دعا أطباء أخصائيون ومختصون في علم الأحياء الدقيقة وصيادلة، أول أمس بوهران، إلى تكوين معمق أكثر للأطباء لتفادي الوصف المفرط للمضادات الحيوية. ويعد هذا التكوين للأطباء ضروريا للتحكم في الوصف المفرط للمضادات الحيوية المؤدي إلى مقاومة أكثر لهذه الأدوية، حسب ما أشير إليه خلال يوم موضوعاتي حول استخدام المضادات الحيوية والمنظم من طرف لجنة المضادات الحيوية للمؤسسة الاستشفائية الجامعية 1 نوفمبر 1954 لوهران. وأبرزت الصيدلانية لاغواطي نادية، التي تعمل بالصيدلية المركزية لذات المؤسسة الاستشفائية، أن استهلاك المضادات الحيوية ”مبالغ فيه في مصالح هذه المؤسسة مثل مصلحة أمراض النساء”. وذكرت الدكتورة دالي يحيى راضية، من مصلحة علم الجراثيم بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران، في مداخلتها، أن مستخدمي المستشفى ”ليسوا مهتمين بشكل كافي بمسألة الوصف المفرط للمضادات الحيوية”، مؤكدة أنه ”بعد البكتيريا المقاومة نحن الآن نواجه البكتيريا المتعددة المقاومة وحتى أشد مقاومة، ما يستدعي وعي سريع من طرف مستخدمي الصحة”. وقد تزايد ظهور وانتشار الجراثيم المسببة للأمراض المقاومة للأدوية. ”وقد أصبحت أدوية أساسية غير فعالة، ما يطرح مشكلة للصحة العمومية بل وحتى مصدر قلق عالمي”، وفق نفس المتدخلة في اللقاء. واعتبرت أنه ”من الضروري وضع تدابير لتشجيع الاستخدام المناسب والعقلاني لهذه الأدوية ومن ثم تقليص تكلفة الصحة العممومية”، مشيرة إلى العديد من العوامل المساهمة في هذه المقاومة، منها غياب وسائل التشخيص والنقص في بعض الأدوية وعدم احترام تدابير النظافة في المستشفيات. وفي هذا الصدد أعلن المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران، محمد منصوري، عن إنشاء مصلحة للتنظيف الحيوي لتجنب خطر الإصابة بالأمراض المنتشرة في المستشفيات، مبرزا العمل الذي أنجزه طاقمه في هذا الإطار. وبعدما كانت موكلة لعاملات النظافة فقد أصبحت هذه المهمة منوطة بهذه المصلحة التي أنشأت حديثا وتتوفر على وسائل ومواد فعالة، وفق نفس المسؤول. ومع ذلك يبقى عمل المزيد في ما يخص تحسيس المستخدمين، وهو عمل يقع على عاتق رؤساء المصالح حيث ”هم المسؤولون الوحيدون عن الاحترام الصارم لقواعد النظافة على مستوى مصالحهم”، كما أضاف.