رغم الارتفاع المحسوس الذي سجلته الغرفة الفلاحية لولاية بجاية، في محصول الزيتون في المرحلة الأولى من عملية الجمع، التي شملت الجهة الشرقية للولاية، وبالتحديد البلديات الساحلية كأوقاس وملبو وسوق الإثنين، إلا أن منتوج زيت الزيتون عرف تراجعا كبيرا يقدر ب 35 بالمائة مقارنة بالنسبة المسجلة السنة الماضية، إذ بلغ المحصول 25 ألف هكتار من مجموع المساحة المزروعة والمقدرة ب 84313 هكتار، حيث بلغ منتوج القنطار الواحدة 17 لترا رغم أن تحصيل الزيتون تضاعف من 4.5 قناطير الى 10.5 قناطير في الهكتار الواحدة هذه السنة، فيما تعدى سقف 27 لترا العام الفارط، وتعود الأسباب حسب مسؤول بذات المصلحة، الى الخسائر التي أحدثتها الحرائق التي أتلفت 500 هكتار من أشجار الزيتون، وكذا التغييرات المناخية، بالإضافة الى ذلك عدم تعويض الفلاحين عن التلف الذي تعرضت له أشجارهم، نتيجة الثلوج التي تساقطت على المنطقة، والتي قضت على مليون و400 ألف شجرة سنة 2004· كما أثار مسؤول بالغرفة الفلاحية، مشكل عدم تأمين الفلاحين لمنتجاتهم الزراعية بعد فقدانهم الثقة في صناديق التأمين، إثر تأخرها في تعويض الخسائر الفادحة التي تكبدها منتجو الزيتون في الولاية، حيث ما يزال المؤمّنون ينتظرون ولم يتمكنوا من الوصول الى سقف ما كانوا ينتجونه سنة 2003، نتيجة عدم تمكنهم من استرجاع القدر الكافي من الأشجار التي تعرضت للكسر، علاوة على توالي الخسائر جراء الحرائق التي شهدتها المنطقة خلال فصل الصيف الماضي، والتي أتت حسبه على أزيد من 500 هكتار من أشجار الزيتون، الأمر الذي ينذر بتراجع المنتوج في السنوات المقبلة الى أكثر مما هو عليه اليوم، في حال مواصلة صناديق التأمين اتخاذ نفس الإجراءات المعتمدة حاليا تجاه خسائر الفلاحين، وعزوف هؤلاء عن تأمين أشجارهم· كما أرجع السيد بوسبيسي، أحد مسؤولي الغرفة الفلاحية ببجاية، سبب تراجع المنتوج من الزيت، إلى تأخر انطلاق حملة جني الزيتون في بلديات هضبة الصومام، التي تضم أهم منتجي زيت الزيتون كأقبو، صدوق، تازمالت وإيغيل علي إلى أواخر شهر ديسمبر المنصرم وتدوم حتى نهاية الشهر الحالي، لتصل نسبة التحصيل حينها الى أكثر من 90 بالمائة، الأمر الذي سيزيد من كمية الزيتون المحصل خلال عملية الجمع، وكذا المنتوج، ومن خلال ارتفاع سعر الزيت في السوق هذه السنة، حيث بلغ 400 دج للتر الواحد، فإن مصالح الغرفة الفلاحية أرجعته الى التراجع الكبير في منتوج الزيت بالبلديات الساحلية للولاية التي انتهت فيها الحملة، ومرده حسب السيد بوسبيسي، ارتفاع نسبة المياه في حبات الزيتون، نتيجة الامطار التي تهاطلت في غير أوانها في الاشهر الماضية، مما أثر سلبا على منتوج زيت الزيتون، الذي ينتظر حسب محدثنا أن ينخفض سعره في السوق الى مستواه الاعتيادي أي بين 300 و350 دج بعد نهاية الحملة في كامل تراب الولاية·