إستراتجية جديدة بالمواقع المرحلة تفاديا لتكرار كارثة 2003 أضحى النسيج العمراني لولاية الجزائر العاصمة مهددا في السنوات الأخيرة بفعل دخول المدينة في منطقة الخطر، نتيجة النشاط الزلزالي والفيضانات وكذا انزلاق التربة، وهو ما بات يهدد بكارثة حقيقية تتربص بسكانها، لاسيما أن أزمة البناءات الهشة الموروثة عن العهد العثماني والاستعماري باتت تشكل خطرا على قاطنيها، ما يشكل عائقا في وجه النهوض بالعاصمة العصرية. انتشر في السنوات الأخيرة خطر تهديد البناءات القديمة والهشة على قاطنيها كانتشار النار في الهشيم، حيث ما لبث مسؤولو العاصمة يخططون للنهوض بنسيجها العمراني وعصرنتها وتدعيمها بالوسائل والمرافق الضرورية والعصرية، حتى زاد عدد البنايات الهشة التي تحتاج إلى ترحيل قاطنيها في أقرب الآجال وتهديمها للتجنب تبعاتها على المارة والجيران، لاسيما بحلول فصل الشتاء، حيث تزداد قوة الرياح وغزارة الأمطار، ما يزيد من خطر انهيار هذه البنايات، على غرار مدينة القصبة العتيقة. فبالرغم من بعث أشغال المخطط الاستعجالي لحماية منازلها من خطر الانهيار وأشغال الترميم التي انطلقت بعدد من دورها القديمة لايزال الخطر في تصاعد مستمر، ما يهدد بالقضاء عليها بدلا من ترميمها وإعادة الوجه الأثري الأصيل لقلب العاصمة. كما صار عدد الضحايا نتيجة انهيار هذه العمارات القديمة يبعث على القلق يوما بعد آخر. كما انتقل الخوف والهلع إلى سكان الأحياء الجديدة الذين استفادوا في إطار البرنامج الحكومي للسكن الاجتماعي من سكنات لائقة، ولكن الخوف من كونها غير مزودة بمجابهة المخاطر التي تهدد الجزائر العاصمة كونها منطقة نشاط زلزالي، حيث عبر عدد منهم ل”الفجر” عن تخوفهم الشديد من هذه الاحتمالية. إلا أن رئيس لجنة التعمير والسكن بولاية الجزائر عبد القادر صافي، أكد تزويد السكنات الجديدة كاملة بنظام مضاد للزلازل، وهو أقصى تحضير أو تخطيط اعتمدته الحكومة لحماية المواطنين من خطر الكوارث الطبيعية، ليطمئن بذلك جميع من استفاد من سكنات حديثة سواء تعلقت بصيغة الاجتماعي أو ”عدل” المنتظر توزيعها مستقبلا، أو تساهمي أو ترقوي بتدعيم قواعدها البنائية بنظام مضاد للزلازل، وهو ما استدركته الولاية عقب كارثة زلزال 2003، مؤكدا أن مخطط التهيئة والتعمير للعاصمة ”pdau” قادر على امتصاص واستيعاب كل الأخطاء والتجاوزات التي تمت خلال غياب هذا المخطط، وهو يقضي حسبه على التوسع العمراني غير المنسجم ويجعل العاصمة عروسا للبحر الأبيض المتوسط، لاسيما أن تم تجسيد الميداني لهذا المخطط والعمل بسرعة على استكمال مخططات شغل الأراضي للبلديات، حتى تواكب العمل بالمخطط الحديث والقضاء على الاختلالات وتحقيق الانسجام في النسيج العمراني، وكذا دعم المخطط المسطر الهادف إلى جعل العاصمة مدينة حية وذكية ونموذجا للتسيير الراشد والارتقاء بها إلى مصاف عواصم العالم، مع الحفاظ على الطابع المعماري لها وكل مكوناتها التاريخية، وكذا الاهتمام أكثر بتكوين ورسكلة كل المتدخلين حول التهيئة العمرانية والتعمير وإعداد مخططات الحماية والتسيير في مجال المخاطر والكوارث الطبيعية، ومراجعة الاختبار غير العقلاني للأراضي لإنجاز المشاريع، إلى جانب تسيير الفضاء العمراني وتطويره، مع المتابعة الميدانية وتجسيد المخططات ذات الصلة بقطاع التعمير، على غرار المخطط الأزرق، الأخضر، الأبيض، ومخطط النقل والاقتصادي، التجانس الاجتماعي وكذا النقل.