أكد أمس الأستاذ الجامعي، عضو تنسيقية الانتقال الديمقراطي، ناصر جابي، أن السلطة الراهنة ”لا تملك ثقافة التفاوض والحوار والتنازل في الوقت المناسب”، وهو ما نقله لقيادة الأفافاس التي اجتمعت به لمعرفة رأيه حول ندوة الإجماع الوطني. وقال جابي إن اللقاء انطلق بتقديم قيادة الأفافاس ممثلة في محمد نبو السكرتير الأول وعضو القيادة الدكتور حاليت لمشروع ندوة الوفاق الوطني وما أنجز من اتصالات حول الموضوع لغاية اليوم. والتقبل الذي أبداه، حسب قيادة الأفافاس، جل الأحزاب والنقابات التي تم الاتصال بها. وتابع بأن التقديم تم التركيز فيه على الأسباب التي دعت قيادة الأفافاس إلى تقديم هذا الاقتراح المنبثق في الأصل من المؤتمر الخامس الذي تم تنظيمه في السنة الماضية. وتابع جابي بأنه قبل دعوة قيادة جبهة القوى الاشتراكية بصفته الشخصية كأستاذ وباحث لم يكن في مقدوره أن يرفض أخلاقيا وسياسيا المشاركة في مثل هذا اللقاء للحوار والتشاور مع جزائريين آخرين، خاصة عندما يتعلق الأمر بحزب مثل الأفافاس، رغم تشديده على ”التزامه بموقف تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي يعد عضوا في هيئتها للتشاور”. ونقل الأستاذ الجامعي مخاوفه لقيادة الأفافاس ”من عدم قدرة النظام السياسي الحالي على المبادرة بالتغيير أو المشاركة فيه إن تمت دعوته له كما تفعل قيادة جبهة القوى”. إذ أن النظام السياسي الجزائري ”لا يملك مركزا أو مراكز قرار مهمة مقتنعة بضرورة الإصلاح حتى بعد التدهور في الحالة السياسية والاجتماعية التي نعيشها منذ سنوات... نظام لا يملك ثقافة التفاوض والحوار والتنازل في الوقت المناسب”، وفق تعبيره. وأشار إلى تضييع النظام فرصة كبيرة للتغيير السلمي كانت ولازالت الجزائر تملك بعض شروطها الأساسية... قام بها النظام بمنطق ”الحيلة” الذي يعتمده بتضييعها على البلاد وعلى نفسه. وبين جابي أن الوضع المالي الجيد للجزائر على سبيل المثال ”بدل أن يكون ضامنا لعملية انتقال سلس، حوله النظام إلى رشوة اجتماعية... يطلب فيها من الجزائريين... التنازل عن مواطنتهم، مقابل وعد بشقة في برنامج عدل، قد لا تأتي قبل عشر سنوات أو أكثر”… ونفس الشيء بالنسبة لشروط أخرى دولية ووطنية ب”حيلة” تعتمد على التسويف والمراوغة لتنتج الشلل السياسي في نهاية الأمر وعدم القدرة على الحركة في وقت يكثر فيه الحراك الاجتماعي والسياسي وطنيا وإقليميا. وتفكر قيادة الأفافاس في تنظيم اللقاء الأول لهذه الندوة في شهر فيفري القادم، بعد القيام بحوصلة للنشاط الذي تم حتى الآن في إطار هذه المبادرة.