شارفت عمليات إعادة تهيئة أرصفة وسط مدينة عنابة على الانتهاء، حيث غيرت مصالح البلدية الوجه العام لمنظر الأرصفة عبر غالبية الأحياء، غير أن وضعية الأرصفة وأماكن توقف الحافلات بقيت على حالها عبر محطتي كوش نورالدين وسويداني بوجمعة، أين تتجمع كميات هامة من الأمطار مشكلة بركا ضخمة. في هذا السياق طالب أصحاب حافلات نقل المسافرين، بضرورة إدراج محطتي وسط المدينة ضمن أشغال التهيئة نتيجة حالة هاتين المحطتين، اللتين أقل ما يقال على وضعهما أنه مأساوي ورمز صارخ لجميع أنواع التلوث البيئي ناهيك عن بعض وقائع حوادث المرور، التي سبق أن خلفت ضحايا، خصوصا عبر محطة سويداني بوجمعة نتيجة الفوضى العارمة التي تعمها جراء التوقف العشوائي للعديد من الحافلات الناجم أساسا على انعدام تهيئةالأرصفة وأماكن سير الراجلين والحافلات على السواء. وعلى الرغم من إعلان مشروع نقل محطة سويداني بوجمعة إلى محطة كوش نورالدين لتخليص وسط عنابة من التلوث وحل أزمة المرور المتسبب فيها، حافلات النقل من الحجم الصغير والكبير منذ أزيد من سنتين غير أن الوضع يبقى على حاله، بل يزداد تدهورا أكثر فأكثر في ظل شبه انعدام عمل القائمين على إدارة هاتين المحطتين اللتين تستقبلان يوميا آلاف المواطنين من المقبلين على وسط المدينة أو المغادرين لها، ففي الوقت الذي يتم تسخير ملايير الدينارات لتغيير وجه مدينة عنابة، تبقى محطات الحافلات على حالها مشوهة المنظر العمراني العام، بل ومتسببة في أزمة مرورية خانقة إلى جانب تلويث الجو التي ضاق سكان المجمعات السكنية القريبة منها، على غرار مواطني حي الحطاب الذين ناشدوا السلطات نقل محطة سويداني بوجمعة الى محطة كوش نورالدين لوضع حد لتدهور صحة المئات منهم نتيجة مخلفات المركبات وخصوصا القديمة منها في عين المكان. وضمن محاولات إعطاء وجه جديد لمدينة عنابة التي عادت لتفتتح حدائقها العامة التي كانت في السابق ملاذا للمنحرفين والمدمنين، وتزخر بأرصفة جديدة وضعت حدا للحالة المتدهورة التي كانت عليها، يبقى إشكال محطات نقل المسافرين قائما ينتظر قرارا فاصلا من مسؤولي الجماعات المحلية، حتى يكون للتغيير معنى عميق يمكن من إنهاء عديد المعضلات التي ظلت لصيقة بجوهرة الشرق لسنوات.