فتح مطرب الفن الأصيل ”الأندلسي والحوزي”، نوري الكوفي، في تصريح ل”الفجر”، النار على المسيرين وإطارات قطاع الثقافة بالجزائر، في ظل سياسة التهميش والإقصاء التي باتت تفرض على العديد من الفنانين خاصة المتخرجين من مدرسة ألحان وشباب. قال نوري الكوفي، صاحب رائعة ”سيدي بومدين”، التي أعاد غناءها كينغ الراي خالد حاج ابراهم والعديد من الفنانين الآخرين، ”إن هناك مافيا اليوم في طاقم وفريق العمل من مدراء المؤسسات ومسؤولين تابعين لوزارة الثقافة مسيطرين على قطاع الثقافة بالجزائر”، وأضاف ”هذا يدوم منذ 30 سنة، والأمور ليست بخير في الثقافة”، مؤكدا أنه ”لو يأتي 70 وزيرا على قطاع الثقافة، لا يمكنه تغيير شيء”، في إشارة إلى الوزيرة ”نادية لعبيدي”، وأضاف يقول أنه بالرغم من المشاريع الكبيرة التي ترصدها الدولة للنهوض بالقطاع والأموال الضخمة التي تصب فيه، والبيروقراطية والتضارب في المصالح، ”فإن وضع الثقافة بالجزائر يبقي دائما متدهورا ومتعفنا ولا جديد يذكر”. وفيما يخص غيابه عن الساحة الفنية وعن جمهوره، عبر ابن مدينة تلمسان جوهرة الغرب، بقوله ”إنني موجود لكن تحت سيطرة مسؤولين في قطاع الثقافة”، معلنا أن الأسماء التي لا تسير و”لا تمشي” في الخط وتمضي صفقات كما يريد المسؤولون في الثقافة، وبالنسبة التي يحددونها، فإنهم يكونون خارج الحسابات” على حسب تعبيره .. ويستطرد كلامه ”يقولون أننا نتكلم كثيرا وماشي ملاح ونقوم بخلق المشاكل في الثقافة”، وهذا لتشويه صورة الفنان أمام جمهوره على أنه يطلب أموالا كثيرة لإحياء الحفلات. ويؤكد نوري كوفي أن هذا ”يعتبر غير صحيح وليس له أساس من الصحة”، وأردف نوري أنه ”إذا نظرنا إلى الملايير التي تنفق على الفنانين الأجانب الذين يجلبونهم إلى الجزائر في كل مرة فإننا في حيرة”، كما أن ذلك لا يخدمهم إذا قاموا بجلب فنان جزائري ويسلمون له تلك الأموال الكبيرة”، مضيفا أن الحقيقة هي أ ”الفنان الجزائري لا يحتاجونه”، ”أما الفنان الأجنبي فيمنحونه سيولة مالية بالخارج وثمة الحقيقة”. وفي ذات السياق، انتقد مطرب الحوزي وضعية القطاع، بقوله ”هذه الأمور جميعها تؤثر على معنويات الفنان الجزائري في الإبداع والإنتاج والغناء، في ظل الحصار والتهميش والإقصاء، بعدما أصبح لا يستطيع أن يلتقي جمهوره حتى في المهرجانات الفنيّة مثل حرمانه من المشاركة في فعاليات تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2012”، ويكشف نوري الكوفي بالنسبة لمشاركته في التظاهرة الثقافية قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، قائلا ”إنني أنتظر الدعوة مثل غيري كثيرين ولم يتم بعد الاتصال بي للمشاركة”. وفي سياق متصل، اعتبر المطرب أن جميع الأموال التي تصرف في قطاع الثقافة هي من أجل ”تغطية الشمس بالغربال”، لأنه إذا بحثنا عن الملموس لا شيء يذكر، يقول الكوفي، معتبرا أن حصة ألحان وشباب التي تخصص لها أموال كبيرة، يصرح أنها تنفق للضحك على الشباب، وكما جاء على لسانه من أجل أن ”يتمسخروا بهم”، مضيفا أن هناك فنانين كثيرين في الساحة الفنية لم يعتنوا بهم ويريدون إخراج فنانين جددا ويقولون لهم أن الفن فيه مستقبل بالجزائر، وذلك ما اعتبره الكوفي مجرد ”تغليط وتضليل لهم”، مضيفا أن هناك فنانين كثيرين تخرجوا من المدرسة لكنهم مهمشون وذلك خير دليل.