بدأت، يوم أمس، بجنيف السويسرية، جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى حول ملف طهران النووي. وعشية المفاوضات، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عرقجي، أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي لبلاده لم تتوصل بعد إلى صيغة مقبولة لدى جميع الأطراف. أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الاتفاق لن يتم إلا عبر الحوار وبتخلي الغرب عن ”ممارسة الضغط”. ومن جهته، أشار نائب وزير الخارجية إلى أن الجولة انطلقت بمفاوضات ثنائية مع الأمريكيين،. وأضاف أن ”العمل هنا صعب وشاق فالخلافات متنوعة وواسعة، وتقريب وجهات النظر يحتاج إلى وقت كثير، فالقضايا مترابطة، لكن الجدية تحكم الحوار وهذا مهم جدا”، حيث رأى أن الاتفاق ”ممكن” إذا تحلت الولاياتالمتحدة بما أسماها ”الإرادة الحسنة”. وقال ”سنواصل المفاوضات الثنائية مع الولاياتالمتحدة، وبعد الظهر مع المسؤولين الروس”، مضيفا أن الطرف الإيراني لديه أمل بالتوصل إلى اتفاق. وفي ذات السياق، حذر ظريف، مساء السبت، من أن اتفاقا حول الملف النووي الإيراني يمكن أن يبرم فقط إذا توقفت الدول الغربية عن ”ممارسة الضغط” على طهران، واعتبر أنه لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والتفاوض، وكان ظريف وعرقجي يتحدثان في اليوم الثالث من مفاوضات مع مسؤولين أمريكيين كبار في جنيف بهدف تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات رسميا، الأحد، بين طهران ومجموعة 5 + 1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا). وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عقد، الأربعاء الماضي، لقاء مطولا مع نظيره الإيراني في جنيف، ثم عقد لقاء جديدا معه، الجمعة، في باريس، كما التقى ظريف نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أشار إلى أن المفاوضات دخلت ”مرحلة حاسمة”، وحض كل الأطراف على ”عدم تجاهل أي شيء للتوصل إلى حل لم نبلغه في السنوات الأخيرة”. وكثفت إيران والقوى العالمية الست الكبرى جهودها للتوصل إلى اتفاق يرونه ضروريا لتقليص مخاطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط، بعد أن فشل المفاوضون للمرة الثانية في الالتزام بمهلة حددوها لأنفسهم للتوصل إلى اتفاق في نوفمبر الماضي.