تستكمل اليوم مواجهات دوري المحترفين الأول، حيث ستشهد مواجهات ساخنة تتصدرها القمة بين اتحاد الجزائر بطل النسخة الماضية ووفاق سطيف ثالث الترتيب والمتأهل للمربع الذهبي لدوري أبطال إفريقيا. ويسعى بطل الموسم الماضي إلى استعادة صحوته بعد خسارة، الأسبوع الماضي، أمام جاره مولودية الجزائر (0-1) في الكأس الممتازة الجزائرية في بروفة الموسم الجديد، وبالمرّة التأكيد على قوته التي تجسدت من خلال عدم الخسارة في أية مباراة لنحو عام كامل. وقال المدرب الفرنسي، هيبرت فيلود، الذي يواصل العمل على رأس الاتحاد للموسم الثاني، إن (فريقي سيدخل الدوري بنية الدفاع عن لقب الموسم الماضي، لكن المهمة لن تكون سهلة لأن جمعية الأندية ستواجهنا بندية وستسعى للإطاحة بنا)، مشيرا إلى أن اللعب على لقب الدوري سيشهد منافسة شديدة مع أندية معروفة على غرار مولودية الجزائر ووفاق سطيف، وشبيبة القبائل وربما أندية أخرى قد تشكل مفاجأة الموسم. ويعول المدرب الفرنسي على تأهيل لاعبه الجديد يوسف بلايلي المستقدم من الترجي التونسي، لكن تأخر وصول بطاقته الدولية من تونس قد تعيق حساباته في الإطاحة بفريقه السابق. بالمقابل، سيتنقل الوفاق إلى العاصمة بمعنويات في العلالي بعد تأهله، كأول فريق جزائري، للمربع الذهبي لأبطال إفريقيا، وبنسبة جاهزية بدنية -تحديدا- أفضل من مضيفه بفضل مبارتيه الرسميتين أمام أهلي بنغازي والترجي التونسي بدوري أبطال إفريقيا. وأكد فريد ملولي، لاعب وفاق سطيف، في تصريح صحفي إن (الضغط سيكون على الفريق المضيف لحاجته للفوز للتصالح مع أنصاره بعد الهزيمة في كأس السوبر، وبالتالي سنعمل على استغلال هذا الجانب لمصلحتنا). ويحاول شبيبة القبائل الوصيف العودة بأخف الاضرار عندما يرحل إلى وهران لمواجهة فريق مولودية وهران المتحفز للمواجهة تحت قيادة مدربه الجديد شريف الوزاني. وتبدو مهمة الشبيبة صعبة في ظل التغيير الذي طرأ على تعداده، وكذا رحيل مدرّبه الشاب آيت جودي ومجيء البلجيكي هوقو بروس الذي لا يعرف شيئا عن الدوري الجزائري. ويسعى مولودية الجزائر، بقيادة مدربه الجديد بوعلام شارف، إلى استغلال ارتفاع معنويات لاعبيه بعد التتويج بكأس السوبر للعودة بالنقاط الثلاث من العلمة أمام المولودية المحلية. المهمّة تبدو صعبة جدا للعميد المدعم بألمع نجوم الدوري الجزائري، على غرار قورمي وقراوي وشاوشي وحشود، في مواجهة فريق سيخسر دعم أنصاره والمجد الذي حققه الموسم الماضي باحتلاله، لأول مرة بتاريخه، بالمركز الرابع بالترتيب العام. ويستضيف اتحاد الحراش بملعب الرغاية أمل الأربعاء المتجدد بنسبة مائة بالمائة، في حين يرحل شبيبة الساورة إلى الشلف لمواجهة الجمعية المحلية. ويواجه الصاعد الجديد لدوري الأضواء اتحاد بلعباس الصاعد الآخر جمعية وهران بديربي الغرب الجزائريالأربعاء وسيدي بلعباس بوجه جديد. واستعدادا للموسم الجديد وأملا بالتألق واستعادة الأمجاد السابقة، قامت معظم الأندية بما يشبه ثورة على مستوى التعداد من خلال انتداب ما تعتبره العصافير النادرة مقابل التخلي عن لاعبين انتهت صلاحياتهم . وباسْتثناء اتحاد الجزائر البطل الذي لم يجرى سوى صفقتي تعاقد، فإن الأمر بات ظاهرة عامة إذ لم يقتصر على فريق دون آخر، بل شمل حتى الأندية التي أدت موسما طيبا على غرار شبيبة القبائل وصيفة البطل ووفاق سطيف ثالث الترتيب وكذلك مولودية الجزائر المتوج بكأس الجزائر ثم كأس السوبر. وتبرز الأرقام هذا الواقع بوضوح: شبيبة القبائل تعاقدت مع 13 لاعبا، وفاق سطيف تعاقد مع 12 لاعبا جديدا، بينما ضم مولودية الجزائر، الذي ترعاه الشركة النفطية العملاقة ما لا يقل عن 16 لاعبا ومدرب جديد هو بوعلام شارف الذي طلق اتحاد الحراش بعد ست سنوات من العشرة . كما استقدم فريقا شباب قسنطينة ومولودية وهران أكثر من 12 لاعبا في محاولة لتجاوز حالة التخبط التي أصابتهما الموسم الماضي. وحطّم فريقا أمل الأربعاء والصاعد الجديد لدوري الأضواء اتحاد بلعباس كل الأرقام القياسية بتعاقدهما مع نحو 20 لاعبا لكليهما والتخلي عن تعداديهما السابقين لغاية في نفس رئيسيهما اللاعبين الدوليين السابقين جمال عماني وعبد الحكيم سرار. بالمقابل، ارتفع عدد اللاعبين الأجانب الذين ينشطون في الدوري الجزائري للمحترفين إلى 32 لاعبا بعدما كان 27 في الموسم الماضي. وكشف الاتحاد الجزائري في موقعه على الانترنت أن 386 لاعب تمّ قيدهم ضمن أندية دوري الدرجة الأولى، مقابل 389 لاعب ضمن أندية دوري الدرجة الثانية، لافتا إلى أن عدد اللاعبين الأجانب وصل إلى 32. 11 مدربا جديدا و6 فرنسيين.. وعلى صعيد الأجهزة الفنية، احتفظت خمسة أندية فقط من دوري المحترفين الجزائري بمدربيها بهدف تحقيق الإستقرار الفني على غرار البطل إتحاد الجزائر الذي جدد ثقته في الفرنسي هيبرت فيلود. كما احتفظ وفاق سطيف الثالث بالمدرب الشاب خير الدين ماضوي، وشبيبة الساورة الذي يلعب الموسم الثاني على التوالي مع الفرنسي آلان ميشيل، وكذا جمعية الشلف الذي يواصل للموسم الثاني مع مزيان إيغيل. كما احتفظ مولودية بجاية بالمدرب عبد القادر عمراني. فيما فضلت الأندية الأخرى (11) إجراء تغييرات على أجهزتها الفنية، ما يكشف بوضوح عدم الاستقرار المزمن على مستوى الطواقم الفنية والتي تلازم الكرة الجزائرية منذ سنوات عدة. فيما يخص التقنيين الأجانب الذين سيكونون في خط الانطلاق، يلاحظ حضور قوي للمدرسة الفرنسية التي يمثلها هيبرت فيلود (إتحاد الجزائر) وآلان ميشيل (شبيبة الساورة) وفيكتور زفونكا (شباب بلوزداد) ودينيس كوافيك (مولودية العلمة) وجون غي والام (إتحاد بلعباس). أما شباب قسنطينة فقد استعاد مدربه الفرانكو-إيطالي دييغو غارزيتو و شبيبة القبائل جلبت البلجيكي هيغو بروس. تركيا الوجهة الجديدة للأندية المحلية وشهد الموسم الجديد توجّه العديد من الأندية الجزائرية إلى اتخاذ تركيا وجهة جديدة لإجراء معسكراتها الخارجية. وخلافا للمواسم السابقة حيث كانت الأندية الجزائرية تفضل إجراء معسكراتها بالجارة الشرقية تونس، اختارت أندية إتحاد الجزائر ومولودية الجزائر وجمعية الشلفتركيا لإجراء معسكراتها في وجهة جديدة قد تتواصل لسنوات أخرى في ظل السمعة الطيبة التي تركتها بلاد الأناضول لدى الجزائريين. بالمقابل، أقدمت أندية أخرى على غرار مولودية العلمة وشبيبة الساورة ومولودية بجاية وجمعية وهران ونصر حسين داي بالتنقل لتونس من أجل إجراء معسكراتها التحضيرية السنوية. أما شبيبة القبائل الذي عسكر في فرنسا خلال شهر رمضان فعادت للتنقل إلى تونس لإجراء معسكر ما قبل تنافسي قصير، فيما فضلت فرق أخرى كإتحاد الحراش و مولودية وهران البقاء بالجزائر التي برمجت معسكرات بها.