قال العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، في تصريح ل”الفجر”، إن عملية تغيير المحافظين من قبل الأمين العام الحالي، عمار سعداني، ستخلق اضطرابات قبل المؤتمر العاشر للحزب الذي يحتاج إلى عملية لم شمل المناضلين وليس تفرقتهم. وقدر عبد الكريم عبادة، إن الطريقة التي تتم بها عملية التغيير بالمحافظات كان من المفروض أن تؤجل إلى ما بعد اختتام المؤتمر العاشر، مشيرا إلى أنه حتى وإن كانت العملية ترمي إلى تصحيح الأوضاع بحكم أن بعض المحافظين هم من تركة عبد العزيز بلخادم، غير أن تصحيح الأمور كان من المفترض أن يكون بعد المؤتمر وليس قبله، لأنه سيعمق الشقاق قبل المؤتمر المقبل. وعلق المتحدث على إلغاء اللقاء الذي كان سيعقده بولاية وهران، بأنه جاء للحفاظ على الأوضاع وتفاديا لتأزيمها، وقال إن مصطفى معزوزي هو من كان وراء عملية إلغائه بحجة أنه لم يكن مرخصا، وأضاف أن مثل اللقاء الذي كان يستعد لعقده لا يحتاج إلى ترخيص، لأنه لقاء بين مناضلين لا أقل ولا أكثر، وليس انقلابا عسكريا حتى تتدخل فيه البلطجية بذلك الشكل، وتابع بأن ما وقع بوهران هو من مخلفات الفترة الماضية لعهد بلخادم، ”لأنه خلالها تم استقدام جميع العناصر التي لا علاقة لها بالنضال، وإنما تمت وفق معايير المحاباة والرشوة، وعادة ما يتم الاستعانة بها في تصفية الحسابات”، معتبرا أن المؤتمر العاشر هو الامتحان الحقيقي للأمانة الحالية من أجل لم الشمل وتصحيح ما تركه بلخادم من خراب. أما في تعليق له حول العقوبة التي سلطها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على عبد العزيز بلخادم، بعد تنحيته من رئاسة الجمهورية وإصدار أوامر بطرده من الأفالان، قال عبادة إن ”قرار الرئيس الخاص بإقالته من رئاسة الجمهورية بالنسبة لي أمر عادي، لأنه هو من قام بتعيينه واقتنع بعدها بأنه لم يعد بحاجة إلى خدماته فأقاله بنفس الطريقة التي عينه بها”، غير أن عزله من الأفالان، فهي ”غير شرعية”، لأن اللجنة المركزية هي وحدها من تقرر إقالة المناضلين من الحزب وليس أي طرف آخر، ولجنة الانضباط هي التي تنظر في الاختلالات النضالية وليس رئيس الحزب، وواصل بأن ما لحق ببلخادم من عقوبة هو المتسبب الوحيد فيها، لأنه عمل طيلة فترة قيادته للأفالان على زرع الفتنة والتفرقة وطرد المناضلين الحقيقيين من الحزب واستبدالهم برجال المال والغرباء، واستعمال المحاباة في منح المناصب خارج أي تقييم حقيقي للمسار النضالي، وأكد أن ما يشهده الحزب بعد إقالة بلخادم، هي تراكمات ستزول مع الوقت، مشير إلى أن حركة التقويم والتأصيل قد حاربت تلك الممارسات طيلة 4 سنوات كاملة.