أجمعت أحزاب المعارضة والموالاة على ضرورة أن تتريث الحكومة لفترة، وتباشر سلسلة من المشاورات مع سكان عين صالح المحتجين لأكثر من شهر ونصف الشهر على قرار استغلال الغاز الصخري، في حين تشير مصادر مطلعة إلى وجود تعزيزات أمنية مشددة بالمنطقة، تخوفا لأي انزلاقات قد تحدث ردا على تصريحات الرئيس المدير العام بالنيابة لسوناطراك. أكد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في اتصال مع ”الفجر”، أن غياب الثقة بين الحكومة وسكان عين صالح حول مسألة استغلال الغاز الصخري، جعل سكان الولاية لا يتعاونون مع أي مشروع تطرحه السلطة التي طالبها بأن تقرأ هذه الاحتجاجات قراءة صحيحة ومعمقة، وأن تتفاعل إيجابيا معها من خلال مقاربة سياسية اقتصادية واجتماعية جديدة بعيدة عن منطق التخويف والتهديد وفرض الأمر الواقع في الخيارات الوطنية الكبرى، وإطلاق برامج تنموية واسعة، وذلك باستغلال الأموال المرصودة في صندوق تنمية الجنوب، مشيرا إلى أن النهضة تجدد موقفها الرافض لاستغلال الغاز الصخري وتثمن وعي المواطنين في هذه المناطق. وأكد ذويبي، وجود تناقض صارخ بين ما صرح به الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك الذي أشار إلى تواصل عملية الحفر، وأوضح أن التخلي عن استكشاف الغاز الصخري هو تخلي عن المحروقات في الجزائر، وبين التطمينات التي قدمها رئيس الجمهورية مؤخرا، عقب انعقاد مجلس الوزراء المصغر، الذي أبرز الإعلان قريبا عن توقيف عمليات الحفر، مضيفا أن السلطة تتعامل مع الموطنين بمنطق واحد، وهو تنفيذ ما تراه يناسبها، وتضع رأي المواطنين في سلة المهملات، داعيا الحكومة إلى تأجيل عملية الحفر وفتح نقاش واسع مع المواطنين عبر الإستعانة بالخبراء وليس السياسيين. من جهته، قال المكلف بالإعلام على مستوى جبهة التحرير الوطني، سعيد بوحجة، في اتصال مع ”الفجر”، إن الحل الوحيد الذي قد يوقف لهيب الاحتجاج بالجنوب، وتحديدا في دائرة عين صالح، هو فتح نقاش وتوعية السكان، مؤكدا أن ما يحدث في الجنوب ليس أمر سياسي، وإنما هو ناجم عن سوء اتصال، داعيا إلى تأجيل عملية الحفر ومباشرة نقاش واسع. وتابع بوحجة بأنه على السلطات المعنية تقديم ضمانات لسكان الجنوب بخصوص استخراج الغاز الصخري، بأن هذا الأخير لا يشكل خطورة على المحيط ولا يؤدي إلى تلويث المياه ولا البيئة، مشيرا إلى أن توضيح الأمور للمحتجين من شأنه أن يحل المشكلة القائمة بين السلطات والسكان، ويؤدي إلى تسوية الأمور وتفهم الأمر. بالمقابل، أكدت مصادر مطلعة بعين صالح ل”الفجر”، وجود تعزيزات أمنية مشددة تخوفا من أي انزلاقات قد تحدث ردا على تصريحات الرئيس المدير العام بالنيابة لسوناطراك. وقالت إنه لايزال يوجه المزيد من الاستفزازات ويناقض ما طمأن به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.