ارتفع مزيج برنت الخام إلى 80 دولار للبرميل أمس متعافيا من أقل مستوى في أربعة أعوام الذي سجله الأسبوع الماضي ب 78 دولار، قبل اجتماع مهم لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الأسبوع المقبل. وزادت التكهنات بشأن رد فعل "أوبك" اتجاه تهاوي الأسعار العالمية نحو الثلث منذ جوان الماضي بعد دعوة فنزويلا لتعزيز التعاون فيما بين دول المنظمة وأيضا مع دول من خارجها من بينها روسيا. وأعلنت روسيا أن رئيس شركة روسنفت العملاقة التابعة للدولة سيسافر إلى فيينا في 25 من نوفمبر لحضور مؤتمر بشأن سوق النفط قبل يومين فقط من اجتماع أوبك. ولم تفصح الشركة عن مزيد من التفاصيل، لكن الإعلان المفاجئ أثار تكهنات في أسواق النفط بأن سيتشين الحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي مع أعضاء أوبك لبحث التنسيق مع المنظمة ومحاولة التصدي لانخفاض قدره حوالي 30% في أسعار النفط. وتحاول دول مثل الجزائروفنزويلا وإيران، إيجاد السبل الكفيلة بإقناع الأعضاء بأهمية تحقيق حد أدنى من الانضباط، من خلال عدم تجاوز سقف الإنتاج المقدر ب30 مليون برميل يوميا، رغم التحفظات التي تبديه بلدان منها المملكة العربية السعودية من مثل هذا المسعى، حيث ترغب الرياض في الحفاظ على حصص السوق التي تراجعت، لاسيما مع التطور المسجل في إنتاج بلدان خارج "أوبك" وتطوير النفط الصخري الأمريكي، وتحول الولاياتالمتحدة إلى أكبر منتج للمحروقات. وأعربت الكويت عن تخوفها من تدني الأسعار ما سيؤدي لعجز في ميزانيتها بعدما وصل سعر برميل النفط الكويتي لأدنى من 77 دولارا. ولم يعد انهيار أسعار النفط قضية ظرفية، بل أدرج كمسار هيكلي يمكن أن يمتد لسنة 2015 وإذا كانت الجزائر أنقذت سنتها الحالية، بعد أن سجل سعر البرميل الجزائري مستويات عالية خلال السداسي الأول من السنة، ما ساهم في ضمان معدل سنوي يقدر في حدود 102 دولار، فإن استمرار الوضع على حاله يمكن أن يؤدي إلى مشاكل متعددة خلال سنة 2015، خاصة وأن مستوى العجز المتوقع، يقترب من50 مليار دولار. وفقد سعر سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) خمسة دولارات خلال الأسبوع ليبلغ 90ر73 دولار للبرميل الاثنين حسبما كشفته بيانات نشرتها المنظمة أمس على موقعها الالكتروني. وخسر بذلك سعر سلة "أوبك" 08ر5 دولار خلال الأسبوع إلى 90ر73 دولار الاثنين مقابل 98ر78 دولار أسبوعا من قبل. وفقدت سلة "أوبك" حوالي 33 دولارا من سعرها منذ بداية سلسلة التراجعات في الأسبوع الثالث لجوان الماضي حينما تجاوز 110 دولار للبرميل أي ما يقارب 30%.