تطرق العديد من النخبة بالجزائر إلى ظاهرة استعمال اللغة الفرنسية في العديد من المنابر الرسمية بدل اللغة العربية، حتى في الزمكانية التي لا تستدعي ذلك، ليعتبر البعض أن لغة ”موليير” تساهم في نشر الوعي داخل المجتمع، بالمقابل صوّت جزائريون عبر موقع إلكتروني على جعل اللغة الإنجليزية في المقام الأول بدل اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في الجزائر. لا تزال مقولة الكاتب الجزائري ”كاتب ياسين” التي وصف فيها اللغة الفرنسية ب”غنيمة حرب”، شعارا يحمله الفرنكفونيون على لسانهم، لتؤكد التصريحات التي جاءت على لسان شبان كفيلة بأن تكون اللغة الفرنسية بالجزائر في الصدارة مثل ما قالته لنا أسماء (29 سنة): ”الجانب الاقتصادي يشترط على موظفيه التحكم في اللغة الأجنبية وبالتالي تقل فرص الاستفادة في حالة عدم التحكم في اللغة الفرنسية خصوصا”، ليعتبر يونس (27 سنة): ”أن جيل ما بعد الاستقلال لا يريد تخليصنا من اللغة التي صرنا أتباعا عن طريقها بدل أن تكون فعلا غنيمة حرب، أما معهد الكهرباء والإلكترونيك ببومرداس فهو الوحيد الذي يدرس باللغة الإنجليزية، أي أنه المعهد الوحيد بالجزائر الذي يدرس التكنولوجيا بالإنجليزية”. في حين أنه تم تنظيم حملة على موقع ”أفاز” الذي يعتبر أكبر تجمع لحملات المجتمع المدني على الأنترنت في العالم وأكثرها فعالية للتغيير، وقد نظم الموقع عملية توقيع بعنوان ”الشعب الجزائري يطالب بجعل اللغة الانجليزية اللغة الثانية في التعليم مكان الفرنسية”، ذلك بجمع 500 ألف توقيع للمواطنين الجزائريين. وجاءت الدعوة في نص العريضة بناء على التغيرات التي عاشها العالم على جميع الأصعدة منذ منتصف القرن الماضي، وكذا ظهور أقطاب صناعية كبيرة على الصعيد العالمي تعتمد في تدوينها الرسمي على اللغة الانجليزية، ليتجاوز عدد المصوتين في الدقائق الأولى من بدء التصويت 400 توقيع تؤيد ترسيم اللغة الانجليزية كلغة أجنبية أولى بالجزائر. لكن التصويت على حملة من هذا النوع لا يعتبر أمرا هينا فمن الضروري معرفة من المسؤول وراء تأسيس مثل هذه المواقع وأهدافها؟، ليصرح لنا الأستاذ الجزائري ”ساعد ساعد” من جامعة الأمير خالد عبر اتصال لنا به أن ”دخول الجزائر في مجتمع المعلومات لا يزال حديثا، ناهيك عن غياب مواقع الكترونية تفاعلية باستثناء ما تنظمه مواقع بعض المؤسسات الاعلامية، كما أن مفهوم التفاعلية الإلكترونية بالمجتمع الجزائري لا يزال متأخرا مقارنة بالتطور الحاصل عبر دول العالم مثل دول الخليج العربي مثلا، وبالتالي فإنّ هروب الجزائريين نحو مواقع دولية هو تحصيل حاصل لغياب فضاءات بحث وتواصل تفاعل”، ليضيف الأستاذ في قوله أن التهميش المقصود للغة العربية جعل الناطقين بها يشعرون بضعف وكذلك النظرة اتجاههم، على عكس الدعم الكبير الذي تلقاه اللغة الفرنسية من قبل الجهات الرسمية. في الوقت الذي أوصدت السلطات أبوابها للشباب الجزائري فتحت له أطراف أخرى الأبواب، وأصبحت تستشف منه المشاكل والقرارات ويكون واقعه مرتبط بعالم افتراضي، فهل سيتمكن القائمون على رعاية الشباب من سد الثغرة بفهم رغباته قبل انجاز المشاريع؟