تمكن عدد كبير من المدربين الأجانب خلال المواسم الأخيرة، من مزاحمة الخبرة التدريبية الجزائرية في البطولة الوطنية، ويتزايد عدد التقنيين الأجانب في الرابطة المحترفة الأولى موسم بعد آخر حتى وصل الحد إلى تفوقهم من حيث العدد على المدربين المحليين، والذين يدفعون ضريبة جزائريتهم، وانبهار الأنصار والرؤساء على حد سواء، بالاسم الأجنبي. من بين 16 ناديا يكونون الرابطة المحترفة الأولى نجد أن نصفهم مدربين أجانب وعددهم ثمانية هم سيكوليني مدرب شبيبة القبائل، غوفيك مدرب شبيبة الساورة، فيلود مدرب اتحاد العاصمة، وجاي وليم مدرب اتحاد بلعباس، كفالي مدرب مولودية وهران، آلان ميشال مدرب شباب بلوزداد، بروس مدرب نصر حسين داي، وأرتر جورج المدرب الجديد لمولودية الجزائر. وكان من الممكن أن يكون العدد أكبر، حيث تمت إقالة خمسة مدربين أجانب آخرين خلال الجولات العشر الأولى للموسم، في حين انتقل آلان ميشال من الساورة إلى شباب بلوزداد، وغوفيك من العلمة إلى الساورة، وبروس من شبيبة القبائل إلى نصر حسين داي، ليحافظ الثلاثي المذكور على عملهم بالجزائر. وأوضح الدكتور عبد النور حميسي، الذي يشتغل حاليا محللا لمباريات الرابطة المحترفة الأولى في التلفزيون الوطني، بسبب غياب عروض عمل في المستوى على الرغم من امتلاكه شهادات تدريبية ودبلوم دكتورة في الرياضة من المعهد الوطني، أن المدرب المحلي لا يجد فرصته في وطنه، ويفضل الرؤساء والأنصار على حد سواء الاسم الأجنبي. حميسي، الذي لم يجد عرضا هذا الموسم سوى من شباب الدار البيضاء، المنتمي إلى القسم الهاوي، أكد أنه عاش ضغط كبير، ورفض العمل في ظروف غير مواتية لمدرب يطمح لضمان أهداف طويلة الأمد، في حين يقبل تقنيون أجانب العمل، لا لشيء إلا لكون هدفهم جمع المال، دون الاهتمام بمستقبل النادي. أسماء جزائرية كبيرة تعاني البطالة وأجانب من نادي إلى آخر الجزائر تملك عدد كبير من المدربين الذين لديهم خبرة وإمكانات فنية عالية لا جدال فيها، والبعض منهم نجح في قيادة أندية ومنتخبات في الخارج، لكن في البطولة يبقى صوت المدرب الأجنبي هو الأعلى. ولو نلقي نظرة سريعة عن أبرز المدربين الجزائريين، فستجدهم دون عمل حاليا، على غرار مناد، بيرة، ايغيل والقائمة تطول، حيث لا يحظى هؤلاء بالتفاتة إدارات الفرق المحترفة في الوطن. سوناطراك فضلت مدرب أجنبي عجوز على مناد عدد كبير من المحليين دفعوا الضريبة، ويتواجدون في بطالة منذ فترة، على غرار جمال مناد، الذي حقق آخر تتويج للمولودية بالكأس، لكن مسؤولي سونطراك فضلوا بدلا منه مدرب عجوز كان يتواجد في المعاش بعد أن أنهى عمله كمدرب، حيث لا تسمح صحته ولا وضعيته الذهنية بقيادة نادي صغير، ليتم التعاقد معه من طرف أكبر نادي جزائري من حيث الامكانات المادية والقاعدة الجماهيرية. موسوني: ”الفاف تفضل المدرب الأجنبي، فما بالك بالأندية” فوزي موسوني الذي دخل عالم التدريب في السنوات الأخيرة قضى تجربة قصيرة كمساعد في مولودية بجاية رفقة زميله رحموني، قبل أن تتم إقالته، ثم رحل إلى الساورة ليجد نفس المصير، ما جعله يقرر الاستقرار في تدريب نادي أولمبي العناصر في القسم ما بين الرابطات. موسوني يمكن القول أنه يعمل بالمجان في نادي أولمبي العناصر، ويتقاضى أحيانا أجر رمزي لا غير، يرى أن المشكل أعمق بكثير، حيث تسأل كيف بكون الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وهي أعلى جهة مسيرة للكرة في الوطن لا تعتمد سوى على الأجانب، وترفض المدرب المحلين فما بالك برؤساء الأندية الذين يقلدون روراوة في الكثير من الأمور. عمراني، إيغيل، مخازني وشارف يطردون بسبب ضغط الشارع ضغط الأنصار هو السبب الرئيسي حسب الكثيرين وراء فشل المدرب المحلي في البقاء في منصبه لمدة طويلة، رغم أن إدارات الأندية تبقى هي المسؤولة عن تعيين وإقالة المدربين، فإدارة العميد كانت تراهن على الاتسقرار مع شارف، لتستجيب في الأخير للشارع وتطرد شارف، في حين أن إدارة اتحاد الحراش لم تفعل ذلك، رغم أن فريقها مر بمراحل صعبة في بعض الأوقات، وطالب الكواسر بطرد شارف، لكن صبر العايب طال لسبعة مواسم، ليغادر شارف بمحض إرادته في الأخير. عمراني مدرب نجح في العديد من الأندية الجزائرية، لكنه يدفع دائما ثمن الإدارة السيئة للأندية، ويتم التضحية به بعد كل تعثر أو تعثرين متتالين، بل وحتى أنه طرد الموسم الماضي من شبيبة الساورة بعد فوزه على الحراش بثلاثة أهداف دون رد. مخازني حاول فرض الصرامة في أمل الأربعاء، بسبب الصدام مع اللاعبين، غير أن الإدارة رفضت ذلك، ليقوم عماني بعدها بتجريب ثلاثة مدربين، لكن النتيجة كانت كارثية. ايغيل سبق له الفوز بالبطولة الوطنية رفقة أولمبي الشلف، ولكنه في تجربته الجديد في الشلف حقق نائج سلبية، وتعالت أصوات التخلي عنه، ليجد نفسه حاليا دون فريق، رغم أن سوء النتائج لا يتحمله المدرب لوحده، لكن دائما ما يدفع الثمن لوحده. وبالنظر إلى قائمة المدربين المحليين الذين بدأو الموسم الحالي، لم يبقى في ناديه سوى أربعة مدربين فقط، هم كل من ماضوي مدرب وفاق سطيف، وعبد القادر يعيش مدرب اتحاد الحراش وبن شادلي مدرب جمعية وهران، وعبد القادر عمراني مدرب مولودية بجاية متصدر الترتيب. نتائج المحليين أحسن من الأجانب النتائج التي يحققها المدربون المحليون في البطولة الوطنية أفضل بكثير من نتائج التقنيين الأجانب، فيكفي القول أن المتصدر ووصيفه، وهما مولودية بجاية واتحاد الحراش لديهما مدربين محليين، هما عبد القادر عمراني وعبد القادر يعيش. المدربون الأجانب بعد مرور 11 جولة يتمركزون في منتصف الترتيب، رغم أنهم يقودون أندية عريقة ولديه القدرة على المنافسة على اللقب، على غرار شبيبة القبائل التي دربها بروس وسيكوليني، وشباب بلوزداد الذي يراهن على آلان ميشال، ومن قبله زفينكا. وارتاينا أن نقوم بوضع ترتيب المدربين في البطولة الوطنية، حيث جاء الترتيب ليؤكد التفوق الجزائري بلغة الأرقام، مع الشارة إلى أن الترتيب لم يأخذ بعين الاعتبار نتيجة وفاق سطيف ومولودية الجزائر التي لعبت أمس. ج. ابراهيم
ترتيب المدربين في القسم الأول محترف 1- مولودية بجاية - المدرب عمراني 2- اتحاد الحراش - المدرب يعيش 3- شباب قسنطينة - المدرب بلحوت 4- اتحاد العاصمة - المدرب فيلود 5- مولودية وهران - المدرب كفالي 6- اتحاد بلعباس - المدرب جاي جاي وليم 7- وفاق سطيف - المدرب ماضوي 8- جمعية وهران - المدرب بن شاذلي 9- مولودية العلمة - المدرب عزالدين آيت جودي 10- شبيبة القبائل - المدرب سيكوليني 11- شباب بلوزداد - المدرب آلان ميشال 12- أمل الأربعاء - المدرب ميهوبي 13- شبيبة الساورة - المدرب غوفاك 14- نصر حسين داي - المدرب بروس 15- أولمبي الشلف - المدرب بن شوية 16- م. الجزائر - المدرب الجديد جورج أرتر
ماضوي: ”المدرب المحلي مهمش ببلده وتتويجنا بكأس إفريقيا أفضل رد” أوضح المدرب خير الدين ماضوي، والذي قاد وفاق سطيف إلى التتويج بكأس رابطة أبطال إفريقيا، أن المدرب المحلي يلقى تهميش كبير في الجزائر، ولا يعامل مثل المدرب الأجنبي الذي يتقاضى أجر أفضل، ويعمل تحت ضغط أقل، موضحا أن تتويج الوفاق بالكأس الإفريقية أفضل دليل على امكانات التقني الجزائري. وأوضح ماضوي في حديثه معنا بعد التتويج بالكأس القارية، أنه قد رفع التحدي مع فريقه وفاق سطيف هذا الموسم، رغم أن الكثيرين لم يكن يثق في إمكاناته، بل طالب بتعيين مدرب آخر بدلا منه، ليؤكد في الأخير أن المدرب المحلي قادر على تحقيق ما يعجز عنه الأجنبي. وصرح ماضوي قائلا: ”المدرب المحلي مهمش، لقد عملت سلنوات في وفاق سطيف كمساعد، وكنت مع العديد من المدربين الأجانب، ولما وضعت الإدارة ثقتها في، أكدت أنني قادر على تقديم شي للنادي، ونجحت بفضل العمل الكبير الذي بذلناه رفقة اللاعبين”. ويعتبر ماضوي من المدربين الشباب الذين نجحوا في كتابة اسمهم في ثنيات التاريخ، وقد وصفه الاتحاد الدولي لكرة القدمن بأنه غورديولا العرب، غير أن ماضوي يرى أنه لا يزال مدرب شابن ويعمل من أجل التكور باستمرار، وصرح قائلا ”لقد حظيت بفرصة العمل رفقة إدارة وضعت ثقتها فيا، كما أننا نملك مجموعة جيدة، لذلك أنا سعيد بكل ما لدي وأعمل دائما من أجل تحقيق الأفضل”. من جانبه، أوضح رئيس وفاق سطيف، حسان حمار في تصريح سابق للفجر، أن تألق ماضوي تأكيد لإمكانات المدرب المحلي، وقد سبق لوفاق سطيف أن عرف طعم التتويجات الخارجية رفقة المدرب السابق رابح سعدانن وهو ما يؤكد أن تألق الوفاق ارتبط كثيرا بالمدرب الجزائري. حمار أكد أنه قد رفض عدة اقتراحات من أجل التعاقد مع مدرب اجنبي كبير، حيث وضع كامل ثقته في المدرب الشاب خير الدين ماضوي، وأمن بقدراته، رغم مطالب انتداب مدرب آخر، وفي الأخير نجح ماضوي في الرد على الجميع وحقق رفقة الكحلة أحلى تتويج، وسيواصل مهامه، ويقود الفريق في كأس العالم للأندية، ليكون أول مدرب محلي يشارك في كأس العالم للأندية.