أوصى مركز الدراسات البريطاني ”كونترول ريسك”، الجزائر برفع دعمها للمواد الطاقية، خصوصا مع تراجع الأسعار العالمية للنفط، مشيرا إلى أن سياسة الدعم تكلفها سنويا أكثر من 11 في المائة من الناتج الداخلي الخام. في هذا الصدد، انتقدت المؤسسة ذاتها، التوجه الذي تمضي فيه الجزائر من خلال تقديم دعم كبير للمحروقات على حساب باقي القطاعات الحيوية. ومن جهتها انخفضت أسعار خام برنت إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل، أمس، بعدما أعلن العراق بلوغ إنتاجه الأربعة ملايين برميل من الخام شهر ديسمبر الماضي، ما تسبب في تدهور التوقعات الاقتصادية العالمية. وقال وزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، أمس الأول، إن العراق أنتج أربعة ملايين برميل يوميا في ديسمبر، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق بفضل زيادة الإنتاج من المرافئ الجنوبية وزيادة الإمدادات من الشمال. وقال عبد المهدي إن العراق يخطط لزيادة كبيرة في الصادرات من كركوك بشمال البلاد ومنطقة كردستان التي سترفع الإنتاج إلى 600 ألف برميل يومياً. وجرى تداول خام برنت قرب 49.40 دولارا للبرميل خلال التعاملات منخفضاً 77 سنتاً. وهبط الخام الأمريكي 74 سنتا إلى 47.95 دولارا للبرميل. وقال هانز فان كليف، الخبير الاقتصادي لدى ”ايه. بي. ان أمرو”: ”لا يزال المعروض أكبر بكثير من الطلب ولن يتغير هذا الموقف في غضون أسابيع فقط”. وفي أوروبا سيكون الحدث الرئيسي خلال الأسبوع هو اجتماع البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، والذي في حكم المؤكد أن يشهد إطلاق برنامج لشراء السندات الحكومية، ما سيؤذن بهبوط أكبر لليورو أمام الدولار بالإضافة إلى ضغوط ستدفع أسعار النفط إلى الهبوط. ومن جهته، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، أمس الأول، أن بلاده لا تخطط للدعوة إلى اجتماع طارئ للمنظمة لبحث الأسعار، مضيفا أن المشاورات مع باقي أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بهدف منع مزيد من تراجع في أسعار النفط لم تثمر حتى الآن. ودعا الوزير إلى زيادة التعاون بين أعضاء ”أوبك” من أجل توازن السوق لضمان سعر معقول للنفط بالنسبة للمستثمرين والمنتجين، حسب الموقع الإلكتروني لوزارته. وقال زنغنه أن ”السعر التعادلي لبرميل النفط بمشروع الميزانية العامة المقبلة اقترح على أساس 72 دولارا”، لكن إيران قادرة على مواجهة أسعار أقل من ذلك، مضيفا أن ”الصناعة النفطية الإيرانية لن تواجه أية مشاكل حتى لو بلغ البرميل 25 دولارا”. وكان وزراء المنظمة قرروا في اجتماعهم، في 27 نوفمبر الماضي، بفيينا، الحفاظ على سقف إنتاجها دون تغيير بالرغم من دعوة بعض الدول الأعضاء وعلى رأسها فنزويلاوالجزائر بشكل صريح إلى خفض الإنتاج للحد من تدهور الأسعار. ورفعت المنظمة، من جهة أخرى، توقعاتها بخصوص نمو الطلب العالمي على النفط بشكل طفيف، حيث تنتظر ”أوبك” نموا يقارب 0.95 مليون برميل يوميا ليبلغ الطلب حوالي 92.03 مليون برميل يوميا. ونزلت أسعار النفط نحو 60 ٪ منذ جوان 2014 مع ارتفاع الإنتاج في أنحاء العالم ليفوق الطلب، في وقت يسجل ضعف في النمو الاقتصادي العالمي.