قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين لعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضده، وبانقضاء الدعوى الجنائية في قضية اتهم فيها مبارك ونجلاه علاء وجمال. أصدرت محكمة جنايات القاهرة، يوم أمس السبت، حكمها بعدم جواز اتهام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 جانفي 2011، وقضت المحكمة ببراءة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه في نفس القضية، كما برأت المحكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية فساد تتصل بتصدير الغاز لإسرائيل. وتلا القضائي محمود الرشيدي في ختام جلسة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة ملخصا للأحكام الصادرة لصالح مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي، بعدما هدد بمعاقبة كل من يبدي رد فعل على الأحكام. وقال القاضي الرشيدي أن المحكمة أسقطت عنه تهمة الاتفاق في جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، والشروع في القتل، واعتبر أنه ما كان ينبغي محاكمة مبارك جنائيا في قضايا سياسية. كما أسقطت المحكمة عن مبارك ونجليه تهمة التربح في قضية قبولهم خمس فيلات من رجل الأعمال الهارب حسين سالم ”لانقضاء أجل الدعوى”، وبرأته كذلك من تهمة التربح بالاشتراك مع وزير البترول السابق سامح فهمي من بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل، وبالنسبة إلى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه الستة فقد برأتهم المحكمة أيضا من تهمة القتل العمد مع سابق الإضمار. يذكر أن القاضي محمود الرشيدي دعا السلطات إلى الإسراع بتقديم التعويضات للمتظاهرين الذين قتلوا أو أصيبوا خلال ثورة يناير، ووصف الرشيدي أثناء تلاوته مقتطفات من الأحكام مظاهرات 30 جوان العام الماضي، والتي مهدت للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بأنها ”ثورة شعبية ثانية”. غضب شعبي يهز شوارع مصر بعد قرار البراءة أغلق الأمن المصري، يوم أمس، ميدان التحرير بالعاصمة القاهرة، تحسبا لمظاهرات غاضبة بعد تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك وأعوانه في قضايا قتل المتظاهرين خلال ثورة والفساد المالي، وسدّ الأمن والجيش المنافذ المؤدية إلى ميدان التحرير، تخوفا من وصول متظاهرين إليه، وتحدثت مصادر إعلامية مصرية عن تحليق مروحيات للجيش في سماء مدينة الإسكندرية التي تشهد بدورها إجراءات أمنية مشددة. كما تجمّع عدد من أهالي ضحايا الثورة معبرين عن غضبهم الشديد من الأحكام، وقال البعض أن دماء من سقطوا ذهبت هباء، وأن صدور الأحكام يعني بالنسبة لهم موت أبنائهم فعليا اليوم، مطالبين بقيام ثورة جديدة، وفي محيط أكاديمية الشرطة شرقي القاهرة، حيث عقدت جلسة اليوم برئاسة القاضي محمود الرشيدي، أغمي على عدد من أفراد عائلات شهداء الثورة. وفي حين كان أنصار مبارك يبتهجون بالأحكام، عبر متحدثون ومحامون نيابة عن عائلات الشهداء عن صدمتهم إثر صدور أحكام البراءة، واعتبر بعضهم تلك الأحكام محاولة لمحو الثورة. أمريكا تدين أعمال العنف التي عرفتها مظاهرات يوم الجمعة أدانت وزارة الخارجية الأمريكية بقوة أعمال العنف التي شهدتها مصر، يوم أول أمس الجمعة، وذلك إثر مقتل خمسة واعتقال أكثر من مائتين في مظاهرات دعت إليها الجبهة السلفية، وقامت الخارجية الأمريكية في بيان مكتوب بتعزية أسر من لقوا مصرعهم، مضيفة أن العنف لم ولن يعمل على بناء الاستقرار أو النمو الاقتصادي على المدى البعيد في مصر، لاسيما بعد مقتل خمسة محتجين وإصابة العشرات برصاص الأمن، في يوم جمعة خرجت فيه مظاهرات في عدد من المحافظات المصرية استجابة لدعوة الجبهة السلفية تحت شعار ”انتفاضة الشباب المسلم”، وأعلنت فيها وزارة الداخلية عن اعتقال أكثر من مائتي شخص، وقد سقط الضحايا عندما أطلقت قوات الشرطة الرصاص لتفريق المتظاهرين في منطقة المطرية، وصادرت القوى الأمنية كاميرات صحفيين كانوا في الموقع. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية اعتقال أكثر من مائتي شخص، وقالت إنها أحبطت مخططات لقطع الطرق وتعطيل الحركة المرورية، كما أبطلت مفعول عشر عبوات متفجرة، وحمّل عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، مصطفى البدري، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومعاونيه مسؤولية مقتل المتظاهرين، معتبرا أن الثورة تحقق مكسبا آخر وتتحرك بشعار الهوية وترفع المصاحف، وهو منحى سيحرك الكثير من أبناء الشعب المصري، وكان البدري قد قال في تصريحات سابقة إن ممارسات من سماهم الانقلابيين المتمثلة في القمع والقتل الممنهج تدفع بعض الناس إلى الانتصار لأنفسهم ومحاولة استعادة حقوقهم. وفي تلك الأثناء نظم أنصار السلطات المصرية الحالية مظاهرات، مساء الجمعة، بمحافظات مصرية عدة للتنديد بما وصفوها بأنها دعوات لتظاهر ”غير سلمي”، وخرج أنصار السلطات الحالية في ميدان التحرير رافعين صورا للسيسي وأعلام مصر ولافتات تندد ب”الإرهاب” وأخرى تطالب بإعدام قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كما رددوا هتافات مؤيدة للجيش والشرطة.