اعترف كل من مخرجا فيلمي ”الأخوات كويسبي” و”برادوك أمريكا”، في النقاش المفتوح الذي نشطاه، أول أمس، بقاعة الموڤار، على هامش عرض فيلميهما المشاركين في المسابقة الرسمية لمهرجان الجزائر الدولي الخامس للسينما، الذي سيختتم أشغاله سهرة اليوم، بوجود صعوبات في الاشتغال على الذاكرة والتاريخ أثناء تصوير أحداث أعمالهم، حيث كشف هؤلاء بأنهم تعرضوا للكثير من الصعوبات. نشط سيباستيان سيبولفيدا، مخرج الفيلم الروائي الطويل الموسوم ”الأخوات كويسبي” من الشيلي، وغابرييلا كيسلر مخرجة الفيلم الوثائقي ”رادوك أمريكا”، رفقة جان لويك بورترون، ندوة تحدثا فيها عن أبعاد وخلفيات خيار الإشكالية وإبراز الالتزام من خلال عمليهما. وبخصوص فيلمها الوثائقي ”برادوك أمريكا” الذي أنجزته رفقة المخرج الفرنسي جان لويك بورترون، قالت غابربيلا كيسلر أن ”الهدف من الفيلم هو تناول حكاية وتاريخ ذاكرة مكان مهجور من سكانه، وأردت إسماع أصوات العمال بكل ما يحمله المكان من معنى وألم وحنين وتناقضات”. وأضافت: ”نحن حملنا عبر الكاميرا أصوات عمال مدينة برادوك الأمريكية وسكانها، رغم أن عددهم أصبح قليلا إلا أنهم يحملون ذاكرة المكان بحنين ويروون تاريخ المدينة الصناعية”. وأضافت المخرجة أمريكية الأصل غابربيلا كيسلر أن ”الفيلم يتميز بالصرامة في الوصف ويروي فصول من الظروف الصعبة المأساوية التي كان يشتغل فيها العمال، وخاصة السود وما تبعه بعد غلق المصانع والمناجم، ما أدى إلى البطالة وهجرة العمال نحو مدن أخرى بحثا عن لقمة عيش كريمة وظروف أحسن للعيش”. ورغم المعاناة، يعكس الفيلم الكرامة الإنسانية من خلال الشهادات المفعمة بالذكريات والالتزام بالمكان الذي كان قطبا للنهضة الاقتصادية الأمريكية. وأضافت المخرجة وغابرييلا كيسلر: ”هو فيلم للكرامة والأنفة الإنسانية، ومن خلال الوثائقي أردنا تقديم صورة إنسانية وأخلاقية حول مدينة برادوك المدينة التي تلفظ سكانها خارجها، وفيلم عن العالم المفقود”. من جهته، تناول سيباستيان سيبولفيدا، مخرج الفيلم الروائي الطويل الموسوم ب”الأخوات كويسبي”، من الشيلي، الأبعاد القيمية والفنية للفيلم الذي اعتبره نشيدا للذاكرة الجماعية ومحنة الارتباط بالثقافة المحلية والتقاليد. وعن خيار موضوع الأخوات الثلاث كويسبي، قال المخرج الشيلي: ”قصة الأخوات الثلاث دفعتني لتتبع خيط المغامرة والحنين لهؤلاء النسوة المتمسكات بعالمهن وتقاليدهن وزحف الحداثة نحو قريتهن، ما دفعهن لخيار الانتحار الجماعي في نهاية المطاف، وحمل الانتحار رسالة للعالم كفعل مقدس في ثقافتهن المحلية لتحقيق التوازن النفسي والهروب من القدر. والمهم حسب المخرج هو أن فعل الانتحار تحقق من أجل الوحدة وهي قمة الوفاء بين الأخوات اللواتي رفضن الانصياع للحضارة المادية الجديدة والديكتاتورية. واعترف بتناوله لأسئلة وجودية بعد أن كان قدر النسوة الثلاث فقدان كل شيء وعالمهن ومخيالهن وهويتهن، لينتهي بانتحار مقدس.