أجمع المشاركون في الملتقى المنظم أول أمس بجامعة أم البواقي حول ”العنف الرياضي في الملاعب الجزائرية” أن المسؤولية جماعية بين عدة فاعلين وأن المناصر الذي عادة ما يحملونه المسؤولية وحده ما هو في الحقيقة إلا الحلقة الأخيرة في السلسلة. وأبرز المتخلون في هذا الملتقى المنظم من قبل قسم العلوم الاجتماعية بكلية العلوم الإنسانية بجامعة أم البواقي أن عدة أطراف وراء انتشار الظاهرة وأن الجميع بدءا بالأسرة والمدرسة ومرورا بالقائمين على كرة القدم من ورؤساء النوادي والمدربين واللاعبين والحكام وصولا إلى رجال الأمن، والإعلاميين يتحملون مسؤولية ما يحدث من أعمال عنف في الملاعب، وهو ما يستدعي وضع إستراتيجية فعالة للتخفيف من هذه الظاهرة خاصة وأن العنف بلغ حده بتسجيل قتلى سواء في صفوف المناصرين أنفسهم أو حتى لاعبين كما حدث منذ أشهر مع لاعب شبيبة القبائل الكاميروني إيبوسي إضافة إلى جرحى يعدون بالمئات. وعرف هذا الملتقى مشاركة العديد من الدكاترة والأساتذة المختصين إلى جانب مسؤولي أمن وصحفيين ولاعبين ومحامين. ووضعت الأستاذة الزهرة فارس وزميلتها روفية سعدي ظاهرة العنف تحت المجهر في حين قدمت الأستاذة زكية العمراوي مدخل مفاهيمي لظاهرة العنف في الملاعب، وبينت الدكتورة نورة قنيفة العنف الرياضي الوجه الآخر للعنف الاجتماعي وحاضرت الأستاذة حفيظي ليليا مسؤولة اليوم الدراسي حول: ”الأبعاد السوسيو - ثقافية لظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية”. ومن جهته عرض محافظ الشرطة مسؤول خلية الإعلام بمديرة الأمن الوطني بأم البواقي السيد سليم بلحاج أرقاما مفصلة عن الظاهرة، مقدما بالأرقام عدد القتلى خلال الثلاث سنوات الأخيرة الذي بلغ 5 أشخاص والجرحى الذين تجاوز عددهم الألف أغلبهم من رجال الشرطة. وكان الإعلام ممثلا بمسؤول مكتب قسنطينة الجهوي ل”الفجر” وصحفية بإذاعة أم البواقي. وحاضر الأستاذ يزيد سلطان حول ”محاربة ظاهرة العنف من منظور إعلامي” حيث أكد أن ظاهرة العنف في الملاعب ظاهرة عالمية ولا تقتصر على ملاعبنا فقط، كما أنها في الجزائر ليست وليدة اللاعب الكاميروني إيبوسي، مبرزا أن الظاهرة لا حدود لها وربما حدتها أكبر في بلدان أخرى خاصة المتواجدة منها في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ولم يستبعد مسؤولية الإعلام أيضا في تفشي الظاهرة داعيا الصحفيين أن يراعوا الجانب المهني الاحترافي في الصحافة وأن لا ينساقوا وراء السبق ونشر أخبار قد تهيج أكثر الأنصار، والابتعاد عن الإثارة بالاعتماد على الموضوعية في الطرح والمصداقية في نقل الخبر وأبرزت الأستاذة نوال بومشطة دور الإعلام الرياضي في الحد من العنف في الملاعب، مشيدة بما تقدمه الإذاعة الوطنية من خلال حملة سنة لمحاربة الظاهرة.