هوت أسعار النفط نحو 60 بالمائة منذ بداية الأزمة العالمية للنفط في جويلية 2014 بفعل زيادة الإنتاج، لاسيما من النفط الصخري في حين تراجع الطلب عن التوقعات في أوروبا وآسيا، وبدلا من خفض الإنتاج لإعادة التوازن إلى السوق يعرض منتجو ”أوبك” خصوما في الأسعار للعملاء في محاولة للدفاع عن حصتهم في السوق. وأكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أنه بإمكان اقتصاد بلاده التغلب على تراجع أسعار النفط، خلافا لبلدان أخرى منتجة، مثل السعودية والكويت اللتين ستعانيان صعوبات تفوق ما تواجهه إيران. وفيما تراجع سعر البرميل إلى أقل من 50 دولارا، تنتقد إيران وغيرها من الدول في منظمة البلدان المنتجة للنفط ”أوبك” مثل فنزويلا، السعودية التي ترفض خفض الإنتاج من أجل رفع الأسعار. وقال روحاني، في كلمة ألقاها في بوشهر على ساحل الخليج، ”فليعرف الذين خططوا لخفض أسعار النفط ضد بعض البلدان أنهم سيندمون على هذه الخطوة”. وأضاف أمام آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في أحد ملاعب كرة القدم في المدينة، أن إيران لن تخضع لضغوط خفض أسعار النفط وستتغلب على هذه المؤامرة. وتابع روحاني ”إذا كانت إيران تعاني جراء هذا التراجع، فإن بلدانا أخرى منتجة كالسعودية والكويت ستعانيان أكثر مما تواجهه إيران”. كما نقلت وكالة تاس للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو لبحث أسعار النفط. ولامست أسعار النفط التي تعد حجر الزاوية للاقتصادين الروسي والفنزويلي أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات. وأبلغ بيسكوف وكالة تاس أن بوتين سيلتقي بمادورو اليوم الخميس لمناقشة التعاون في شتى القطاعات، بما في ذلك الطاقة والبنوك، وقال ”بالطبع فإن الوضع في أسواق النفط العالمية سيكون على مائدة البحث إلى جانب بعض القضايا الأخرى”. وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، أمس الأول، أن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لا تستطيع أن تستمر في حماية أسعار النفط التي انهارت منذ جويلية الماضي، معتبرا أنه يجب الحد من ارتفاع إمدادات النفط الصخري. وتتراجع أسعار النفط بشكل متواصل منذ جويلية، وتزايد الانخفاض مع اتخاذ أوبك قرارا بالإبقاء على مستويات إنتاجها من دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا. وقد تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1بالمائة، أمس، بعد أن لامست أدنى مستوياتها في نحو 6 سنوات خلال الجلسة السابقة مواصلة خسائرها وسط بيع واسع النطاق في السلع الأولية الأخرى. وتعرضت السلع الأولية لضغوط بعد أن خفض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي، معززا بذلك المخاوف من أداء اقتصادي ضعيف في المستقبل، في الوقت الذي تعاني فيه أسواق النفط من تخمة معروض. وتراجع سعر خام برنت تسليم فبراير 49 سنتا إلى 46.10 دولار للبرميل في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط 45.38 دولار بانخفاض 52 سنتا. وهوى النحاس إلى أدنى مستوى في خمس سنوات ونصف وكافح الذهب ليظل فوق أعلى سعر في 12 أسبوعا في معاملات أمس الأربعاء.