الأفافاس لا يعمل لصالح أي طرف ولا ينافس أي جهة قال السكريتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو، أمس الثلاثاء، بأن حزبه لا يعمل لصالح طرف معين ولا ينافس أي جهة، بل هو يعمل لمصلحة البلاد والشعب، وأن المبادرة التي أطلقها بدأت تحقق نتائجها، بفضل ظهور أولى بوادر التوافق. وقال نبو في تصريح خصّ به أمس «النصر»، بأن المشاورات التي أطلقها حزبه في سبيل الوصول إلى ندوة للإجماع الوطني ما تزال متواصلة، من خلال البرنامج المكثف الذي يعمل على تنفيذه، إذ من المزمع أن يلتقي صبيحة اليوم وفدا عن الاتحاد الأوروبي، لشرح وجهة نظره فيما يخص الوضع العام للبلاد، موضحا في رده على انتقادات التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي التي أعلنت عقب اجتماع مغلق عقدته مساء أول أمس، رفضها القاطع لمبادرة الأفافاس، بأن أبواب الحوار ما تزال مفتوحة أمام الجميع، وهي لن تغلق أبدا. وعلّق نبو، على تشكيك أحزاب المعارضة في أهداف المبادرة التي يقودها حزبه، بأنهم في الأفافاس لا يعملون لصالح أي طرف كان، بل لفائدة البلاد والشعب، بدليل البرنامج الوطني الذي يسهر إطارات الأفافاس على تجسيده ميدانيا، لشرح حقيقة المسعى، معتقدا بأن التوافق بدأ يحقق وأن بوادره الأولى ظهرت، رغم التباين في بعض المواقف والآراء، بدليل أن أطرافا عدة طالبت بالجلوس إلى طاولة الحوار مع تشكيلته، بغرض فهم مغزى هذا المسعى. وتحاشى السكريتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية الدخول في جدل مع أحزاب هيئة التشاور والمتابعة التي تضم حوالي 30 تشكيلة سياسية، ممثلة في أعضاء التنسيقية من أجل الحريات، وكذا قيادات القطب الديمقراطي الذي يقوده رئيس الحكومة سابقا علي بن فليس، والتي تصر بدورها على عدم التعاطي مع مبادرة الأفافاس بدعوى أنها مضيعة للوقت وهدفها تقديم خدمة للسلطة، مكتفيا بالقول» نحن لسنا منافسين لأي طرف، ولا نلهث للحصول على كنز أو جاه، بل نعمل لفائدة البلاد، ونتمنى أن يفهم الجميع ذلك»، معلقا على اتهامه بمحاولة السطو على المبادرة التي أطلقتها التنسيقية من أجل الحريات، بالقول» لا يوجد أي أحد قام بمبادرات مثل الأفافاس منذ 50 سنة»، مفسرا اعتماد مبادرة الإجماع الوطني على الورقة البيضاء دون تضمينها خارطة طريق محددة، بأن الغرض الأساسي من ذلك هو أن يتقبل كل واحد الحديث مع الآخر، وأن يساهم الجميع في ملء الورقة، ملمحا إلى أن جبهة القوى الاشتراكية تحمل مشروعها الخاص بها، لكنها ترفض الإفصاح عنه حاليا، حتى لا يفهم بأنها تفرض على الآخرين شروطها، مثلما تعارض أن تفرض عليها شروطٌ مسبقة، مضيفا «إننا نريد القيام بدور المسهل، ونحن لدينا مشروعنا، وسنقدم مقترحات الأفافاس في الوقت المناسب»، معتقدا بأن الإقدام على هذه الخطوة سابق لأوانه. في المقابل، قررت التنسيقية من أجل الحريات المجتمعة أول أمس، قطع المشاورات مع الأفافاس، واتفق أعضاؤها في لقاء مغلق احتضنه مقر حركة حمس، على عدم التعاطي مع دعوات جبهة القوى الاشتراكية للتحاور حول المبادرة الخاصة بها، بحجة أن الغرض منها إطالة عمر الأزمة السياسية للبلاد من خلال تبني أسلوب التسويف، على حد تعبير عمار خبابة ممثل جبهة العدالة والتنمية، الذي تحدث في اتصال معه، عن استحالة الانخراط في مبادرتين معا، و قال بأن هيئة التشاور التي التقت قياداتها أمس، اتفقت هي الأخرى على عدم التواصل مع الأفافاس، مع تجنب الانخراط في أي مسعى لا يتسم بالجدية، معلنا عن وضع برنامج مكثف يعتمد على الخرجات الميدانية والتجمعات لشرح مبادرة المعارضة، سيتم الشروع في تنفيذه في غضون الأسابيع المقبلة، بغرض مجابهة تحركات الأفافاس الذي أطلق هو الآخر برنامجا لا يقل كثافة، يعتمد على التحرك الميداني والعمل الجواري لتعبئة عامة المواطنين وشرح مغزى المبادرة التي يقودها.