أعلن الحوثيون، مساء الجمعة، من القصر الجمهوري، ما سموه ”إعلاناً دستورياً”، نص على حل البرلمان وتشكيل مجلس انتقالي يقوم لاحقاً بانتخاب مجلس رئاسي، في خطوة تضع اللمسات النهائية على سيطرتهم على السلطة منذ أشهر. أعلنت جماعة الحوثي، يوم الجمعة، حل البرلمان وتولي السلطة في اليمن وأعادوا تشكيل اللجنة الأمنية العليا في البلاد برئاسة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، وذلك وسط معارضة أمريكية وقلق خليجي إزاء النفوذ الإيراني في اليمن، ونص الإعلان الدستوري اليمني، الذي صدر في القصر الجمهوري بمشاركة وزراء سابقين وسياسيين، على حل البرلمان وتشكيل انتقالي من 551 عضواً ينتخب مجلساً رئاسياً من 5 أعضاء، إلا أن القرار الأول والأخير وضع في يد اللجان الثورية، التي يرأسها ابن شقيق زعيم جماعة الحوثي. ومن جهته، صرح مسؤول أمريكي رفيع بعد اجتماع بين وزير الخارجية، جون كيري، ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي في ميونيخ، أن واشنطن تعارض إنشاء المجلس الرئاسي الذي أعلن عنه الحوثيون في اليمن، حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي الدول الخليجية إلى مضاعفة اتصالاتها مع جميع الأطراف في اليمن، بعد أن تحدثت عن مخاوفها من ”خطر” الفراغ في السلطة على الاستقرار في المنطقة، كما عبرت دول الخليج، خلال اللقاء، عن قلقها إزاء النفوذ الإيراني في اليمن، كما دعت المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أقوى عبر الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لحل الأزمة اليمنية. ومن جهته، أعرب مجلس الأمن عن ”قلقه العميق” من الوضع في اليمن، وهدد بفرض عقوبات في حال لم تستأنف المحادثات لإخراج البلاد من الأزمة. وفي إعلان تلاه الرئيس الدوري لمجلس الأمن، السفير الصيني جيي لو، أعربت الدول ال15 الأعضاء عن ”استعدادها لاتخاذ إجراءات إضافية”، وهو تعبير يعني عادة فرض عقوبات، ”في حال لم تستأنف المحادثات فورا”. وأضاف أن الدول ”ألحّت على كل الأطراف، خصوصا الحوثيين، احترام” الاتفاقات الموقعة من أجل تسوية الأزمة مثل مبادرة مجلس التعاون الخليجي أو مؤتمر الحوار الوطني، وطالب المجلس أيضا ب”الإفراج الفوري” عن الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء الذين فرضت عليهم الإقامة الجبرية. وفي سياق متصل، قال الناطق باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، أن فراغ السلطة في اليمن يشكل قلقا كبيرا. وأوضح أن الأممالمتحدة على تواصل مع المبعوث الأممي جمال بن عمر للحصول على آخر التطورات في اليمن. استمرار أعمال العنف في معظم المناطق اليمنية أصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة، يوم أمس السبت، أمام البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء، وبعد أن كان القصر مقرا لرئيس الوزراء اليمني، أصبح الآن مقرا لمحمد الحوثي المسؤول الكبير في الجناح العسكري للحوثيين الذين سيطر مسلحوهم على مناطق كبيرة في اليمن. وفي تطور آخر، أطلق مسلحون حوثيون الرصاص لتفريق مظاهرة مناوئة أمام جامعة صنعاء، السبت، واختطفوا 5 متظاهرين، وفي مدينة ذمار، جنوبي العاصمة، تظاهر الآلاف رفضا لما سمي ب”الإعلان الدستوري” الذي أصدره الحوثيون.