في الوقت الذي تمضي فيه الجزائر نحو استغلاله مع تجميده مشروع استخراجه على خلفية احتجاجات عين صالح، تتجه الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو التخلي عنه، حيث توقع مصرف نومورا الياباني أن يخسر النفط الصخري حرب الأسعار لصالح حيث بدأت شركات النفط الصخري الأمريكية في خفض الإنتاج. قال مصرف نومورا الياباني إن أسعار النفط بلغت الحد الأدنى، وأن مرحلة جديدة من الصعود سوف تبدأ في نهاية الربع الحالي من العام الجاري، حيث توقع أن يرتفع سعر خام برنت في الربع الثاني من العام إلى 55 دولاراً في المتوسط، ثم يواصل الصعود إلى 80 دولاراً للبرميل في نهاية العام الجاري، وقال البنك إن الطلب الضعيف لم يكن السبب الرئيسي في انهيار النفط، لأن الاستهلاك مرتفع، كما أن الطاقة الإنتاجية الفائضة تقدر بحوالي 3.0 بالمائة فقط مع انتهاء فترة الاستخراج السهل للنفط. وأكد نومورا في تقريرعن النفط كتبه الخبيران غوردون كوان وبوب شين، إن الانهيار الحالي في أسعار النفط مفتعل لإبطاء عجلة تطوير النفط الصخري الأمريكي والنفط الرملي الكندي والخامات المستخرجة من المياه العميقة. وأضاف أن ”حرب الأسعار” الجارية حالياً بين النفط الصخري ودول مجلس التعاون، سيخسر فيها النفط الصخري، لأن كلفة استخراج برميل النفط في منطقة الشرق الأوسط تتراوح بين 15 إلى 40 دولاراً. وأشار إلى أن تواصل أسعار النفط تحت 50 دولاراً سيفقد 50 بالمائة من مشاريع النفط جدواها الاقتصادية. وقال ”إننا نرى مؤشرات على أن السعودية ستكسب حرب الأسعار” ضد النفط الصخري. وأضاف أن من أهم هذه المؤشرات، أن شركات النفط الصخري بدأت في خفض الإنتاج. وقال إن من بين الدلائل الأخرى على أن السعودية ستكسب هذه الحرب، انخفاض عدد الحقول في أمريكا بحوالى 61 حقلاً نفطياً إلى 1421 حقلاً. وذلك حسب إحصاءات شركة بيكر هيووز الأخيرة. وهذا أكبر معدل انخفاض منذ عام 1991. كما قال نومورا إن كلاً من شركة هيلبيرتون وهيركليز، وهما من أكبر شركات الهندسة وحفر آبار النفط، بدأتا في خفض العمالة وخفض الاستثمارات الجديدة. كما لاحظ المصرف الياباني في تقريره، أن معظم شركات النفط الأمريكية بدأت تراجع ميزانياتها لخفض معدل الإنفاق في ميزانية عام 2015. وفي الاتجاه ذاته، قال رئيس الاستثمار في المحافظ الخاصة بمصرف غولدمان ساكس، بريت نيلسون إن ”منتجي النفط الأمريكي بدأوا يستجيبون لانهيار الأسعار، وخفض إنتاجهم بقوة، وإن هذا سيقود تدريجياً إلى ارتفاع الأسعار، ربما بمستويات تتراوح بين 60 إلى 80 دولاراً في النصف الثاني من العام. وجاءت تعليقات نيلسون في عرضه لمنظور مصرف جولدمان ساكس في العام الجاري بمقر المصرف الرئيسي في نيويورك. ويذكر أن النفط الرملي الثقيل الكندي انخفضت أسعاره تحت 40 دولاراً في الأسبوع الماضي. في مقابل ذلك، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس أن سعر سلة خاماتها ال12 ارتفع يوم الاثنين الماضي بواقع 47 سنتا ليستقر عند 43.87 دولار للبرميل مقابل 43.40 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي. وذكرت نشرة وكالة أنباء (أوبك) أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 96.29 دولار للبرميل. وفي هذا الإطار، جمدت الحكومة في الوقت الراهن استغلال الغاز الصخري لاسباب مالية وكذا ضغوط داخلية، حيث أكد وزير الطاقة يوسف يوسفي أن الحكومة لا تزال حاليا في مرحلة تقييم ودراسة تقنية واقتصادية لاستغلال الغاز الصخري. وأوضح الوزير في تصريح لإذاعة الجزائر، أمس الأول، أن الحكومة لم تتخذ لحد الآن قرارا نهائيا بشأن استغلال الغاز الصخري، وهي تقوم بتقييم تقني واقتصادي للعملية قبل اتخاذ قرار.