دعا رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، أمس، كل الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية إلى ”تغليب لغة الحوار والحكمة في اتخاذ أي مواقف أو قرارات من شأنها إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد”، بعد أن أشار إلى استغلال بعض الأطراف السياسية المسيرة السلمية التي نظمها سكان الجنوب للمطالبة بوقف استغلال الغاز الصخري لمصالحهم الضيقة. وأشار عمار غول إلى تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي تحاول، على حد وصفه، اصطياد الأحداث وركوب الموجات خدمة لمصالحهم الضيقة، مؤكدا أنه ”لن يخدم ذلك المطالب الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى السياسية منها”، موضحا على هامش عقد المكتب السياسي لحزب تجمع أمل الجزائر ”تاج” اجتماعا عاديا بمقر الحزب بدالي إبراهيم، أن ”الملفات الساخنة لا يمكن أن تعالج إلا بأعصاب باردة. وإن هذه القضايا وإن ارتفعت أصواتها فإن حلها يكون في جو مريح وهادئ. وإنه لا يجب أن يتحول هذا الاختلاف إلى تأجيج الشارع وركب موجات سياسيوية يدفع ثمنها الأبرياء من المواطنين في الشارع والتي تؤدي إلى خراب وتفكيك الأمة”. واعتبر المتحدث أن ”استغلال بعض الأطراف للمسيرات التي ينظمها سكان الجنوب بمنطقة عين صالح لا يمكنه أن يقدم أي حلول. وإنه سيساهم في خلق وصناعة أجواء متوترة وصعبة من شأنها إثارة الفتنة وتغذية الطائفية بالمنطقة”، داعيا هذه ”الأطراف إلى عدم الدفع بهذه المسيرات نحو المزيد من التأجيج والصراع”، الذي سيؤدي - حسبه - إلى ”ربيع دموي سيأتي على الأخضر واليابس”. في المقابل حذّر المتحدث من جر الشعب إلى الشارع وجره إلى الفوضى والدمار، معتبرا أن ”هذه الأطراف فشلت في تقديم الجديد للجزائريين وأنها تسعى للاصطياد في هذه الأحداث”. كما دعا إلى مواجهة كل التحديات التي تواجه الجزائر في الوقت الراهن، ”من خلال مناقشة كل الملفات العالقة باللجوء إلى ثقافة الحوار والتعقل والسماع للآخر وقبول جميع التوجهات التي تساهم في بناء الوطن والابتعاد عن كل المخططات الأجنبية التي تأتينا من الخارج”. وفي هذا الإطار قال عمار غول إنه ”لا يمكننا أن نعالج كل القضايا المطروحة إلا بالجلوس بعضنا مع بعض والتشاور حولها”، وهذا قبل أن يعود للتذكير بأن تنظيم الندوة الاقتصادية والاجتماعية السبت المقبل المصادف ل21 مارس الجاري سيكون مفتوحا أمام الجميع بحضور إطارات ومناضلي الحزب وخبراء ومختصين في المجال الاقتصادي لتقديم بعض الرسائل والأفكار والمقترحات التي تصب في المسار السياسي الصحيح للجزائر. وأوضح غول أن هذه الندوة تم التحضير لها بعد أشهر من عمل داخلي ومشاورات بين جميع كوادر وإطارات الحزب وكذا الفاعلين في المجال الاقتصادي، حيث إن هذه الندوة ستقوم على 7 محاور رئيسية، تركز من خلالها على الأمن الطاقوي للجزائر من أجل تلبية حاجياتنا الوطنية وكيفية تصديرها لدعم الاقتصاد، وكذا التركيز في كيفية وضع الآليات اللازمة لبناء اقتصاد خارج إطار المحروقات وفق البرنامج الذي وضعته الحكومة والرامي إلى التنوع الاقتصادي في ظل وجود بدائل إخرى تساهم في النهوض بالقطاع الاقتصادي إلى مصاف الدول المتقدمة”.