أبرز ”ملياني الحاج” باحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، الحالة التي وصلت إليها أغنية الراي من خلال الثقافة الشعبية الحالية، وهذا خلال مائدة مستديرة اقيمت السبت الماضي بوهران، في إطار برنامج الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي نظم من طرف جمعيتي ”حضارة العين” و”أفيباك”، ويمتد على مدار أكثر من شهر. ودار النقاش حول صورة المرأة من خلال الثقافة الشعبية وأغنية الراي، والتي اعتبرها ملياني الحاج المختص بموسيقى ”الراي” الجزائرية، ”جزءا لا يتجزأ من تاريخنا وتراثنا”، وقال أنه ”سيكون لها صدى على المدى البعيد، سواء كانت تؤدي أنواع أغنية الراي أو الحوزي أو البدوي أو طبوع أخرى فإن المرأة تعد حاضرة دائما في الموسيقى الشعبية”. وتحدث الباحث أيضا عن الحضور القوي للمرأة في هذا النمط الغنائي، الذي لطالما كان مرفوضا من المجتمع، فهي من جهة تعبر عن أحاسيسها وتجاربها الخاصة، ومن جهة أخرى تكسر الطابوهات والضوابط الاجتماعية. وأشار الباحث بأن الراي ”يبقى أمرا غير مرغوب فيه، ولا يقبل بسهولة رغم الثمن الغالي الذي دفعه مغني الراي في العشرية السوداء”، مشيرا إلى مفارقة واضحة للعيان بعد مرور هذا النمط الغنائي على باريس والتغير الواضح الذي عرفه هذا النوع من التراث، كاختفاء المداحات وظهور مغنيات للراي، إضافة إلى العولمة ومدى تأثيرها على الحياة الشرق اوسطية والغربية والتركية في خضم الاحتكاك الثقافي.