شكل موضوع الوطن، محور النصوص النثرية والقصائد الشعرية التي تداول الشعراء الشباب من الجزائر على إلقائها ضمن تظاهرة ملتقى الشارقة للشعراء الشباب، الذي جرت أشغال دورته الخامسة بالجزائر، على مدار اليومين الماضيين، وعرفت حضور العديد من الأسماء الأدبية الشابة التي تغنت للحب، والوطن في الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية. وجاء تنظيم الطبعة الخامسة من هذه التظاهرة التي ترعاها دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة بالإمارات العربية، تحت إشراف وزارة الثقافة الجزائرية، وبالتنسيق بين الديوان الوطني للثقافة والإعلام والمجلس الأعلى للغة العربية، خصيصا هذه المرّة للاحتفاء بالتجربة الشعرية، للشعراء الجزائريين الذين تداولوا على الركح وألقوا قصائد عبرت عن الحب والحنين وهوى الوطن ومواضيع اجتماعية مختلفة. وعرف اليوم الأول من هذا الملتقى تداول العديد من الشعراء المدعوين على منصة قاعة ”الموڤار” بالعاصمة، حيث استهله طارق ثابت من باتنة بقصيدته ”يا راحلين مع الضياء”، قبل أن يخلفه يوسف بعلوج من عين الدفلى وقصيدته ”خلف الباب الموصد”، ومن بعده طارق خلف الله من بسكرة الذي أمتع الحضور ب”كم كان يلزم من دمي” و”قبلة” و”وصية”، كما تميز أيضا في هذه الأصبوحة الشعرية مصعب تقي الدين من قسنطينة الذي ألقى ”صباح الخير يا وطني” وأيضا ”صدفة مطر” التي نالت استحسان الحضور، بالإضافة لبغداد سايح من تلمسان الذي امتطى صهوة الشعر مقدما ”على جدار المعاني”. هذا وتغنى كل من الشاعر رشدي رضوان والشاعر نصر الدين حديد، بالوطن من خلال نصوص شعرية تجاوب معها الحضور بكثرة يتقدمهم العديد من الوجوه الأدبية والثقافية على غرار الروائية والوزيرة السابقة زهور ونيسي والشاعر ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية عزالدين ميهوبي، بالإضافة لرئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبد الله بن محمد العويس، أما بالنسبة للصوت النسوي فقد كان له نصيب من المشاركة، في هذه الطبعة، حيث تداول على ركح قاعة الموڤار، كل من فتيحة معمري من غرداية التي ألقت عددا من قصائدها الصوفية على غرار ”رقصة الكون” و”نفحات حلاجية” وهو ما أعطى لمسة نسوية للقاء في ظل غياب أغلب نظيراتها المدعوات. وشهد ختام الجلسات الشعرية، هذه التي نشطها الشاعر والإعلامي ابراهيم، توزيع هدايا رمزية على الشعراء الذين أعرب بعضهم عن سعادتهم ”الكبيرة” بالمشاركة في هذا الملتقى، على غرار فتيحة معمري التي اعتبرت أنه ”مناسبة مهمة لتسليط الضوء على الشعراء الشباب وخصوصا أولئك القادمين من ولايات الجنوب”.