أحمد راشدي: "هناك رقابة على ما نقتبسه للسينما !" تباينت آراء المختصون في السينما سواء الكتابة للسينما أو الاخراج في موضوع الاقتباس للسينما الذي شكل موضوع ندوة شارك فيها كل من الروائي أمين الزاوي والسينمائي أحمد راشدي قدم من خلالها هؤلاء رؤيتهم لموضوع الاقتباس حيث أكد الزاوي على أن الأعمال الأدبية لا تتطلب امكانيات كبيرة للانتاج، فيما كشف راشدي عن عائق الرقابة الذي تفرض على بعض الأعمال التاريخية التي عادة ما تمجد الذات وتؤثر على العمل السينمائي، وانتقد الطرفان مسألة المناسباتية التي تضر بالابداع والابتكار. خلال لقاء حول اقتباس الأعمال الأدبية في السينما عقد في إطار هذه التظاهرة الثقافية، تأسف الأديب أمين زاوي لكون اللجوء إلى رجال الثقافة اليوم “يقتصر على المناسبات فقط” معتبرا أن الإبداع “عمل تلقائي في متناول الجميع وجزء من الحياة اليومية للجزائريين”، وأوضح أن الأفلام والعروض التي تنتج في إطار “حدث تاريخي أو ثقافي مناسباتي” “يقاطعها” الجمهور باستثناء الأعمال الأدبية التي لا تتطلب امكانيات كبيرة في الإنتاج. أما المخرج أحمد راشدي فاعتبر أن السينمائيين يجدون أنفسهم “مجبرين على انتظار طلبات ظرفية للدولة” التي تعد “المنتج الوحيد” في مجال السينما لإبراز أحداث ثقافية كبرى، كما تأسف أحمد راشدي الذي اختص تدريجيا في الأعمال التاريخية الخاصة بأبرز شخصيات الثورة الجزائرية لوجود “شكل من الرقابة” تعمل على محو الجانب الانساني لأهم الشخصيات التاريخية مرجعا هذه الممارسة إلى “تمجيد مبالغ فيه” لهذه الشخصيات. وبشأن اقتباس الأعمال الأدبية للسينما تأسف أمين زاوي- الذي اقتبست روايته “إغفاءة الميموزا” من قبل سعيد ولد خليفة إلى فيلم حمل عنوان “شاي آنيا” “لغياب فضاء للتبادل واللقاءات الثقافية” سيما بالجامعة التي لم تعد تعرف نفس الحركة الثقافية التي كانت تشهدها في سنوات 1970 و1980، واستنادا إلى دراسته حول المقاهي كأماكن للقاء الثقافي المنتج اعتبر الكاتب أن الجسور التي كانت تربط الفنون بمختلف مجالات الابداع أضحت اليوم “شبه مقطوعة”.