تل 46 شخصا على الأقل، أول أمس الخميس، في اشتباكات بين جنود ومتشددين في سرت وبنغازي، إضافة إلى غارة غربي طرابلس، في حين أعلنت مصادر عسكرية مقتل 24 شخصا من بينهم 23 جنديا في سرت والسدرة، إثر هجمات لميليشيات ”فجر ليبيا” التي تسببت باحتراق أول خزانات النفط الخام في مرفأ السدرة. كشف مصدر عسكري أن 19 جنديا قتلوا خلال هجمات لميليشيات فجر ليبيا على سرت وما يعرف بمنطقة الهلال النفطي شرقي البلاد، فيما أصيب خزان نفطي في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة صاروخية تسببت باشتعال النيران به. وأضاف المصدر العسكري أن ”4 جنود آخرين قتلوا بعد اشتباكات دارت مع ميليشيات فجر ليبيا بسبب هذا الهجوم المباغت”، فيما قتل أحد أفراد هذه الميليشيات كرد فعل على الحادث، بحسب مسؤول محلي.، وفي بنغازي، قامت جماعات متشددة وتحديدا في منطقة الليثي معقل الجماعات المتشددة وسط مدينة بنغازي بإحراق نحو 45 بيتا في 24 ساعة، فيما قتلت أكثر من 20 شخصا في أعمال انتقامية واشتباكات جرت خلال 3 أيام، بحسب مسؤولين عسكريين. وذكرت مصادر مطلعة أن عناصر ”تنظيم الدولة” عرضت صورا للأعمال الانتقامية التي جرت في المنطقة، في أول ظهور لداعش في بنغازي، فيما لم يتسن لنا التحقق من ذلك، في الأثناء، صدت وحدات الجيش المرابطة في ”الهلال النفطي” هجوما عنيفا لميليشيات فجر ليبيا شنته على المنطقة من عدة محاو، من بينها البحر والصحراء. وقال علي الحاسي، المتحدث باسم غرفة عمليات الجيش في الهلال النفطي، إن ”قوات الجيش صدت هجوما على المنطقة حاولت من خلاله ميليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدرة النفطي. وأوضح أن ”قوات المشاة المؤلف معظمها من حرس المنشآت النفطية، صدت الهجوم بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما أجبر سلاح الجو من خلال غارات مكثفة القوات المهاجمة على الانسحاب غربا باتجاه سرت، وأعطبت 3 زوارق بحرية هاجمت بها المرفأ من المياه المقابلة له”. وفي الوقت ذاته، أعلن عمر السنكي، وزير الداخلية في حكومة عبدالله الثني، أن ”وزارته ستباشر مهامها مطلع الأسبوع من مدينة بنغازي”، لتكون أول وزارة تعمل في هذه المدينة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011. ومن جهته، طالب رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، محمد صوان، المجتمع الدولي بموقف واضح من دعم الدول الإقليمية لبعض أطراف الصراع في ليبيا. وقال صوان أن أي محاولة للخروج من الأزمة الحالية يجب أن تقوم على قواعد وأسس العملية السياسية القائمة واحترام المؤسسات الدستورية وما يصدر عنها، ومن ذلك الحكم الأخير الصادر عن الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، وأن يكون للثوار دور رئيسي في بناء المؤسستين العسكرية والأمنية وفي بناء ليبيا الحاضر والمستقبل، وأن يكون التوافق هو السبيل لمعالجة قضايا الوطن بعيدا عن التنافس السياسي.