كشفت مصادر مسؤولة من مديرية المصالح الفلاحية بولاية معسكر، أن ما يفوق 40 فلاحا تكبدوا خسائر معتبرة بعد أن أتلفت الأمطار الطوفانية الأخيرة المصحوبة بالبرَد مئات الهكتارات من المنتوجات الفلاحية كالبطاطا والبصل، الخس، الجزر والزيتون. نفس المصالح أحصت 125 ألف قنطار من البطاطا أتلفت عبر مساحة قدرها 500 هكتار و200 قنطار من الزيتون عبر مساحة 20 هكتارا بكل من غريس وماقضة ووادي الأبطال ووادي التاغية وعوف، أين شهدت تساقطا كبيرا لتلك الأمطار الطوفانية المصحوبة بالبرد. وأودع الفلاحون المتضررون شكاواهم أمام مصالح مديرية الفلاحية التي باشرت تشكيل لجنة تضبط بدقة الخسائر التي نجمت عن تقلبات الأحوال الجوية، حيث طالب الفلاحون بتعويضهم عن تلك الأضرار. من جهته أكد مدير المصالح الفلاحية لولاية معسكر، لعرابي خالد، أنه قام بتشكيل لجنة تتكون من إطارات المديرية، والتي تنقلت إلى عين المكان، حيث أحصت المناطق المتضررة عقب الأمطار التي تساقطت مؤخرا بالولاية وأحصت 40 فلاحا ممن تقدموا بشكاوى بسبب الأضرار الناجمة عن الأمطار وإتلافها محاصيلهم الفلاحية، مؤكدا أن 5 بالمائة من الفلاحين المتضررين هم من أمنوا منتوجاتهم ضد هذه الكوارث الطبيعية فقط، والبقية ليست لديهم ثقافة التأمين إطلاقا. وأشار نفس المسؤول أنه تم تسطير برنامج بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية واتحاد الفلاحين والصناديق الجهوية للتعاضدية الفلاحية وممثلين عن الفلاحين، يهدف إلى تحسيس وتوعية الفلاحين على ضرورة تأمين منتوجاتهم ومحاصيلهم الفلاحية خاصة الموسمية منها ضد الكوارث الطبيعية، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، تفاديا لأي مكروه يصيب تلك المحاصيل. وعن أسباب ارتفاع أسعار البطاطا أجاب نفس المتحدث أن بعض الولايات المجاورة لولاية معسكر بعد ما قلصت مساحات الغرس من البطاطا تكبد منتجوها خسائر كبيرة وتراجعوا عن غرسها ولجأوا إلى تموين ولاياتهم من مخزون ولاية معسكر من البطاطا، الأمر الذي استدعى إخراج أكثر من 200 ألف قنطار من البطاطا التي كانت مخزنة بغرف التبريد من أجل تموين السوق والحفاظ على استقرار أسعارها قدر الإمكان، مطمئنا مستهلكي هذه المادة أن أسعارها ستعرف انخفاضا ملموسا نهاية هذا الشهر الذي يتزامن مع عملية جني البطاطا الموسمية منتصف شهر نوفمبر. من جهته والي ولاية معسكر، خلال اليوم الوطني للارشاد الفلاحي الذي تم تنظيمه ببلدية غريس من طرف مديرية المصالح الفلاحية، أكد أن جل الفلاحين تنقصهم ثقافة التأمين على محاصيلهم الفلاحية والزراعية، وهذا بالرغم من الجولات التحسيسية التي استفاد منها عدد معتبر من فلاحي الولاية.