تستعد الشيف ”أمال أماوي” يوم 19 مارس الجاري، للمشاركة في مسابقة عالمية، بعد أن تم اختيارها رفقة ستة طباخين جزائريين من قبل لجنة دولية تحت إشراف المجلس الفرنسي لتشجيع السياحة. وبعد الكلمة التي ألقتها بمقر إقامة فرنسا أمام الحضور، جمعها مع ”الفجر” حوار لمعرفة أهدافها المستقبلية في هذا المجال الذي ترى أن التميز فيه ليس بالأمر الهين. دخلت الطباخة المحترفة ”أمال أماوي” عالم فن الطبخ بمقاييس عالمية، من منطلق تشبعها بثقافة المطبخ الجزائري وترى أنه جزء من هوية أي شعب، وقد تمكنت من مزج طبخنا بالمطبخ الفرنسي وغيره من المطابخ التي استلهمت منها الأفكار. وتقدم ذلك عبر مطعمها ”فوريستن” بنواحي بلدية حيدرة في الجزائر العاصمة، لتؤكد أن أول مدرسة لها في قواعد الطبخ هي الأم، لتغوص بعدها في حيثياته وأسراره، ويكون أسمى هدف لها هو تحسين صورة الجزائر التي يحملها شبان اليوم انطلاقا من الثقة بالنفس. ليكون أول سؤال وجهناه لها يتعلق بالتجربة التي ستخوضها يوم 19 مارس من الشهر الجاري، وعن الذي ستضيفه هذه التجربة لها خصوصا أنها على المستوى العالمي؟ فقالت:”تعتبر هذه المبادرة فريدة من نوعها في فن تذوق الطبخ، وأنا صراحة سأشارك لصالح شبابنا الجزائري حتى يأخذوا العبرة ونثبت أننا قادرون أن نصل لأبعد مما نتصور بإمكانياتنا وداخل وطننا، ونبرز أننا فعلا نحب مهنتنا وصبورون من أجلها، ومنها يمكننا أن نصل إلى أهداف كبيرة. وقد شاركت قبلا في مسابقة طبخ عربية لإبراز فن الطبخ الجزائري، نظمت ب ”دبي” ودائما ألمح أن في طبخنا الجزائري تميزا أمام أي بلد في العالم. كما سألناها عن رأيها في الطبخ المغربي الذي يعتبره الكثيرون امتيازا مغاربيا فأجابت:”صحيح أنهم تمكنوا أن يبرزوا ثقافتهم للعالم، وقد يكون للطبخ المغربي شهرة عن طريق انتشار المطاعم المتخصصة فيه، ولكنهم يحاولون قدر المستطاع تقديم ”فن التذوق” عبر مطبخهم، كون هذه السمة لا تتوفر في كل الوجبات التي نتناولها، كما لم يتمكنوا من التميز أمام المطبخ الفرنسي، وإذا تحدثنا عن بلدنا الجزائر فإن العشرية السوداء جعلتنا منغلقين عن العالم في كل المجالات، من بينها ”فن الطبخ”، الأمر الذي أثر سلبا على الجانب السياحي. أما الآن - تضيف أمال أماوي - مع تعدد وسائط الاتصال أصبح العالم يتعرف أكثر عن الجزائر، بفضل الجزائريين الذين يجتهدون للمشاركة في مسابقات دولية، فأنا شخصيا اتصل بي العديد من أشهر الطباخين الفرنسيين للمشاركة في مسابقات ينظمونها، وأحرص دائما في مثل هذه المناسبات أن أقدم المطبخ الجزائري بشكل راق، مع أحدث ما يميز هذا المجال عالميا في طريقة تحضير الوجبات ونوعيتها. كما أطمح ليكون الطبخ الجزائري في مصاف العالمية، مثله مثل الطبخ الآسيوي والإيطالي وغيرهما، وعلينا الآن أن نبرز هويتنا من خلال هذا الموروث المادي”. لتضيف الشيف أمال أماوي، في سياق حديثها:”يجب علينا أخذ مبادرات من ذاتنا، وألا ننتظر فقط مسابقات ومهرجانات دولية، فإذا أخذنا أمثلة بدول الجوار نجد أنهم تمكنوا من تقديم ثقافتهم بشكل مبهر حتى وإن كانت نسبية مقارنة بما نملكه، وهنا يدخل دور وسائل الاعلام”.