مديرية النقل تقترح إلغاء إتفاقيات إستغلال محطات النقل الحضري بسبب فوضى التسيير أعدت مصالح مديرية النقل لولاية عنابة تقريرا أسود قدمته إلى مسؤولي المجلس الشعبي البلدي، في محاولة لتوضيح الرؤية بخصوص الوضعية الكارثية التي تعيش على وقعها محطات النقل الحضري والمحطة البرية الولائية، و قد ذهبت المديرية الوصية حتى إلى التقدم بإقتراح يقضي بالتعجيل في إلغاء الإتفاقيات مع المسيرين الحاليين لهذه المحطات،تبعدما أثبتوا عجزهم الكبير على التحكم في الوضع، مع السعي للبحث عن مسيرين جدد. هذه التقارير السوداء كانت على خلفية الوضعية المتدهورة للمحطات البرية، و التي إزدادت سوء إثر تهاطل الأمطار وانسداد البالوعات، الأمر الذي حوّل أرضية محطة سويداني بوجمعة المحاذية لسوق ''الحطاب'' إلى برك مائية كبيرة، و كذلك الشأن بالنسبة لمحطة كوش نورالدين الواقعة بوسط المدينة، و هذا في ظل تأخر إنطلاق مشاريع إعادة التهيئة التي سبق الإعلان عنها، هذا فضلا عن التأخر الكبير المسجل في مشروع بناء محطة جديدة للنقل لماتبين الولايات، و الذي تجري به الأشغال بصفة بطيئة بمنطقة أول ماي بإقليم بلدية البوني.إلى ذلك فقد أبدى مستعملو محطتي سويداني بوجمعة و كوش نورالدين تذمرا كبيرا من الوضعية التي آلت إليها كل محطة، إذ أنه و بصرف النظر عن حالة الإكتظاظ الكبيرة في كل محطة، فإن مشكل إنعدام النظافة جراء تراكم مخلفات زيوت الحافلات في الأروقة المخصصة لتوقفها، و إنتشار الروائح القذرة والنفايات، تبقى في صدارة النقاط التي تضمنها تقرير مصالح مديرية النقل، رغم أنها تتوسط المدينة، على غرار محطة كوش للنقل نحو البلديات. هذا بالإضافة إلى قضية عدم إحترام مقاييس توظيف السائقين والقابضين، الذين لا يحترم الكثير منهم الزبائن ويدخلون معهم في ملاسنات كلامية،كما أن محطة سويداني بوجمعة، و بحكم موقعها المحاذي لسوق الحطاب بوسط المدينة فقد تحوّلت دون سابق إشعار على فضاء تجاري مفتوح، يشهد يوميا فوضى عارمة، كونه المكان المفضل الذي يقصده باعة العصافير و تجار الهواتف النقالة.هذا و قد نجم عن قرار غلق محطة 19 جوان ضغط كبير على بقية الخطوط ونقاط توقف الحافلات، حيث تمت إزالة المحطة والسوق الذي كان بجوارها في سنة 2007، من أجل فسح المجال لإنجاز مركز تجاري ضخم تابع لإحدى المؤسسات الإستثمارية الإماراتية، إلا أن الموقع ظل على حاله منذ أن عاينه فخامة رئيس الجمهورية في آخر زيارة رسمية قادته إلى الولاية، كما تم لإدماج بعض الخطوط الداخلية فيما بينها، كما هو الحال بالنسبة لخطوط حضرية مع خطوط أخرى تنشط نحو البلديات المجاورة، كسيدي عمار مع حي جوانوفيل بموقف الحافلات المعروف ب ''السيتام''. هذه الفوضى التي تشهدها محطات نقل المسافرين بعنابة تبقى سائدة رغم الإجراءات العقابية الرادعة التي إتخذتها المديرية الوصية في حق أصحاب الحافلات الذين يتعرض العشرات منهم شهريا لسحب وثائقهم جراء التجاوزات غير القانونية التي يقومون بها، خاصة أولئك الذين يقلّون عددا من الركاب يفوق طاقة إستعاب الحافلة، أو يمكث وقتا يفوق توقيت إنزال الركاب في المحطات الفرعية أو يسير خارج خطه القانوني ، فضلا عن العقوبات التي يتعرض لها القابض الذي لا يعطي للزبائن التذاكر أو يسيء للركاب ،ولو أن الإختناق الكبير الذي تشهده عنابة يتطلب إعادة تنظيم لمخطط النقل الذي شرع فيه مؤخرا، بتحويل سيارات الأجرة بعيدا عن محطة كوش نورالدين، فيما تواصل مؤسسة "جيسيبات" أشغال انجاز مشروع المحطة البرية الجديدة عند المدخل الشرقي لمدينة عنابة.