بعض وسال الإعلام الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي، حول خطورة استخدام المصابيح الاقتصادية للطاقة، والتأكيد أنها تشكل خطرا حقيقيا يهدد صحة الإنسان والبيئة على حد سواء، كون هذه المصابيح تصدر أشعة كهرومغناطيسية بكميات كبيرة جداً تشكل خطرا كبيرا على الأفراد الذين يتواجدون بالقرب منها. وفي المقابل تطمئن الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة سلامة هذه المصابيح ودورها في خفض استهلاك الطاقة. انطلقت حملة لعدد من الجمعيات الأوروبية، خاصة الفرنسية والإسبانية، تحذر من مخاطر استعمال المصابيح الاقتصادية، وتدعو لعدم استخدامها في الإضاءة الجدارية والأرضية، خاصة المصابيح التي يستخدمها الناس على مكاتبهم، وذلك للأثر السيء الذي تتركه هذه الأشعة على الدماغ والجلد. وأكدت هذه الجمعيات أن حساسية الخطر في هذه المصابيح تكمن بشكل عام في الانتشار الكبير والمتزايد لها، وبالجهل بما تحمله هذه المصابيح من مخاطر قد تضر بصحة الإنسان والبيئة. فبالرغم من الاهتمام الكبير بالتحولات المناخية وضرورة ترشيد استهلاك الطاقة لخفض انبعاث الغازات، أصدرت عدة منظمات أوروبية تقارير تدعو للعدول عن استخدام المصابيح الاقتصادية لما تشمله من مخاطر صحية على البيئة والمواطنين، كالتقرير الذي أصدرته منظمة البيئة الهولندية الذي يؤكد على احتواء هذه المصابيح على مادة الزئبق، وهي واحدة من أكثر المواد سمية على سطح الأرض، حيث أنه مع الانتشار الكبير لهذه المصابيح بات الخطر يهدد صحة الإنسان في حال التكسر وانتشار مكوناته من الزئبق، وهذا الانتشار من يزيد خطورة الأمر وانعكاساته السلبية. ومع هذه الأعداد الكبيرة المتزايدة من هذه المصابيح بات الأمر يشكل خطاً أحمر في وصول الآلاف من هذه المصابيح المنتهية إلى التربة، ومنها إلى السلسلة الغذائية، طالما بقي الجهل محيطا بمخاطرها. وتوصي المنظمة الهولندية في حال انكسر مصباح من هذه المصابيح بالمبادرة مباشرة إلى فتح النوافذ ومغادرة المكان لمدة 15 دقيقة، وعند إزالة بقايا المصباح المتكسر لا تستخدم المكنسة الكهربائية خوفاً من خلق واستنشاق الغبار المتطاير، وإنما يتم إزالة البقايا بوساطة قفازات مطاطية ووضعها في أكياس مغلقة، ثم في مواقع النفايات الآمنة للمواد الملوثة. هذا التهويل الأوروبي يجعلنا نتساءل عن مصير المستهلك الجزائري، خاصة في ظل الانتشار الكبير لاستهلاك هذا النوع من المصابيح بفضل الحملات الإشهارية التي تقوم بها الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة في إطار عملية ”ايكو- لوميار” الهادفة لترشيد استهلاك الكهرباء من قبل الاسر الجزائرية، وقد أكدت سلامة هذه المصابيح على صحة المستهلكين، داعية إياهم إلى مواصلة استعمالها، مشيرة إلى أن الحملة الأوروبية هي مجرد إشاعات وتخوف زائد من الطريقة المثلى للتعامل مع المصابيح الاقتصادية فقط. وفي سياق متصل نفى الأستاذ والمختص في الطاقة والكهرباء بالبليدة، بشير حماني، وجود دراسات علمية دقيقة تؤكد خطورة هذا النوع من المصابيح، خاصة ما قيل عن ما تسببه من سرطان الجلد والعمى، وأن استعمالها يبقى عاديا لدى المواطنين ولا داعي للترويع.