أجمعت الأحزاب السياسية على ضرورة تغيير السياسات والمناهج في التسيير، لتجاوز حالات الاحتقان التي يعيشها أبناء الجنوب، وجددت رفضها أن يدفع أبناء المنطقة ثمن فشل السلطة في سياستها الاقتصادية والتنموية وهدرها للثروة المالية الناتجة عن الريع البترولي والعجز في تحويل الجزائر إلى بلد صناعي منتج. حمل الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، السلطة مسؤولية أي انزلاقات مستقبلية في منطقة عين صالح، والتي ستؤدي إلى انهيار جدار ثقة المواطن في دولته ومؤسساتها، وتضر بوحدة البلاد واستقرارها. ودعا في اتصال مع ”الفجر” السلطة إلى الحوار مع الشعب، وتغليب منطق الحكمة والتعقل، ومراجعة سياساتها في استغلال الغاز الصخري، وتقديم المصلحة العامة للجزائر، محملا إياها مسؤولية. وقال ذويبي إن إصرار السلطة على استغلال الغاز الصخري بالرغم من تحذيرات الخبراء المختصين في هذا الشأن، يسبب شرخا اجتماعيا وانهيار جدار ثقة المواطنين في الجنوب الكبير تجاه مؤسسات بلدهم، وهو ما يستوجب اليوم من السلطة تغيير سياستها وتحديد أولوياتها اتجاه هذه المنطقة. وأضاف المتحدث أن كل المؤشرات مهيأة لمثل هذه الاحتجاجات، خاصة بعد أن عاشت العديد من ولايات الجنوب أحداث مماثلة، مؤكدا أن ما يحدث يعتبر مظهر من مظاهر الأزمة التي تعاني منها الجزائر، وقال إنه ”لا بد أن تكون رسائل حتى تغير السلطة منهجيتها في حكم البلاد”. بالمقابل، كشف المكلف بالإعلام على مستوى حركة مجتمع السلم، زين الدين طبال، في اتصال مع ”الفجر”، أن المكتب السياسي للحركة سيعقد اليوم اجتماعا طارئا للحديث عن الوضع السياسي الذي تمر به البلاد، وبالأخص أحداث عين صالح التي قال إنها تعكس التحولات التي شهدها المجتمع الجزائري، والتي أثبتت أن المواطن بات على اطلاع بما يجري حوله، وأنه يدرك حجم المخاطر التي يمثلها خيار استغلال الغاز الصخري، والخيارات الأخرى في المجالات المتعددة. من جهته قال رئيس جيل جديد، جيلالي سفيان، في اتصال مع ”الفجر” إن مواطني عين صالح قدموا درسا في المواطنة والمسؤولية، مشيرا إلى أن وقفتهم ضد استغلال الغاز الصخري تفرض التحية، وإن دلت على شيء فإنما تدل على أن الوعي المدني لدى الجزائري ينمو ويتطور بشكل رائع، مضيفا أن تمسك سكان عين صالح بأرضهم وبمنطقتهم، يؤكد الاحترام الذي يكنوه لبيئتهم، وهو ما يستحق التحية والدعم. وفي ذات السياق، حذر القيادي في حركة الإصلاح، حملاوي عكوشي، الحكومة، من أزمة جديدة في الجنوب، بسبب عدم أخذها بعين الاعتبار تحذيرات السياسيين وأطياف المجتمع المدني على محمل الجد، في قضية الغاز الصخري، وأبرز أن ”الموضوع انتقل من مشكل صحي وبيئي إلى أزمة سياسية في منطقة تعيش على صفيح ساخن”.