اتهم عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، خصمه عبد العزيز بلخادم، بالسعي جاهدا لتولي منصب رئيس الجمهورية، وأشار إلى أنه يستغل كل شيء للوصول إلى هذا المبتغى، خاصة الأفالان الذي يريد أن يمتطيه لتحقيق الهدف. اتهامات عمار سعداني، الموجهة هذه المرة ضد عبد العزيز بلخادم، كانت واضحة ومباشرة، حيث ربط الحركة التي يقودها بلخادم وأنصاره، لإسقاط عمار سعداني من على رأس الأمانة، برغبة بلخادم في الرئاسة، واستغلال الوعاء الانتخابي للأفالان من أجل تحقيق هذا الهدف، وجاءت تصريحات عمار سعداني، أول أمس، بمناسبة اجتماعه بمحافظي الحزب بالعاصمة. وحذّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني القائمين على تحضير المؤتمر العاشر للحزب، من إقصاء الإطارات أو المناضلين الذين بإمكانهم إعطاء دفع للمؤتمر العاشر، الذي قال أنه سيعقد في ظرف حاسم ومهم تمر به الجزائر، وتابع أن المؤتمر العاشر لابد أن يكون موعدا للتغيير نحو الأحسن والأفضل، مشيرا إلى أن الأصداء التي وصلته من عمليات الإقصاء التي تعرفها بعض المحافظات جعلته يشدد على أهمية التحذير من هذه الممارسات، ”لأنها ستفجر الحزب”، وواصل أن الولاء الوحيد والأخير لابد أن يكون للأفالان وليس للأشخاص، مستدلا بالتغيرات التي طرأت على قيادات الحزب خلال السنوات الماضية. وتنمي التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للأفالان المتصلة بالتهميش والإقصاء، بناء على الشكاوى والاحتجاجات التي تصله من القاعدة، حيث أدت عملية التقسيم المحافظاتي الجديد، إلى إحداث استياء كبير لدى أنصار بلخادم من المحافظين الذين وجد العديد منهم أنفسهم آليا خارج اللعبة، بحكم أن الولايات شهدت ميلاد محافظتين جديدتين وأحيانا ثلاثة كاملة، وهذا على الرغم من كون تلك التوسيعات التي شملت المحافظات جاءت لتستقطب الكثافة السكانية لكل ولاية. الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أوصى القائمين على تحضير المؤتمر العاشر، بإعطاء فرصة للشباب والعنصر النسوي من أجل إعطاء نفس جديد للحزب وترقيته، وقال في تقييمه للتحضيرات الجارية بشأنه، أن النتائج الحالية تبشر بالتفاؤل وهي مشجعة على أن المؤتمر سيعقد في ظروف حسنة، داعيا المناضلين والإطارات إلى تقديم مساهمتهم في المحافظات والقسمات بهدف ضمان تكامل الأفكار وتغليب المصالح العليا للحزب، وأوضح أن الحزب اليوم هو ملك لقاعدته النضالي، وأردف أن الهيكلة الجديدة للمحافظات ستعطي فعالية أكثر في بناء الحزب وهي في صالح المناضليين وليس المتسللين. وأكد المتحدث أن ”وضع الجزائر اليوم يختلف كثيرا عما كان عليه في سنوات الستينات والسبعينات والتسعينات من القرن الماضي”، مبرزا أن التقدم الحاصل في مجال التنمية والنتائج المحققة في الشق الأمني ”دليل على حكمة وحنكة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة”. وعبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن أمل حزبه في أن يكون عرض مشروع تعديل الدستور قبل المؤتمر القادم للحزب، ليتمكن من التجاوب مع الدستور الجديد ولتجنب تغيير بعض مشاريع القوانين واللوائح التي سيدرسها المؤتمر. بالمقابل وفي ختام الاجتماع، ثمّن أمناء المحافظات في بيان لهم، قرار سعداني، القاضي بإشراك القواعد النضالية في كل مراحل الإعداد للمؤتمر القادم، وأشادوا برغبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تعميق الإصلاحات السياسية من خلال تعديل الدستور. .. بلخادم ينفي اتهامات سعداني بخصوص الرئاسة لأنه ساند الرئيس من جانبه، نفى الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الاتهامات التي صدرت في خانة الأكاذيب التي تعود سعداني إطلاقها، وأن لا نية له ولا أطماع حالية في رئاسة الجمهورية، أو استغلاله الأفالان لتحقيق هذا الهدف. وقال بلخادم، في تصريح لموقع ”كل شيئ عن الجزائر”، أن الدليل على أن عمار سعداني، يصدر أكاذيب، هو أن بلخادم ساند رئيس الجمهورية خلال جميع العهدات الأربعة، ومعه المجالس المنتخبة والبرلمان خلال الفترة الماضية، وواصل أن الغرض من وراء تلك الأكاذيب على حد تعبيره، هو رغبته في تعكير الجو والتقرب من الرئيس، وأكد أن سعداني، ليس لديه أي برنامج سياسي أو نشاط مهم يقوم به، لهذا فهو يسعى لتحويل الأنظار نحو أمور أخرى.