ندد، أول أمس، رضا مالك، الوزير السابق، بالكتابة الخاطئة والمزيفة لحقائق التاريخ الجزائري القديم، لمؤرخين اعتبرهم ”شبه ديمقراطيين، وذوي فكر استعماري، زيفوا تاريخ الجزائر، من خلال الكتابات الحاقدة على الجزائريين، بحيث ارتكب هؤلاء المؤرخون مجازر تاريخية في حق الجزائريين، من خلال نشرهم لبعض الحقائق المزيفة والخاطئة، كالرسالة التي نسبت إلى الأمير عبد القادر والتي طالبت الأهالي بتسليم أنفسهم إلى السلطات الاستعمارية آنذاك، بالإضافة إلى تنديد الأمير عبد القادر بثورة المقراني. أوضح رضا مالك، خلال ندوة حول ”تخليص التاريخ من الفكر الاستعماري” بقاعة علي معاشي بالصالون الدولي، أن المؤرخ محمد شريف ساحلي أعاد الاعتبار خلال كتاباته من خلال إصداريه ”رسالة يوغرطة” و”تحرير التاريخ” عن دار نشر كيبوس، للتاريخ النوميدي والجزائري، وكذا إلى الأهمية التاريخية للفترة النوميدية، وأهميتها في بناء الهوية الجزائرية، حيث تطرق إلى بعض الجوانب والأحداث التاريخية التي لم يتم تدوينها بالطريقة الصحيحة، وقدم المتحدث ذاته مثالا عن المؤرخ الفرنسي ”الكسيد دو توكفيل” الذي كتب عن الجزائريين بقوله: ”لا يحق للجزائريين العيش، ويجب القضاء عليهم” لدى زيارته للجزائر في بدايات القرن 19. كما ذكر رضا مالك بالكتابات التاريخية عن الإسلام في المغرب العربي لمحند شريف ساحلي، حيث باشر بالقول أن المؤرخ تكلم عن الإسلام كمعطى أساسي في تاريخ المغرب العربي، وكذا عن التلاحم والمزيج بين الحضارتين الأمازيغية - الإسلامية، واسترسل المتحدث قائلا بأن ساحلي طالب منذ أربعينيات القرن الماضي بمغرب موحد، بحيث يصر على إعادة كتابة كل الأحداث التي نسيت كتابتها عبر التاريخ وكذا إعادة صيغة القراءات الخاطئة، بتحرير الذهنيات أولا لتحرير التاريخ بعدها من الفكر الاستعماري. من جهته، اعتبر الصحفي زهير إيحدادن، أن كل ما دونه محند شريف ساحلي عن التاريخ الجزائري القديم، وحذر منه، لم يلق أي صدى، خاصة أن الكتاب يبقى غير معروف من طرف الجمهور، وحتى من بعض المؤرخين الجزائريين الذين يجهلون وجود هذا الإصدار، وطالب الصحفي إيحدادن المؤرخين والباحثين بالاهتمام بكتابات شريف ساحلي التاريخية سيما ما يتضمنه مؤلفه ”تحرير التاريخ من الاستعمار”، وأردف مشيرا إلى أن بعض المؤرخين الجزائريين يستندون إلى كتابات المؤرخين الفرنسيين ”ككزال” الذي شوه التاريخ الجزائري لفائدة بلده.. كما أكد الصحفي عمار بلخوجة، أن أعمال الكاتب والمؤرخ ساحلي التي ازدانت قبيل فجر العام 1954، ومنعت من قبل السلطات الاستعمارية آنذاك، سيما كتاب ”رسالة يوغرطة”، مذكرا في الشأن ذاته بأن المؤرخ وقف الند للند ضد الفكر الاستعماري، وحاول فضح الأكاذيب والأحداث المزيفة، التي عانى منها التاريخ الجزائري، والتي منعته بدورها من التحرر والتقدم للمضي قدما نحو أفق مشرق.