كشفت مصادر مسؤولة عن رفض مصالح الوظيفة العمومية التأشير على قوائم الناجحين في مسابقة مدير مدرسة ابتدائية ومدير متوسطة، كون أغلب الناجحين من المدمجين الجدد، وهو ما أثار غضب المئات من الأساتذة الذي نجحوا واعتبروا هذا التصرف بالتلاعب مطالبين وزيرة التربية التدخل العاجل لتسوية وضعيتهم محملين مصالحها المسؤولية الكاملة، وهذا فيما لمّح البعض منهم في عدة ولايات اللجوء إلى القضاء لأنهم يملكون كل الحجج والدلائل بأحقيتهم في الترقية لهذا المنصب. أكدت مصادرنا أن مصالح الوظيفة العمومية في عدة ولايات لم توافق على قوائم الناجحين الذي شاركوا في امتحانات الترقية الخاصة ب4 ديسبمبر الجاري، حيث أن الرتبة الأصلية المطلوبة من طرف الوظيف العمومي هي أستاذ تعليم متوسط (طور المتوسط) وأستاذ مدرسة ابتدائية في (الطور الابتدائي) مع العلم أن أغلب الناجحين منحدرين من رتبة أستاذ تعليم أساسي ومعلم مدرسة ابتدائية. وعادت مصادرنا إلى شروط الترقية إلى مدير مدرسة ابتدائية حيث على سبيل المثال تشترط أقدمية 5 سنوات كأستاذ رئيسي حسب المادة 140 مكرر 4 من المرسوم التنفيذي 240-12، وبهذا بالرغم أن المادة 31 مكرر من ذات المرسوم التي تجمع انتقاليا ولمدة 5 سنوات من تاريخ نشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية بين الرتبة الأصلية ورتبة الإدماج في تقدير الأقدمية المطلوبة للترقية في رتبة ما أو التعيين في منصب عال. والغريب في الأمر ”أن جميع هؤلاء الأساتذة تم إدماجهم بموجب المرسوم التنفيذي 240-12-المعدل والمتمم للمرسوم 315-08. والمادة 31 مكرر موجودة في ذات المرسوم، -تضيف مصادرنا- التي أضافت ”والأغرب من هذا كله كيف لوزارة التربية أن تسمح لهؤلاء الأساتذة بالمشاركة في المسابقة دون المرور على الرقابة البعدية للوظيفة العمومية” . ولتسليط الضوء على هذه القضية اتصلت ”الفجر” بالأستاذ ياسين بن نونة ممثل الأساتذة في نقابة الأنباف، حيث أكد أن هؤلاء الذين ترغب مصالح الوظيفة العمومية في إقصاءهم يملكون مقررات إدماج وليس مقررات ترقية ”حتى نتحدث اليوم عن الأقدمية المطلوبة ومن حق هؤلاء الاستفادة من المادة 31 مكرر التي تجمع بين الرتبة الأصلية ورتبة الإدماج في تقدير الأقدمية لأن عدم احتساب هذه الأخيرة يجعل مواد المرسوم ذاته متضاربة”. وأكد المتحدث ”أن حرمان هذه الفئة من حقها الأصيل سيترتب عنه أثار نفسية لدى الأساتذة، متسائلا عن كيفية يكون موقف الأساتذة الذي حضروا طيلة شهر كامل للمسابقة وسددوا أعباءها وعلقت أسماءهم في قوائم الناجحين وفرحوا لأيام ثم يتم تشطيب أسماءهم”. وأكد محدثنا أن نقابة الأنباف قد وجهت مراسلة إلى مدير المستخدمين بوساحية تطالبه بضرورة تسوية هذه الوضعية في أقرب الآجال بصفته المسؤول عن العملية، وأكد ممثل الأساتذة أن حق هؤلاء لن يسقط بالتقادم وأن قضية المقصيين إن تمت فعلا ستكون من مطالب نقابته في الإضراب القادم المرتقب بعد نهاية العطلة الشتوية.