قال عمار غول، رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج»، أن انفلات الوضع في الجزائر سيأتي على الأخضر واليابس، ورأى في النزول إلى الشارع، رغبة تلتقي مع مخططات إقليمية تستهدف تدمير الوطن، مؤكدا في ذات الوقت أن الشعب الجزائري واع وسيتصدى لكل فتنة. حذر غول، أمس، من المساس بأمن واستقرار البلاد باستغلال مطالب اجتماعية واقتصادية لأغراض سياسوية ضيقة أو أحلام تموقع شخصية وأنانية، وأكد خلال ترؤسه اجتماع المكتب السياسي لحزب تجمع أمل الجزائر، حاجة الجزائر لمن يحافظ على المكاسب وليس لمن يؤجج الصراعات. واعتبر المتحدث أن كل ما يجري في ليبيا والساحل الإفريقي يستهدف الجزائر بالدرجة الأولى، ويرمي حسبه إلى تفكيك الوحدة الوطنية والعبث بالأمن والاستقرار لغايات في نفوس قوى دولية تريد خدمة مصالحها الحيوية على حساب مآسي العالمين العربي والإسلامي. وقال عمار غول، أن «الظرف يقتضي التحلي بالحكمة، وتنافس كافة الأطياف على كيفية تأمين الجزائر والعمل على استقرارها»، مضيفا «ممكن أن نختلف وفي ذلك رحمة، لكن لا يجب أن نختلف أبدا على استقرار البلاد المستهدف فليس في هذه الفترة نلجأ إلى الشارع». وتابع في السياق، «نتعجب من بعض الأطراف التي رأت أن تتخذ من 24 فيفري هذا اليوم التاريخي مناسبة لمحاولة تأجيج الصراعات واغتنام بعض الأحداث والوضعيات من أجل نسف مكتسبات الأمن والاستقرار»، وحذر هؤلاء من محاولة جر الشارع نحو الفتنة والانزلاق بغرض أطماع أنانية. وأضاف أنه من السهل تفجير الوضع في أي لحظة، منبها إلى ويلات ذلك على الجميع، والتي ستأتي حسبه على الأخضر واليابس، واعتبر أن من يريد النزول إلى الشارع يريد تفجير الوطن. وأوضح أن هناك نقائص وحاجيات في الجهات الأربع للوطن، تستدعي العمل على حلها في إطارها الصحيح، مشيرا في ذات الوقت إلى وعي الشعب الجزائري المكتسب من محنة العشرية السوداء وسيقف بالمرصاد لمحاولات جره إلى تخريب بيته». ودعا غول مجددا، كافة الأحزاب السياسية إلى الالتفاف حول مشروع تعديل الدستور للتوصل إلى إعداد وثيقة نهائية توافقية تلبي تطورات الوضع ومتطلبات الشعب الجزائري. وفي الشأن الإقليمي، انتقد رئيس حزب «تاج» دعوة بعض الدول إلى التدخل العسكري في ليبيا، معتبرا أن ذلك رغبة في تحويل البلاد إلى عراق وسوريا بشمال إفريقيا، بإخراج ورقة ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي، وسجل بارتياح شديد توقيع الأطراف المالية على اتفاق جديد يدعم وقف إطلاق النار في شمال مالي. وطالب دول المنطقة وإفريقيا، بمساندة ودعم المقاربة الجزائرية القائمة على تغليب الحوار والحلول السلمية.