يعاني سكان البدو والرحل بمناطق الشريط الحدودي بولاية الوادي ،من مشاكل وصعوبات عدة تتمثل أساسا ،في نقص المواد الغذائية والطبية والبيطرية والخيام والأغطية بأنواعها والملابس وانعدام التغطية الهاتفية بجميع شبكاتها وفقدان المسالك والطرقات المؤدية إلى كبريات المعالم البدوية ،وتعرضهم لمجاعات وأزمات على كل الأصعدة ،وتردي أوضاعهم الحياتية، فضلا عن حرمان أبناءهم من حق التمدرس وعدم تحصلهم عن وثائق إثبات الهوية كبطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر،جراء بعدهم الكبير عن المناطق الحضرية من عيادات وأسواق ومراكز إدارية. وتمثل معاناة المرأة الحجم الأكبر من هذا المشهد الأسود من خلال ما تتلقاه من صعوبات جما عند الإنجاب، أين تضع مولودها في الزّريبة المصنوعة من أشجار الحلفاء أو الخيمة المنسوجة من أكياس الأعلاف والنخالة وفقا لروايات عائلات عرش أولاد هنية الذين التقيناهم بمناطق أميه حمد والنوايل وملح الحوامد وغيرها من المناطق البدوية بالشريط الحدودي ببلدية دوار الماء. وفي حال وقوع عسر في الولادة يضطر أهل المرأة إلى نقلها عبر الجمال مسيرة أربعة أيام وسط الكثبان الرملية الوعرة وتضاريسها ذات المنخفضات والمرتفعات المتعددة إلى قرية الغنامي التي تعتبر أقرب نقطة عمرانية وعندها يؤجرون لها سيارة تنقلها إلى العيادة المتعددة الخدمات بالطالب العربي على مسافة 80 كلم. وفي حين تمثل تربية المواشي النشاط الاقتصادي الوحيد حيث أثر انعدام الطب البيطري وقلة الآبار الرعوية عن مصدر رزقهم وصعوبة نقل الأعلاف حيث أكد العديد من الرعاة على أنهم يضطرون إلى تأجير شاحنات تنقل لهم الأعلاف إلى مناطق إقامتهم بمبالغ خيالية تصل في بعض الأحيان إلى خمسة ملايين سنتيم أو أكثر تماشيا مع صعوبة المهمة. وتعاظمت معاناتهم هذه، بعد انقطاع وصول الفرق الطبية والاغاثية لهم، الشيء الذي دفع بالعديد منهم إلى التوجه نحو الجمهورية التونسية ،من أجل التطبيب والتزود بالمواد الغذائية والطبية من أجل الحفاظ على البقاء. وضع مقلق، أثار تساؤلات عدة، في الرأي العام بولاية الوادي، خاصة بعد قيام عديد الجمعيات الخيرية، بتسيير قوافل مساعدات لهؤلاء المنكوبين في وطنهم والذي يشبه وضعهم حال اللاجئين، أين حكوا قصصا وروايات حزينة، عن حياة البؤس والحرمان التي يقاسيها هؤلاء من انحطاط للمستوى المعيشي وتقهقر شامل مس صميم حياتهم. لذا تناشد فعاليات المجتمع المدني بولاية الوادي ،ضرورة مراعاة الجهات الرسمية، لحالة سكان البدو والرحل بالطالب العربي الحدودية، من خلال تسير قوافل اغاثية وطبية وبيطرية وتفقدهم وقت الكوارث الطبيعية، كقسوة البرد وشدة الحر، وحفر آبار رعوية بجانب مناطق إقامتهم، وتسهيل نقل الأعلاف لمواشيهم، وتنظيم وتأمين رحلات سيرهم، من والى الأماكن الحضرية ومساعدتهم في تسوية ملفاتهم الشخصية ،وإدخالهم في صلب اهتمامات عمل المجالس البلدية والبرامج الحكومية.