كشف المختص في علم الفلك والزلازل، لوط بوناطير، بخصوص النشاط الزلزالي الحالي بالجزائر، أن الهزة الأرضية التي ضربت، أمس، بنواحي حمام ملوان على الساعة التاسعة صباحا بدرجة 5 على سلم ريشتر، والهزة التي سبقتها ب3.8 درجة بضواحي الدويرة على الساعة السادسة والنصف صباحا، تعتبران هزتين تابعتين للنشاط الموسمي المرتقب والمعلن عنه منذ أيام من قبل وسائل الإعلام المختلفة، والمتزامن مع دورة 11 سنة لنشاط الشمس النووي، وكذا اقتران الشمس بالقمر لشهر ربيع الأول 1436 الذي حدث على الساعة الثانية و36 دقيقة من صباح أمس. وفي السياق، قال بوناطيرو: ”سبق وأعلنا منذ 2003 أن سنة 2014 سوف يعود فيها النشاط العالمي والمحلي إلى التفعيل”، مشيرا إلى أن نظريته المبتكرة حول الكوارث الطبيعية تتجسد ميدانيا، ونظرا للتباين الحراري بين فصل الصيف الذي كان ساخنا وفصل الشتاء الذي صار ممطرا أو مثلجا ينبئ بتواصل هذا النشاط، حيث يصنف هذا الأخير في قلب المحيط المتيجي للعاصمة ضمن الزلازل الناتجة عن الضغط في المياه الجوفية للوديان الباطنية للأرض، عندما تلتقي بنظيرتها المياه الممطرة الباردة التي سقطت مؤخرا. والجدير بالذكر أن هذا النوع من الزلازل لا علاقة له بمناطق التقاء الصفائح القارية التي قد تلعب دور المساعد لذلك. من جهتها، أكدت مصالح الحماية المدنية، في بيان لها، أنه على الهزة الأرضية التي سجلت يوم أمس، على الساعة التاسعة صباحا، بلغت شدتها 4.9 درجات على سلم ريشتر، وحدد موقعها بمنطقة الشبلي. وفي هذا الإطار، قامت مصالح الحماية المدنية على مستوى كل من ولايات البليدة، الجزائر، تيبازة، بومرداس والمدية بعدة عمليات تعرف من دون تسجيل خسائر بشرية ومادية، ماعدا حالات فزع وهلع، حيث قدمت مصالح الحماية نصائح وإرشادات وقائية وكذا طمأنة المواطنين. هزة أرضية ارتدادية بقوة 4.7 درجات على سلم ريشتر بالشبلي أفاد بيان لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بتسجيل هزة أرضية ارتدادية بقوة 4.7 درجات على مقياس ريشتر بالشبلي بولاية البليدة على الساعة التاسعة و59 دقيقة بالتوقيت المحلي، وحدد مركز الهزة على بعد 3 كلم جنوبي الشبلي، في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة يوم الجمعة الفارط وقوع هزة أرضية بلغت شدتها 4.7 على سلم ريشتر، وحدد مركزها بضاحية الشبلي بولاية البليدة، تلتها عدة هزات ارتدادية كان آخرها الأحد المنصرم بحمام ملوان بقوة 3.5 درجات. وفي هذا الإطار، أكد الباحث بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، محمد حمداش، ”أنه عند تسجيل زلزال معتدل يمكن لهذا الأخير أن يثير في بعض الأحيان نشاط هزات ارتدادية بقوة أقل من الهزة الرئيسية”، مضيفا أن عدد هذه الهزات الارتدادية قد يستمر مع الوقت إلى حين استعادة المنطقة لتوازن الصفائح التكتونية، موضحا أن الهزات الارتدادية ينجم عنها تحرر كمية من الطاقة المخزنة التي ستنفذ مع مرور الوقت لتعود المنطقة إلى طبيعتها. أضرار بليغة بالبنايات وقطع الطريق المؤدي لحمام ملوان تسببت الهزة الأرضية التي ضربت صباح أمس، منطقة الشبلي شرقي ولاية البليدة، في أضرار جسيمة بالبنايات، سيما على مستوى منطقتي الشبلي وحمام ملوان، إلى جانب قطع الطريق المؤدي إلى هذه الأخيرة. وصرح رئيس بلدية حمام ملوان، عنيش ابراهيم، ل”وأج”، أنه تم تسجيل عدة إصابات وحالات من الإغماء وسط السكان الذين تعرضت بناياتهم للعديد من التصدعات والتشققات، جراء الزلزال الذي ضرب اليوم المنطقة، لافتا إلى أنه سجل كذلك قطع الطريق المؤدي إلى حمام ملوان في المنطقة المسماة المقرونات. وقد سجلت في حدود الساعة التاسعة صباحا من نهار أمس، هزة أرضية بلغت شدتها 4.9 على سلم ريشتر، حدد مركزها بثلاثة كيلومترات جنوبي مدينة الشبلي. وتبعت هذه الهزة بعدة هزات إاتدادية، ولم تتسبب الهزة الأرضية حسب بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلية في وقوع أية ضحية بشرية. وأشار رئيس بلدية حمام ملوان إلى أنه يجري حاليا تقديم المساعدات اللازمة للمواطنين والتحكم في الوضعية التي وصفها ب”المتأزمة”، قائلا: ”إن العديد من المواطنين سيما منهم القاطنون بالسكنات الهشة كحي المحتشد، يتواجدون حاليا مع عائلاتهم خارج منازلهم خوفا من الهزات الارتدادية التي تصاحب الهزة الأرضية، كما سجلت ذات الوضعية بمنطقة الشبلي، حيث استقبلت مصلحة الاستعجالات عدة حالات لإغماءات وكسور جراء الهزة منهم كبار السن”.
وأوضحت مصالح الحماية المدنية أن كافة وحداتها مجندة بالميدان حيث تجري عملية تعرف على مستوى كافة مناطق الولاية، مجهزين في ذلك بسيارات إسعاف وأطباء لتقديم الإسعافات الضرورية للمواطنين، مشيرة إلى أنه لم يتم بعد تحديد الخسائر التي ألحقها الزلزال.