاتلي، خضايرية، بوكرية، العمري، جحنيط، زياية، وبن يطو، وغيرهم من اللاعبين القادمين من ديار الغربة.
”قادرون على التحدي وإسعاد كل الجزائريين مهما كانت الظروف”
سيدخل أبناء عين الفوارة المباراة بكل حزم وعزم، وإرادة فلاذية لتحقيق الهدف الذي جاؤوا من أجله من الجزائر، وهو تحقيق نتيجة إيجابية، ولن تخيفهم الظروف التي تجري فيها المباراة، ولا قوة الفريق المنافس، ولا الأحوال الجوية، لأنهم وببساطة من أبناء الجزائر، وبقمصان فريق تحدى أقوى الفرق الإفريقية والعربية والإقليمية، تحدى الأهلي المصري أيام شوبير والخطيب، وغيرهم، تحدى ”ڤوارديولا” لما كان لاعبا في الخليج، تحدى اتحاد جدة بأرمادته، والترجي التونسي، وتيبي مازامبي، ويستحق أن يكون الفريق الجزائري الذي يتحدى الجميع، وكل اللاعبين الذين تنقلوا إلى كنشاسا أكدوا لنا قبل امتطاء الطائرة بأنهم قادرون على التحدي وإسعاد كل الجزائريين عشية اليوم.
”نريد الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة بطريقة رياضية”
ممثل الكرة الجزائرية وفاق سطيف الذي سيلعب عشية اليوم لقاءه رقم 152 في مختلف المنافسات الخارجية، يسعى إلى إنهاء هذه المنافسة بنتيجة إيجابية تمهد له الطريق لإعتلاء منصة التتويج سهرة الفاتح نوفمبر بملعب تشاكر وتسلم الكأس من عيسى حياتو، وهو حلم الجميع وتحقيقه يسهر عليه لقرع، بن يطو، لعروسي، جحنيط، زياية، رايت، وكل اللاعبين الذين سيكونون فرسان الجزائر فوق المستطيل الأخضر بالعاصمة كنشاسا، ليحتفلوا بذكرى الستين لاندلاع الثورة المجدية بطريقة رياضية توحي بأن الرياضة لسيت فقط لبعة بل تحمل تقاليد ومعاني سامية.
مدينة سطيف تلبس الأبيض والأسود
قبل ساعات عن انطلاق هذا العرس الكوري الكبير، بدأ عشاق النادي يطلقون العنان لجنونهم، حيث عرفت مختلف الأزقة والأحياء العريقة اكتساحا من طرف هؤلاء بلافتاتهم وأعلامهم، إلى جانب طاولات بيع القبعات والأشرطة التي تتغنى بالكحلة والبيضة، والكل يأمل في تحقيق نتيجة طيبة تسهل من مهمة النادي في لقاء العودة الذي سيقام على ملعب تشاكر بالبليدة.
شبان ”يوشمون” أجسادهم بشعارات الوفاق
وقد بلغ الجنون هذه المرة أوجه حيث يعتلي تلك الأماكن شبان ليصوروا على أجسادهم أوشاما تحمل شعارات النادي السطايفي للتعبير عن عشقم وحبهم له، فهناك من غنى ومن بكى ومن رقص ومن ضحى بالعمل ليخرج إلى الشارعر معبرا عن مساندته ووقوفه وحتى تنقله إلى أدغال إفريقيا لتشجيع ورفع معنويات اللاعبين للعودة بنتيجة إيجابية، سيما وأن إنجاز هذه المرة يحمل الكثير من المعاني، والذي جاء بعد أزمة كبيرة عصفت بالنادي، والتي ولدت الهمة وتحديا كبيرا أوصل هؤلاء الشبان إلى النهائي في أكبر منافسة قارية.
لاعبو الكحلة: ”مطالبون بالحفاظ على هيبة الجزائر وسنحارب كما حارب أسلافنا في 88”
أكد لاعبو الوفاق الذين تنقلوا لمواجهة فريق فيتاكلوب الكونغولي أنهم مطالبون بالحفاظ على هيبة الجزائر والكرة الجزائرية بصفة عامة، وكلهم عزم على العودة بنتيجة إيجابية، وهذا ليس ببعيد على فريق فجر ملاحم سجلها التاريخ بأحرف من ذهب، مستحضرين ملحمة 88 التي ادهشت مسيرو سوغارا حينها بعدما علموا بأن الوفاق يلعب في القسم الثاني.
سفيان خرفي

حمّار: ”كل الظروف مهيأة في كينشاسا”

حسب رئيس النادي حسان حمار فإن سفارة الجزائر بكينشاسا اتخذت كل التدابير والإجراءات التي من شأنها توفير شروط الراحة لأعضاء الوفد بصفة عامة واللاعبين بصفة خاصة، وهذا بغرض العودة بنتيجة إيجابية تسمح للفريق بالظفر بهذا التاج الإفريقي الأغلى.
سفيان خرفي

لاعب وفاق سطيف العمري ل”الفجر”:
”محظوظ جدا أنا لأني ألعب أكبر منافسة قارية في هذا السن”

قبل أنه تقلع الطائرة بمطار 8 ماي كان لنا حديث جانبي مع واحد من أبرز ما أنجبته مدرسة الوفاق وانتزع مكانته باللعب والانضباط منذ أن أقحم في أول مباراة لتدعيم فريق الأكابر، وقد سبق له وأن قال لنا في تصريحه ل”الفجر” أنه لم ينتزع مكانته ب”المعارف” والوساطات بل بالعمل والكل يشهد على ذلك، إنه اللاعب الشاب العمري الذي قال عن اللقاء المرتقب اليوم والذي سيشارك فيه: ”في الحقيقة، صدقوني أن فرحتي لا توصف منذ أن انتهت المباراة التي جمعتنا بالفريق الثاني ”تي بي مازامبي” في الدور نصف نهائي، وحققنا التأهل التاريخي في هذه المنافسة القارية، وأنا محظوظ جد جدا لأني سوف ألعب نهائي رابطة الأبطال الذي غاب عن الفرق الجزائرية منذ 26 سنة، أي من 1988 إلى 2014، وانتهى بالوفق، وعاد بالوفاق، والحمد لله أننا حققنا سابقة تاريخية في كرة القدم الجزائرية، وهذا بتوفيق من الله وبالعمل الذي نقوم به مع المدرب ماضوي، وسهر الإدارة على أن نكون في أحسن الظروف لتحضير هذا النهائي”.
”أرجلنا كانت في ملاعب الجزائر وعقولنا في النهائي”
وعن التحضيرات التي قام بها الفريق أضاف: في الحقيقة منذ أن عدنا من لومومباشي والتأهل التاريخي، دخلنا في أجواء التحضيرات الجادة للنهائي المنتظر يوم الأحد المقبل، والدليل أننا لعبنا لقاءين في البطولة أمام بجاية وجمعية وهران، وتعادلنا في الأول، وانهزمنا في الثاني لأننا فعلا كانت أرجلنا في الميدان لكن عقولنا كانت في النهائي، وكل لاعب منا يتمنى أن يكون ضمن التعداد الأساسي، وقد تفطن المدرب لذلك، وتحدث مع المجموعة أكثر من مرة في هذا الموضوع رفقة الطبيب المختص لوضع كل اللاعبين في نفس الإطار، والتركيز على العمل فوق أرضية الميدان، وفي كيفية تحقيق النتيجة الإيجابية هناك بكنشاسا، وليس في من يكون أساسيا، وقد جرت الأمور التحضيرية في أجواء جد عالية تحسبا لهذا الموع طبعا.
سفيان خرفي

أصداء من الكونغو
الحرب النفسية بدأت بالمطار، حمار سيرد بالمثل، والفندق لم يغير
لم يجد وفد الوفاق في استقباله مسيري فيتا كلوب لدى وصوله أمس الأول إلى كنشاسا، وهذا أمر منتظر، واستقبل من طرف رئيس الاتحادية الكونغلية، وممثل عن السفارة الجزائرية، إضافة إلى عبور الوفد السطايفي كباقي المسافرين، ولم يحظ بالأفضلية كما هو معمول به في الجزائر، وفي دول أخرى، الأمر الذي أقلق حمار، ووعد بأن تكون المعاملة بالمثل، وحتى تأخر الحافلة الثانية يدخل في إطار الحرب النفسية التي تبدأ من طرف الأفارقة قبل المباراة، والسطايفية متعودون عليها، ولم تؤثر على المجموعة التي ركنت إلى الراحة بالفندق الذي اختاره مبعوث الوفاق، والذي لم يغير، كما أشارت إليه بعض الأخبار الواردة من هناك.
ماضوي يحدد تشكيلته بناء على نقاط قوة وضعف المنافس

أكد المدرب خير الدين ماضوي أن فيتاكلوب يحسن جيدا التفاوض داخل ميدانه ومن الصعب التسجيل عليه بسبب صلابة دفاعه، كما أنه يضم في صفوفه خيرة اللاعبين بتواجد 9 لاعبين دوليين، لكنه ليس أفضل من فريق تيبي مازيمبي وأنه يمكن تجاوزه إذا لعبنا بطريقتنا المعهودة، خاصة أننا سنكون متحررين نفسيا عكس المنافس الذي سيكون كل الضغط عليه، لكنه خطير جدا في الهجمات المعاكسة بفضل سرعة لاعبيه في تحويل الكرة إلى مرمى المنافس، كما أنه يتميز بصلابة دفاعه الذي يتشكل انطلاقا من الوسط، حيث يلعب بشكل منظم جدا، وهو ما يجعله يستحوذ على الكرة لفترة أطول. كما عرج ماضوي للحديث عن نقاط ضعف فيتاكلوب حيث اعتبر أن الظهير الأيمن للفريق ثقيل جدا ولا يدافع بشكل جيد وأن الكرات القصيرة والعرضية هي السبيل الأمثل لاختراق دفاعه بسبب طول قامة لاعبيه.